إخصائيون نفسيون ينصحون بإخضاع الطالبات لجلسات علاجية للخروج من الأزمة النفسية

إخصائيون نفسيون ينصحون بإخضاع الطالبات لجلسات علاجية  للخروج من الأزمة النفسية

إخصائيون نفسيون ينصحون بإخضاع الطالبات لجلسات علاجية  للخروج من الأزمة النفسية

شدد إخصائيون نفسيون واجتماعيون لـ ''الاقتصادية'' على ضرورة منهجة اشتراطات الأمن والسلامة ضمن معطيات التعليم، لكي تكون هناك قاعدة تثقيفية مكتنزة لدى الطلبة تساعدهم على العامل الأمثل مع حدوث أي كوارث طبيعية سواء كان حريقا أو زلزالا أو سيول أمطار وما شابهها. وأضافوا أن مسألة إعطاء جرعات توعوية عن الأمن والسلامة في الحصص الصباحية أصبحت ضرورة حتمية، وذلك بإشراف الهلال الأحمر والدفاع المدني وبعض الجهات ذات العلاقة. وقدمت أمل محمد علي فروانة إخصائية اجتماعية في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون مقترحا في أن تتضمن الحصص الصباحية جرعات تثقيفية للطلبة حول عمليات الأمن والسلامة، كذلك منهجة الأمن والسلامة ضمن معطيات التعليم، لكي ينشأ الطالب على هذه المبادئ التي تعد مهمة جدا في حياته، متسائلة في الوقت ذاته عن عدم وجود قسم خاص للأمن والسلامة في المدارس، معتبرة أن توافر أدوات الأمن والسلامة في المدارس هو أهم خطوات العلاج لمثل حالات الطالبات المفجوعات في حريق جدة، فمتى ما أحست الطالبات بتوافر تلك الاشتراطات وجد عندهن القبول في العودة إلى مصاف الدراسة. #2# وقالت فراونة: ''إن الصورة التي مرت بخيالي وقت الحادثة هي كيف لا يوجد قسم خاص بالأمن والسلامة في المدارس وأطباء مؤهلون، لماذا لا يكون هناك تأهيل للطالب لمواجهة مثل هذا الأمر في طابور الصباح بإعطائه جرعه ثقافية يوميا عن الأمن والسلامة والإسعافات الأولية، والتدريب على أمور الطوارئ بعمل تدريبات افتراضية وما شابه ذلك، وتكون تحت إشراف الجهات المعنية من دفاع مدني وهلال أحمر، إضافة إلى إدارات تعليم المناطق''؟ وأضافت فراونة في حديثها ''لا أستثني الجهات الرقابية من اللوم كهيئة الأمر بالمعروف في سرعة التجاوب مع مثل هذه الأمور والمرونة فيها، وفي الحقيقة أرى أن الخوف قبل أن يكون عند الأطفال أصبح عند ذوي الطلاب، وهنا المعادلة الأصعب في إعطاء الثقة بأن أرسل ولدي أو ابنتي إلى مدرسة تتوافر فيها الشروط الأمنية وشروط السلامة وليس مجرد سكن تحول ''فجأةً'' إلى مركز تعليمي، علينا أن نأخذ هذا الموضوع بجدية وأن نتقي الله في هذه الأنفس البريئة، ولا بد أن تكون هناك وقفة لوزارة التعليم في هذا الأمر في جميع المدارس الخاصة والعامة''. وتابعت ''بهذه الطريقة تبني الثقة لكي تستطيع الأسر توصيلها لهؤلاء الأطفال من غير أن يحسوا بأن هناك أمرا ما، خاصة أننا في عصر أطفال التقنية المطلعين على رياح التغيير العربية وحالات الاحتقان العام العربية عبر التلفاز.. إنه طفل واع، ولا بد أن نتعامل معه على هذا الأساس. إنه يعي تماما ما يحدث ولم حدث، وأود أن أقول لكل من إصابتهم هذه المصيبة إننا بالفعل نشاركهم أحزانهم ونقول لهم إن الله مع الصابرين ولا بد أن تكون هناك ثقة بحكومتنا الرشيدة بأنها ستتخذ إجراءات بشكل