Author

صبرًا يا آل ملحم

|

رئيس المعهد الدولي للطاقة والبئية والتوقعات الاستراتيجية

[email protected]

 

الموت حق كتبه الله على كل حي، ولا راد لقضاء الله وقدره، ونعزي أنفسنا ونعزي أهل الفقيد الشيخ غربي بن صالح بن محمد الزوبع الملحم ''أبو عبد العزيز'' الذي فقدناه بعد عملية جراحية في مستشفى التخصصي، غيبته عن الوعي فترة قصيرة، وكنا جميعاً ندعو الله ونؤمل في أن يستفيق وأن يستدر البقاء، ولكن تلاشت كل آمالنا بعد أن أسدلت المنية ستارها على حياة هذا الشيخ الجليل، ورضينا بقضاء الله وقدره.. إنا لله وإنا إليه راجعون. يوم حزين على فراق شيخنا ووالدنا أبي عبد العزيز، فقد آلمنا وفجعنا خبر فاته، وجاء كالصاعقة المدوية على أسماعنا، وتألمنا كثيراً وهو يرحل عن هذه الدنيا، وعزاؤنا أنه قدم على رب غفور رحيم، كتب على نفسه الرحمة ورحمته سبقت غضبه، كما أن عزانا أنه مخلف وراءه عائلة كريمة، وأبناء كراما. فمنذ أن دخل الفقيد غرفة العمليات ونحن نتألم كثيرا على ما أصابه، ولكن إيماننا بالله وبالقدر خيره وشره هو المعين، وإيماننا بأن جميع من على الأرض فانٍ، جعلنا صابرين على ما ألمَّ بهذا الشيخ الجليل الذي أحب الجميع وصبر على كل من آذوه، وعلمنا أن نتسامح في معاملتنا مع الآخرين، ولا نجد ما يقال غير أن يوم رحيله كان صعبا علينا، وسلامنا لأهله، وعليهم أن يفتخروا بأنهم تربوا على يديه، وأنهم نتاج مدرسة في الصبر والشكر والعفة والأدب.. رحل بصمت، وودعه أهله وأصحابه ومعارفه بحزن ودموع وإيمان بقضاء الله وقدره. نحن نشاطر أهله وذويه ألم هذه الفاجعة المؤثرة، ونذكر بأن من علامات الإيمان بالله هو التسليم والرضا بقضاء الله وقدره الذي تقوى به الأنفس على فراق الأحبة، فقال عز وجل في سورة البقرة ١٥٦،١٥٧: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).. فكل شيء في هذا الكون يولد صغيراً ويكبر، إلا المصيبة فهي تولد كبيرة ثم لا تلبث أن تصغر رويدًا رويدًا. نعزي أنفسنا ونعزي ذوي المرحوم بإذن الله، وندعو الله أن يتغمده بالمغفرة والرحمة ويسكنه فسيح جناته، وأن يجبر أهله ويلهمهم الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
إنشرها