ثقافة وفنون

حضور تراثي وروحي وغياب الإبداع في رسائل التهاني بشهر رمضان

حضور تراثي وروحي وغياب الإبداع في رسائل التهاني بشهر رمضان

تميزت رسائل الـ sms للتهنئة بشهر رمضان بين الأدباء هذا العام بالإيجاز والنصوص المكثفة ــ باعتبار أن الرسائل ــ أصبحت تصنف من ضمن الوسائل الأدبية، كما غابت النصوص الإبداعية التي كان يتنافس من خلالها الأدباء إبداعيا في كتابة عبارات التهنئة برسائلهم في مثل هذا الشهر حتى أصبحت نصوصا شعرية قصيرة لما تحويه من نحت في اللغة واستعارات أدبية. وتعزى أسباب غياب هذه اللغة الإبداعية في نصوص تهاني الأدباء بشهر رمضان لعدم حفظ الحقوق الأدبية للنصوص فهي تتداول مذيلة بعدة أسماء من المرسل إلى المرسل إليه ولا تحفظ للمؤلف الأصلي حقه المعنوي. من جانب آخر ظل التراث والعبارات الروحية هي المصدر الأول لاستلهام الأدباء في عبارات التهاني عبر رسائل الجوال ولم تغب هموم الأمة والدعوة بعزتها عن بعض الرسائل . رصدت (الاقتصادية ) أدبيا بعض رسائل التهنئة من الأدباء، حيث اشتملت رسالة الروائي حسن الشيخ على صورة تراثية تحمل فانوسا مذيلا بعبارة « كل عام وأنتم بخير». وكتب الشاعر إبراهيم زولي رسالة تقليدية لم تغمس بعباراته الشعرية «أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك جعله الله شهر خير وبركة، كل عام وأنتم بخير». وماثله المسرحي رجاء العتيبي في عبارته «تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وكل عام وأنتم بخير». أما الأديب فاروق بنجر فكان أكثر قربا للإبداع من خلال كتابته هذا النص «وفي رمضان ألوذ بنور السماء إلى الله .. أحني حمامة قلبي له .. وأصلي له أن يضيء فواتح هذه القلوب البعيدة من شرفة الصبح حتى جلال المساء وفي قدس أسحاره الآنسات أصلي لمن أبدع: النور والظل والماء اسأله أن يبارك كل فؤاد حميم .. مضيء الجوانح أن ينداني له قمر في السماء! *بورك رمضان في بهجة حفاوة قلبك! وجاءت رسالة المسرحي نايف البقمي أيضا تقليدية: مغفرة..ورحمة.. وعتق قمة العطاء جعلني الله وإياكم ممن يحصدون جوائزه. رمضان الخير مبارك عليكم وكل عام وأنتم بخير. الشاعر عبدالله السميح لامست رسالة تهنئته ديوانه الشعري (متدثر بالبياض) «لقلبك الأبيض لوجهك المنير كل عام وأنتم بخير». أما الفنان التشكيلي أحمد العبد النبي فكان أقرب للنص التراثي والروحي «ولنا في النفوس الطيبات ودائع كثيرة.. (ود.. وذكرى.. وحسن طبائع..وإخلاص . ووفاء) غفر الله لك .. ولوالديك وأهلك وكل غال عليك . وبارك الله لك في شعبان وبلغك رمضان أنت ومن يحب قلبك .. وجعلك الله من المقبولين في الجنة». أيضا المسرحي عبد الهادي القرني كانت رسالته تحمل طابعا كلاسيكيا « شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم صيامه وقيامه». أما الشاعر ياسر آل غريب فاعتمد النص المكثف الذي ربط بين الجانب الجسدي المادي والتحولات الروحية في شهر رمضان «شهر تجسر بين الروح والبدن /كأن أيامه من خارج الزمن». المسرحي عباس الحايك « أعطانا الله شهره للتقرب إليه فيه رمضانكم خير وأكثر قربا إلى الله». وكتبت الشاعرة آسيا العماري قصيدة الومضة في رسالة تهنئتها بالشهر: «والنور وشيك.. «تكونون فيه بفرح». وكانت رسالة الروائي مطلق البلوي «دعوا أرواحكم تلامس السماء. رمضانكم خير كل عام وأنت بركة». واعتمد الناقد. محمد العوين النص المطول المحمل بالدعوات: « مع إطلالة الشهر الكريم يسرني أن أزجي لكم دعوات من القلب بأن يتقبل الله منكم صالح الأعمال. كل عام وأنتم بخير. والشهر عليكم مبارك». ورسالة الأديب سعد المحارب «جعلك الله من خير من صامه وقامه إيمانا واحتسابا كل عام وأنتم بخير وسلام». أما القاص فهد المصبح فكتب عبارة مختصرة « صوما مقبولا». وكان الفن القصصي حاضرا في رسالة القاص طلق المرزوقي كتب « رمضان الرب العظيم يغرس الآن زنابقه البيض على شرفات قلوبنا الخضر فكل عام وأنتم بخير». لم تخل رسالة الناقد محمد السحيمي من لغة عالية التكثيف والمعاني والمضامين (جمعن)الله رمضانكم كما (رمضن) جمعتكم. وحضرت هموم الأمة في رسالة القاص ورئيس نادي الشرقية الأدبي جبير المليحان «نبارك لكم الشهر الفضيل عسى أن تتحقق أمانيكم، ويمنحكم الله الأجر وأن يعيده على العرب والمسلمين وهم بعز وكرامة». وكتب د. ظافر الشهري « أدعو الله مخلصا أن يبلغكم رمضان وأن يجعلنا وإياكم والمسلمين جميعا من عتقائه من النار». وزينت حليمة مظفر رسالتها بعبارة «كل رمضان وأنتم رحمة وعامكم محبة».
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون