معماري للاقتصادية : تصميم المدرسة أعاق عمليات الإخلاء والإنقاذ

معماري للاقتصادية  : تصميم المدرسة أعاق عمليات الإخلاء والإنقاذ

أكد المهندس المعماري طلال سمرقندي – نائب رئيس شعبة العمارة في الهيئة السعودية للمهندسين، رئيس لجنة المكاتب الهندسية في الغرفة التجارية في جدة، أنه كان من المفترض أن تتم مراعاة وسائل السلامة والإخلاء والإنقاذ بشكل كامل في مدرسة براعم الوطن في محافظة جدة – التي احترقت السبت الماضي مخلفة وفاة معلمتين وإصابة 47 طالبة. في الوقت الذي أوضح فيه محمد بن سعيد أبو راس مدير عام التربية والتعليم في مُحافظة الطائف، أن إدارة التعليم لا يُمكن أن تقوم باستئجار المدارس، أو تجديد عقودها إلا بعد موافقة وشهادة إدارة الدفاع المدني، لافتاً إلى إشراف مديرية الدفاع المدني كذلك على المدارس الحكومية. وأوضح سمرقندي لـ "الاقتصادية" أن وجود مكاتب عند مخارج الطوارئ في المدرسة خطأ فادح، لافتاً إلى أن أبواب الطوارئ تعد أبواباً مقدسة لا يُمكن المساس بها إطلاقاً، منتقداً التصميم المعماري للمدرسة، مبيناً أنه كان ينبغي أن يتم وضع الطالبات في محيط الأدوار الأرضية كي يسهل إخلاؤهن، فهم من ضمن الفئات التي ينبغي أن يتم وضعها في الأماكن التي تحتاج لاتخاذ القرار. وأشار إلى أن السلم الداخلي للمدرسة - والمستخدم في الصعود والنزول لأدوارها، كان من المفترض ألا يُستخدم في عمليات الإخلاء، لأنه مكشوف، مشيراً إلى أنه كان ينبغي تصميم سلم خاص بالإخلاء يكون مقاوما للحريق لمدة ساعتين، ومُغلقاً بالكامل، بحيث لا يسمح بدخول الحريق فيه، مشبهاً إياه بـ "النفق"، ويكون مزودا بأبواب في كل دور تغلق أوتوماتيكياً، إضافة إلى تركيب مروحة ضغط في أعلى المبنى، تقوم بضغط الهواء داخل السلم المخصص للإخلاء، بحيث يكون منسوب الضغط داخل السلم أعلى من الضغط خارجه، وبالتالي يمنع دخول الدخان إلى داخل السلم، ليكون آمناً لإنقاذ الطالبات، وليس مصيدة لهن. وعن الاشتراطات التي كان من المفترض أن يكون عليها الجانب التصميمي للمبنى، قال المهندس سمرقندي "التصميم المعماري للمدرس والمباني العامة بشكل عام، يجب أن تكون أولى أولوياته مراعاة الأمن والسلامة، حماية لمستخدميها، مشيراً إلى أن هناك عددا من الاشتراطات الدقيقة المهمة للأمن والسلامة تشمل، أطوال الممرات، حيث ينبغي أن تكون واسعة، وتستوعب عدد المستخدمين، وأن تفتح جميع أبواب المبنى للخارج وليس للداخل، كي يكون هناك سرعة في الإخلاء والإنقاذ، إضافة إلى وجود أبواب الطوارئ في أماكن مُحددة، مضيفاً أنه ينبغي ألا تزيد المسافة بين أقصى زاوية للمبنى وسلالم الإخلاء على 30 متراً، ومن أي موقع آخر أيضاً، كما بين أن هناك اشتراطات وتجهيزات أخرى تشمل أجهزة الإنذار، وأجهزة الكشف عن الحريق، ومكافحته. بدوره، أوضح أبو راس أن هناك تنسيقا على مستوى عال بين وزارة التربية والتعليم، ومديرية الدفاع المدني من أجل استكمال المخططات الأساسية لأي مبنى مدرسي، مبيناً أن هناك خططا افتراضية للإخلاء تنفذها جميع مدارس محافظة الطائف بين حين وآخر، وعن سلبية المدارس المستأجرة (للبنين والبنات) وصعوبة تطبيق خطط الإخلاء والإنقاذ فيها نظراً لاحتوائها على طوابق متعددة مع ضيق في المساحة قال أبو راس: "المدارس المستأجرة ليست مرغوبة من قبل وزارة التربية والتعليم، ولكن هذا هو الموجود حالياً، منوهاً بصعوبة الحصول على أرض لبناء مدرسة، إضافة إلى عدم وجود مساحة كافية في المخططات لبناء مجمع مدرسي، لافتاً إلى أن وزارة التربية تسعى بشكل جاد للتخلص من المباني المدرسية المستأجرة، بشراء أراض وبناء مجمعات مدرسية عليها".
إنشرها

أضف تعليق