جدي ومتابعه وهذا أمر من الله''. من جهتها، توقعت هند الغصن الإخصائية النفسية عضوة في لجنة تطوير الخدمات الصحية والنفسية أن تكون هناك استجابة سريعة وفعالة من قبل الطالبات للجلسات العلاجية المكثفة سواء الانفرادية أو الجماعية، نظرا لصغر سن الطالبات وقدرتهن على تجاوز الظروف النفسية الصعبة التي مررن بها. وأشارت الغصن إلى أنه يوجد في الطب النفسي نوع من الاضطرابات النفسية وهو ما بعد الصدمة نتيجة تعرض المصاب لخبرة مؤلمة سواء كان حادث سيارة أو اعتداء جنسيا أو حريقا، مبينة أن الصدمة النفسية يقصد بها الأحداث الصدمية والأحداث الخطيرة والمربكة والمفاجئة، وتتسم بقوتها الشديدة أو المتطرفة، وتسبب الخوف والقلق والانسحاب والتجنب، وهناك أحداث صدمية كذلك ذات شدة مرتفعة، وغير متوقعة، وغير متكررة، وتختلف في دوامها من حادة إلى مزمنة، ويمكن أن تؤثر في شخص بمفرده كحادث سيارة أو جريمة من جرائم العنف، وقد تؤثر في المجتمع كله كما هو الحال في الزلزال أو الإعصار. وأبانت الإخصائية النفسية أن من مظاهر الصدمة النفسية أن الشخص الذي يعاني آثار الصدمة النفسية يظهر لديه بعض المظاهر ومنها خلل في السلوك اليومي وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة، وردود فعل سلبية تامة وانسحاب تام، وحركة زائدة غير معتادة، وخوف وقلق وتوتر وترقب وتوجس، وشرود ذهني وعدم القدرة على التركيز والانتباه، واضطرابات النوم والأحلام المزعجة والكوابيس, وأعراض فسيولوجية مثل فقدان الشهية واضطرابات الكلام والتبول اللاإرادي، وهجمة الرعب Panic Attack وهي الشعور بالتهديد والتنقل من مكان لآخر والجري من المكان بطريقة عشوائية وبحركة غير منتظمة. وتطرقت الغصن إلى أن هناك عدة طرق لمعالجة الحالة المصابة باضطرابات نفسية، ومنها نقل الشخص المصاب من بؤرة التوتر إلى مكان أكثر أمانا، وإعطاء فرصة للشخص بأن يصف الحدث من وجهة نظره وبلغته الخاصة، والطلب منه أن يعبر عن مشاعره أثناء مروره بالحدث وشعوره حالياً، ومساعدته على أن يشعر بالأمان والتحدث بحرية، واستخدام مهارات الاستماع الفعال وطرح الأسئلة المفتوحة النهاية، واستخدام تقنيات الاسترخاء العضلي لمساعدته على التنفس بعمق والشعور بالراحة، وتقديم الدعم والمساندة النفسية والتطمين حتى يشعر بالأمان. من جانبه، أكد موفق الجميعي إخصائي اجتماعي في العاصمة المقدسة، أن دور الأسرة مهم جدا في هذه المرحلة في تهيئة الطالبة المصدومة جراء المشاهد المرعبة التي عاشتها خلال حدوث الحريق، مشيرا إلى أنه يجب أن تكثف عمليات الجرعات التوعوية داخل المدارس للطلبة والطالبات، وجعلها في استمرارية توعوية في كيفية التعامل مع الأحداث الطبيعية التي من أهمها الحريق. وأضاف الجميعي: لا بد من إخضاع الطالبات إلى جلسات علاجية لمساعدتهن على الخروج من الأزمة النفسية، وكذلك قيام الأسرة بمحاولة عمل مشاريع استرخاء كالخروج إلى رحلات ترفيهية لعدة أيام، الأمر الذي يساعدهن على نسيان ما حدث، خصوصا أن أعمار الطالبات صغيرة ومن الممكن أن تمحو مثل تلك الرحلات الترفيهية صور المشاهد المفزعة المكتنزة في مخيلاتهن.
إنشرها

أضف تعليق