Author

الجوعى يحلمون بالسوق الإسلامية المشتركة

|
هناك أحلام لا يقوى على تحقيقها الأفراد، ويجب أن تدعمها الدول والحكومات، كم حلمت كغيرى من المواطنين في العالمين العربي والإسلامي بأن تتحقق السوق الإسلامية المشتركة، وذلك بأن تنفتح الاقتصادات الإسلامية على بعضها، وتنتعش التجارة البينية دون حواجز أو موانع، إلا أنني أفقت من الحلم على قولهم «الجوعان يحلم بسوق العيش» ويقصد بالعيش في اللهجة المصرية الخبز». عندما أتنقل بين دول وطننا العربي ذي الـ 22 دولة ، والـ 350 مليون نسمة وأراضي الدول الإسلامية الأخرى، وأرى الموارد والخيرات التي حبا الله بها سكان هذه البقعة من المحيط إلى الخليج، منها ما هو فوق الأرض مثل الأنهار الطبيعية، والأرض الصالحة للزراعة، ومساحات المسطحات المائية التي تحيط وطننا، والقوى العاملة أو العاطلة الراغبة في العمل والقادرة عليه، ومن تلك الخيرات ما هو تحت الأرض ومنها النفط والذهب وكثير من المعادن إذا لم يكن كل المعادن، بل أكثر من ذلك عندما تنتقل إلى أي من الدول الإسلامية ترى أن أهلها ينطقون اللغة نفسها، ويسمعون الأذان نفسه، في حين لو اجتمع عشرة أشخاص من أوروبا لاحتاجوا إلى ثمانية مترجمين، إن الحلم الاقتصادي العربي والإسلامي الذي بـدأ عام 1950م والذي يتمثل في إصدار اتفاقية للوحدة الاقتصادية، أعتقد أنه سيتحقق قريباً بعد أن شعر العرب بأن المنظمات العالمية التي نشأت بعد مشروع السوق الإسلامية المشتركة بعقود طويلة، بدأت تظهر إلى حيز الوجود مثل منظمة آسيان ومنظمة التجارة العالمية، والسوق الأوروبية المشتركة التي تحورت وتحولت بقدرة قادر، فيما بعد وأصبحت أوروبا الموحدة، وتكاد تخطف هذه الأسواق من السوق الإسلامية المشتركة كل المزايا والمنافع الاقتصادية التي كانت ستعود على الاقتصادات الإسلامية بالخير والفائدة. تصور، أو احلم معي أنه تم اليوم اتخاذ عدد من القرارات المدروسة المبنية على التكامل والمحققة للمصالح المتبادلة التي يستفيد منها كل شعوب الوطن العربي ومنها مثلا جعل السودان سلة لغذاء العرب، والسعودية المنتج الرئيس للصناعات البتروكيماوية، ومصر للمنتجات الصناعية الحديثة المتطورة، والمغرب العربي للصناعات الاستخراجية ودول الشام للسياحة مثلا، وغيرها من القرارات القائمة على توزيع الجهود، إضافة إلى إنشاء واستكمال مشاريع البنية التحتية التي تتيح الربط لشبكات الطرق والكهرباء ومشاريع السكك الحديدية، إضافة إلى اتخاذ القرارات الجاذبة لرؤوس الأموال وخاصة المهاجرة لتستثمر داخل أوطانها لتجد ملاذات آمنة بدلا من إضاعتها مرة في استثمارات لدى بنوك مثل ليمان براذرز، ومرات أخرى لدى أشخاص مثل مادوف والعاقبة تعلمونها أكثر مني، وهنا يحضرني أن بروكسل كانت تنتج وتصدر الكهرباء لمعظم دول السوق الأوروبية المشتركة. ولماذا نتصور أو نحلم، فقد انعقد عزم الجميع في قمة الرياض عام 2007 م وبإجماع الملوك والرؤساء والأمراء على عقد أول قمة عربية اقتصادية لمناقشة المراحل التي قطعها مشروع السوق الإسلامية المشتركة، والوسائل الكفيلة باستكمال المشروع، وبمجرد اتخاذ القرار عادت الدماء إلى عروق المجالس المتخصصة، وتم اتخاذ قرارات داعمة في قمة العرب الاقتصادية الأولى في الكويت واتخذت قرارات تبدأ بمشروع الاتحاد الجمركي بحلول عام 2015 والسوق الإسلامية المشتركة بحلول عام 2020، وما نحلم به الآن، أو نطالب به أن تفعل الآليات اللازمة لتنفيذ البرامج والمشاريع وتأخذ قرارات الدعم الكافي بما يساعد على سرعة الخطوات واختصار الزمن. إيجابيات تلك الخطوة كثيرة يمكن أن نعيها ومنها أن حماية المصالح الإسلامية الاقتصادية أمام عولمة الاقتصاد لن تتحقق إلا بتعزيز التعاون والتبادل التجاري العربي، ويمكن أن نستشرفها ومنها زيادة الثقة، وغرس الأمل، ودعم الانتماء لدى المواطن العربي، وما أحوجنا لذلك في ظل شراسة وتحديات التنافسية التي سيشهدها العالم، وأيضا في ظل المخاطر المتزايدة التي تحاك أو تحيط بالوطن، وسيعمل الجميع على رفع اللوحة المعلقة على مشروع السوق الإسلامية المشتركة المكتوب عليها «مشروع مع وقف التنفيذ»، وسيتغير المثل من «الجوعان يحلم بسوق العيش» إلى «الجوعان يحلم بالسوق الإسلامية المشتركة».
إنشرها