.. ومواقع تروج هرمونات تعيد الشباب من دون جراحة

.. ومواقع تروج هرمونات تعيد الشباب من دون جراحة

كثر الحديث في عدد من المواقع الأجنبية على الإنترنت حول هرمون النمو وفعاليته في تجديد الشباب وإعادة الحيوية والنشاط للجسم وتقليل نسبة الدهون فيه وزيادة كثافة العظام وبناء العضلات وإزالة التجاعيد, إضافة إلى العديد من المزايا التي تعد بها هذه المواقع, فمن المعروف أن الغدة النخامية تفرز هرمون النمو بشكل طبيعي ويقل إفراز هذا الهرمون مع التقدم في السن فبعد سن العشرين يبدأ إفراز الهرمون بالتناقص تدريجياً ومن ثم تبدأ علامات التقدم في السن بالظهور. وحسب المواقع التي تروج لهذا النوع من المكملات الغذائية فإنه يمكن الحصول على الهرمون عن طريق حقن أو عن طريق أقراص, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل استخدام هذا الهرمون آمن أم لا؟ انقسم العلماء بين مؤيد ومعارض لاستخدام هذا الهرمون, فقد احتج العلماء المعارضون بعدم وجود دراسات حول آثار استخدام الهرمون على المدى البعيد, بالإضافة إلى بعض الأعراض الجانبية التي ظهرت على مستخدمي الهرمون من ارتفاع في نسبة السكر في الدم والآلام المفاصل, وشددوا على ضرورة أن يقتصر استخدام الهرمون على المرضى الذين يعانون مشكلات في إفراز الغدة النخامية. وقد حذر الدكتور مارك بلاك مان مدير الأبحاث الإكلينيكية في المركز القومي للأدوية التكميلية من استخدام الهرمون بشكل أقراص, حيث أكد أنه لم تثبت أي دراسة فعالية هذه الأقراص أنها تفقد فعاليتها تحلل بفعل أنزيمات المعدة, بالإضافة إلى خطورتها على الكبد. في هذا الجانب تقول أمل كنانة إخصائية تغذية علاجية في مستشفى الملك خالد الجامعي, إن جميع هذه المواقع التي تروج هرمون النمو هي مواقع غير طبية لذلك فإن المعلومات التي تحويها غير صحيحة, فمن المعروف أن هرمون النمو يقل مع التقدم في السن فإذا أعطي الشخص كمية من الهرمون فإن ذلك يناقض طبيعة الجسم ما يترتب عليه أضرار جانبية كتسببه في حصول تضارب مع الهرمونات الأخرى في الجسم ما يترتب عليه مشكلات صحية متعددة, موضحة أن هذه الكبسولات عبارة عن بروتين وليست هرمونا للنمو وعندما تصل إلى الجسم جرعات كبيرة من البروتين قد يتسبب ذلك في حصول فشل كلوي, إضافة إلى أن الدماغ يفرز في هذه الحالة مادة تسمى السراتيلين وهي مادة ضارة تسبب الاكتئاب ومشاكل أخرى متعددة. وشددت كنانة على ضرورة توخي الحذر وعدم الاستجابة لمثل تلك الإعلانات الترويجية وتجنب استخدام أي منتج غير مرخص من قبل هيئة طبية عالمية مثل FDA أو وزارة الصحة. وذكرت وكالة الأسوشيتد برس للأنباء أن هنالك العديد من الأمريكيين فوق سن العشرين يستخدمون هرمون النمو لمقاومة الشيخوخة وللمحافظة على الوزن المثالي, حيث إن هذا الهرمون يعمل على زيادة كثافة العضلة وتقليل نسبة الدهون في الجسم, وتشير الأرقام إلى أن حجم مبيعات هذا الهرمون عام 2004 بلغ نحو 622 مليون دولار. فيما حذرت الـ FDA من الاستخدام غير الشرعي لهذا الهرمون يعد خرقاً للقانون الذي وضع عام 1990 والذي ينص على قصر استخدام هذا النوع من الأدوية على الأغراض الطبية, كما أشارت المنظمة إلى أنها أرسلت رسائل تحذيرية للشركات ومواقع الإنترنت التي تروج لهرمون النمو كمكمل غذائي يساعد على مقاومة الشيخوخة.
إنشرها

أضف تعليق