ثقافة وفنون

ندوة التحليق الثقافي دون الحاجة إلى تذاكر سفر.. لقد فعلها المسرحيون حقا

ندوة التحليق الثقافي دون الحاجة إلى تذاكر سفر.. 
لقد فعلها المسرحيون حقا

عندما أتابع حلقات برنامج أوبرا وينفري المذيعة الأمريكية الإفريقية الأصل ــ الأغلى في العالم والأكثر شهرة  يلفتني اعتمادها الكبير في استضافاتها على اتصال الإنترنت وبرنامج ــ السكايبي ــ رغم ميزانيتها الضخمة التي لن تختل أبدا بإرسال تذاكر سفر لكل الضيوف الذين ترغب في استضافتهم. ميزانية وينفري الضخمة التي لا تتشابه لا من بعيد ولا من قريب مع ميزانيات الأندية الأدبية لدينا لم تكن حائلا خجولا للتعامل بحكمة ومهارة مع ما يوفره الإنترنت من تواصل فعال دون إهدار للمال. ما أعلمه ويعلمه الكثيرون أن الأندية الأدبية في استضافاتها الخارجية ــ التي تتطلب ثمن تذاكر سفر وإقامة للضيف ــ تكتفي بضيف واحد فقط وهذا ــ إن حدث ــ يشكل عائقا كبيرا في تشكيل ندوات حوارية فعالة بأطراف مؤثرة ومتعددة وذات تجارب وآراء مختلفة. لكن المسرحيين قرروا أخيرا أن يخرجوا عن الصمت وأن يكسروا القاعدة دون أن ينتظروا أي تذاكر سفر قد تأتي بعد فوات الأوان, فعلها المسرحيون ليس من أجل الأندية وليس من أجل أنفسهم ولا تلبية لحب الظهور أو لرغبة الجمهور, فعلوها إكراما وشوقا لأبي الفنون الذي طال انتظاره لتذاكر السفر وقرر أن يتوقف عن الانتظار وأن يبدد صمته إلى الأبد وأن يشرع الأبواب و( الحواسيب!) لينسج وطنا جديدا.. الأمر لم يعد يحتاج إلا إلى الرغبة الحقيقية, وهذا ما جمعهم دون حدود الثلاثاء الماضي في جمعية الثقافة والفنون من لندن المخرج المسرحي العراقي قاسم مطرود صاحب موقع «مسرحيون» ومن الرياض عبد الهادي القرني صاحب «شبكة المسرح العربي والعالمي» إضافة إلى المشارك من صالة جمعية الثقافة والفنون الناقد أثير السادة صاحب (مسرحي جروب) يقود حواراتهم عريف الندوة الناقد عباس الحايك . عبر المشاركون عن تجاربهم المسرحية في الفضاءات الرقمية عبر مواقعهم ومجموعاتهم التي أنشأوها لهذا الغرض. تجاربهم المتباينة وجدت لها في الجمعية متسعا للتنفس حين بث المسرحيون همومهم , خيباتهم ,طموحاتهم وآمالهم ليناقشوا فيها الحضور علهم يختلقون ضوءا يغذي أحلامهم المسرحية التي عانت كثيرا من الضيم.وبغض النظر عن المأمول والواقع,فقد فعلها المسرحيون وتجاوزوا الحدود وعبروا بأحلامهم إلى فضاء شاسع لا يحتاج التحليق فيه إلى طائرات . عبروا مدججين بأجنحة منسوجة بحب المسرح فقط . بورك المسرح وأصحابه والعاقبة للأندية بالمسرات!
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون