FINANCIAL TIMES

صعود بطيء مع تزايد الطلب على الطاقة

صعود بطيء مع تزايد الطلب على الطاقة

بعد أن تعرض للنقد لفشله في الاستحواذ على شركة انديسا الإسبانيةEndesa التي خطفتها شركة إينل Enel الإيطالية عام 2007 على مرأى من شركة إيون Eon الألمانية، هوجم لأنه بالغ في توسيع الشركة، باستحواذات شملت حصة مسيطرة في 4-OGK وهي شركة توليد طاقة روسية، وأصولاً من «انديسا» و«إينل» تبلغ قيمتها 11.8 مليار يورو (16.5 مليار دولار). ومن بداية عام 2008 إلى وضعها المتدني في شهر آذار (مارس)، خسرت أسهم شركة إيون أكثر من 60 في المائة من قيمتها. وقد تعافت لاحقاً لكنها ما زالت منخفضة بنسبة 40 في المائة خلال الشهور الاثني عشر الماضية، وكان أداؤها أقل من الأسواق الأوروبية عموماً ومن شركة RWE، منافستها الألمانية البارزة. وقبل شهرين، أعلن بيرنوتات، 61 سنة، أنه سيترك الشركة في اجتماعها السنوي العام في شهر أيار(مايو) المقبل. لكن لدى زيارته لإنجلترا في الأسبوع الماضي في يوم صيف رائع، لمعاينة محطة توليد طاقة الرياح مقابل الشواطئ، في منتجع جريت يارماوث Great Yarmouth الواقع على جانب البحر، قال إن بعض الكآبة إزاء الشركة قد تمت المغالاة فيها. وفي ترديد ملاحظات مماثلة أدلى بها رؤساء تنفيذيون أوروبيون آخرون، بمن فيهم اليكس ميلر من شركة غاز بروم الروسية قال إن التراجع الشديد في الطلب على الطاقة الذي خيّم مع نهاية السنة قد توقف الآن، ففي كل أنحاء أسواق شركة إيون استقر الطلب على الكهرباء والغاز وأظهر تحسناً طفيفا في شهر أيار (مايو) الماضي. يقول بيرنوتات: «إنني أرى أننا ربما نشهد النقطة الدنيا في هذا الربع، والطلب على الطاقة لن يهبط أكثر». ومن المحتمل أن ينتعش الطلب على الغاز في الوقت الذي تستغل فيه الشركات الأسعار المتدنية لإعادة ملء مرافق التخزين مع أن ذلك الأثر سيجعل من الصعب تمييز الاتجاه الضمني. وبينما قد يكون الأسوأ قد انتهى فإن الارتفاع مرة أخرى سيكون بطيئاً. يقول بيرنوتات في هذا الصدد: «أتوقع أن أرى ارتفاعاً في الربع المقبل، لكنه سيكون متواضعاً، وأتوقع تعافياً على شكل (L) مع شيء قليل من الميلان الصاعد إلى (L)، وأتوقع أن يستمر هذا خلال السنة المقبلة». إن مؤشرات الارتفاع تعززها بعض الكلمات المطمئنة للقوة العاملة في شركة إيون، وقد حذرت الاتحادات من أن ما يصل إلى 6,000 وظيفة ستلغى نتيجة التوجه نحو تخفيض التكاليف الذي تم إطلاقه في شهر شباط (فبراير) الماضي. ويرفض بيرنوتات هذا الرقم على أنه «مبالغ جداً فيه» ويقول إن الشركة ستحاول تجنب حالات الاستغناء الإجباري عن الموظفين ويقول: «مع أنه لم يثبت ما يمكن أن ينتج عن الخطة الحالية لتحسين الأداء، فإنها ستكون بعيدة جداً عن تلك الأرقام». وهنالك إيحاء مضلل آخر وهو أن شركة إيون ربما تضطر إلى تقليص خطط تخلصها من موجوداتها بما فيها البيع الاضطراري لنظام النقل الكهربائي الخاص بها في ألمانيا، والذي ووفق عليه كجزء من تسوية مكافحة الاحتكار مع المفوضية الأوروبية. ويقول بيرنوتات: «ما زال الهدف عشرة مليارات يورو، خلال سنتين، ويمكن لنا أن نعقد الصفقات الآن، فنحن لا نصرف النظر عن الأمور، ومن ذلك المبلغ, فإن في مقدورنا تقريباً ملياري يورو». ويؤكد أيضا أن إيون تجري محادثات حول بيع «توجا» Thuga، وهي وحدة الخدمات البلدية التابعة لها مع أنه أوحى أنه ليس هنالك أي شيء وشيك. ويقول: «إن بيع شركة توجا صفقة معقدة جداً، وسيحتاج الاتفاق على الشروط وإنهاء العقد وإبرام الصفقة طوال السنة المقبلة، فهذه مجموعة مهتمة، وإذا تقدمت بالسعر المناسب وحصلت على التمويل المضمون فإننا عندها سنخرج بصفقة». والمشتري المحتمل هو مجموعة مرافق الخدمات البلدية, وقد قيل إن الثمن يصل إلى 3.8 مليار يورو. إن عمليات التخلص من الموجودات جزء من خطط شركة إيون للتأقلم مع الأزمة المالية والتراجع الاقتصادي، الذي يعني أيضاً تخفيضات في برنامجها الاستثماري، لكن بيرنوتات يصر على أن استراتيجية الشركة لم تتراجع. ويشرح بيرنوتات قائلاً: «لقد زدنا استثمارنا تم قلصناه مرة أخرى، وكنا نستثمر حوالي خمسة مليارات يورو سنوياً حتى عام 2007، ثم غيرنا التوجه واستثمرنا ما بين 12 و 13 مليار يورو في السنة, ونحن نعود الآن إلى عشرة مليارات يورو سنوياً، وما زال هذا ضعف معدل الاستثمار الذي شهدناه من قبل» . ويضيف أنه: «عكس كثير من التوقعات في السوق» لا يرى أي حاجة إلى تخفيض استثمار شركة إيون في شركة 4-OGK، الروسية لتوليد الطاقة والتي استحوذت فيها على حصة الأغلبية مقابل 4.1 مليار يورو عام 2007. ويقول إنه يأخذ كل هذه الأمور في الاعتبار, فإن التوسع الذي أطلق عام 2007 كان مبرراً، ويقول بيرنوتات معلقاً: «بميزة إدراك الأمور متأخراً كان يمكن لنا أن نتوسع أكثر بعض الشيء لكن حين اتخذنا القرار كان قابلاً للتمويل بشكل واضح. ولم يكن مغالياً في الطموح في ذلك الوقت».
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES