تماس كهربائي بجوار صالة الألعاب أحرق «براعم الوطن»

تماس كهربائي بجوار صالة الألعاب أحرق «براعم الوطن»

كشفت التحقيقات الأولية لفريق خبراء من وزارة الداخلية أن تماسا كهربائيا كان وراء حريق مدرسة براعم الوطن الأهلية في محافظة جدة، وأجرى الفريق مسحا ميدانيا لموقع الحادث لرفع العينات من الموقع إلى المختبر الجنائي في شرطة جدة لتحليلها بشكل نهائي. وأكد لـ ''الاقتصادية'' العميد عبد الله المسعد مساعد مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية في وزارة الداخلية، أن اندلاع الحريق في المجمع بسبب تماس كهربائي بجوار صالة ألعاب الأطفال، ما أدى إلى توسع نطاق الحريق واندلاعه في صالة الألعاب والقضاء على جميع المحتويات التي ساهمت في انتشار النيران والأدخنة والغازات السامة. وأوضح العميد المسعد أن فريق الخبراء يستبعد الشبهة الجنائية في الحادثة، بعد قيامه بالتأكد من العينات التي رفعت من الموقع، مبينا أن هلع وخوف الطالبات أثناء إصاباتهن كان من الدخان الكثيف المتصاعد من غرفة الألعاب، إضافة إلى احتراق الأسقف المستعارة واللوحات التعليمية القابلة للاشتعال ما أدى إلى تدافعهن على أبواب المدرسة وحدوث الإصابات. وبين أن الفريق استعان بأجهزة متطورة ذات تقنيات عالية لتحديد منطقة اندلاع الحريق وكشف نوعية الغازات والأدخنة التي تصاعدت، حيث تم تحليلها، مؤكدا أن تقريرا متكاملا سيرفع لإدارة الدفاع المدني في جدة عن الحادثة والأسباب التي قادت إلى الاشتعال بعد الانتهاء من مهمة المعاينة والتحليلات التي أجراها الفريق الأمني. من جهتها علمت ''الاقتصادية'' من مصادر أمنية في إدارة الدفاع المدني في جدة، أن الدفاع المدني أعد تقريراً بالإجراءات التي تم اتباعها في التعامل مع الحريق لتقديمه إلى لجنة التحقيق التي أمر بتشكيلها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة يتضمن موعد تلقي البلاغ وفترة وصول الفرق للموقع وتفاصيل عمليات الإنقاذ والإخلاء التي تمت وجميع الإجراءات التي تم التعامل بها مع الحريق. من جانبه، أوضح العميد عبد الله جداوي مدير الدفاع المدني في جدة، أن آليات الدفاع المدني وسيارات الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى المبنى بسهولة، نتيجة إغلاق الطرق بالمركبات بطريقة مخالفة حول المجمع، كما أن سيارات السلالم لم تتمكن من الوصول بسبب المركبات، مبينا أن آليات الدفاع المدني أخذت فترة من الوقت لنداء ملاك تلك المركبات لتتمكن سيارات السلالم من أخذ مكانها بشكل جيد وسليم. وبين العميد جداوي أن حوادث الحرائق تعتبر من أصعب الحوادث ونقوم خلالها في بداية الأمر بعمليات الإطفاء المتزامنة مع عمليات الإنقاذ وبعدها نتولى البحث عن مصدر الحريق من خلال رفع عينات يتم إخضاعها للفحص بعد ذلك يتم اختبار العينات ورفعها، لذلك يحتاج الحريق إلى تحقيقات وفحص مركز، مشيرا إلى أنه يتضح من حريق المجمع أن مصدره من البدروم. وعن توافر وسائل السلامة في المدرسة المحترقة، أفاد جداوي بوجود تقارير متكاملة عن وسائل السلامة المتوافرة بكل اشتراطاتها، كما أن المدرسة من هذا الجانب تصنف بالدرجة الممتازة في التزامها بالأنظمة في مجال السلامة واشتراطاتها ولدينا أيضا تقارير هندسية من إدارة التعليم عن المدرسة بأن وسائل السلامة مطابقة للمواصفات وكامل اشتراطاتها، وسبق أن قمنا بجولات على المدرسة وكانت مستوفية كل الاشتراطات ومخارجها للطوارئ متوافرة بشكل نظامي وسليم. وقال جداوي: إن مشكلة حوادث الحريق هي الأدخنة والغازات السامة التي تنتج من الحريق لحظة الاشتعال، فحريق المدرسة لم تتجاوز مساحته 8 في 8 م ولكن الدخان كان كثيفا وهذا الدخان عاق رؤية الطالبات تماما ولم يمكنهن من المشاهدة، وهذا الأمر يفقد الشخص السيطرة على نفسه وبعدها يتصرف الشخص تصرفات غير محسوبة، وبالتالي يتوتر الشخص بشكل أكبر عندما يبدأ يشعر بحالة الاختناق من غازات الكربون وأول أكسيد الكربون.
إنشرها

أضف تعليق