FINANCIAL TIMES

محكمة بلاكووتر .. اتهامات بكراهية الإسلام

محكمة بلاكووتر .. اتهامات بكراهية الإسلام

في محكمة أمريكية في بلدة الإسكندرية (في ولاية فيرجينيا)، يتبادل المحامون ادعاءات واتهامات بتهريب السلاح، والتهديد بالموت، والكراهية الصليبية للإسلام، في واحدة من أكثر اللحظات إيلاماً في حرب العراق. وتستهدف كثير من الدعاوى شركةَ بلاكووتر، وهي شركة أمنية خاصة، تُعرف اليوم بـ Xe. وخسرت الشركة رخصتها للعمل في العراق بعد أن قُتل 17 عراقيا في أيلول (سبتمبر) 2007، رمياً بالرصاص في إحدى ساحات مدينة بغداد. وفي الوقت الذي تتابع فيه وزارة العدل الأمريكية خمسة متعاقدين سابقين لدى بلاكووتر في تكساس بتهم القتل غير العمد، فإن القضية التي تنعقد محكمتها في فيرجينيا تُعتبر مدنية، أقامها عدد من الناجين والعائلات الثكلى ضد بلاكووتر نفسها. في الأيام الأخيرة، أُلقيت ظلال على المجادلات السابقة في قضية فيرجينيا بفعل دعاوى استثنائية ضمن شهادتين خطيتين مغفلتين من مواطنين أمريكيين، يزعمان نيابةً عن المدعين، أنهم رأوا جرائم تُرتكب من قبل شركة بلاكووتر، ومؤسسها إيريك برينس. وتنحى برينس عن منصب الرئيس التنفيذي هذا العام، لكن لا يزال رئيسا لمجلس الإدارة. ويقول شخص أخفى هويته إنه انضم إلى بلاكووتر بعد تسريحه من مشاة البحرية في ظروف مشرِفة، مبررا عدم الإفصاح عن اسمه بـ «خشية العنف ضدي انتقاما مني لأني قدمت هذا البيان (...) لقد علمت من زملائي في بلاكووتر ومن زملائي السابقين أن شخصاً أو أكثر ممن قدموا معلومات، أو ممن كانوا يخططون لتقديم معلومات عن إيريك برينس وبلاكووتر، قُتلوا في ظروف غامضة». ودون مواربة يزعم شخص آخر أخفى هويته أيضا، أنه «في عدة مناسبات بعد تركي الخدمة لدى برينس، هددتني إدارة برينس شخصياً بالقتل والعنف». وقد تم توجيه استفسارات عصر الجمعة إلى شركة بلاكووتر في مقرها في نورث كارولينا، لكنها امتنعت عن الرد. لكن ضمن مذكرة قُدّمت للمحكمة الأسبوع الماضي، دعما لطلب المدعى عليهم من المحكمة تحديد منطقة الاختصاص القضائي للمدعين، رد المحامون «أن الادعاءات الفاحشة، حتى وإن كانت صحيحة لا صلة لها بالموضوع إطلاقاً بالنسبة لأية قضية أمام المحكمة، وإن الهدف من حملة محامي المدعين هو محاولة نقل هذه القضية إلى الإعلام، وكذلك التأثير الضار الناتج على هيئة المحلفين المحتملين». وتضيف المذكرة: «إن محامي المدعين منخرطين بصورة واضحة في حملة منظمة لإثارة تغطية إعلامية للإدعاءات المثيرة للفوضى، التي لا أساس لها، الواردة ضمن إقرارات الشخصين المجهولين». وفي إقراراته، يزعم الشخص المجهول الأول أن بلاكووتر استخدمت حقائب لطعام الكلاب لتهريب الأسلحة إلى العراق «وكانت تعلم أن بعض موظفيها يستخدمون عن قصد القوة المميتة والمفرطة على نحو غير مبرر»، دون أن تفعل أي شيء لردعهم. وقال إن موظفي بلاكووتر أطلقوا النار دون سبب على سيارات عراقية في ثلاث مناسبات لم يحدد تاريخها، ما أدى إلى حدوث وفيات. وذكر أن الحوادث تم تصويرها بكاميرا فيديو، لكن موظفا قام بمحوها. يزعم الشخص المجهول الثاني أن برينس شغل شبكة للشركات «لحجب المخالفات، وعمليات الاحتيال، وغيرها من الجرائم (...) ولتجنب الكشف عن غسل أموال وأنظمة تهرب من الضرائب». وقال إن برينس «ينظر إلى نفسه على أنه مسيحي صليبي مهمته القضاء على المسلمين والإسلام وتخليص العالم منهما، واستخدم عن قصد بعض الرجال في العراق ممن يشاركونه وجهة نظره للسيادة المسيحية، وكان يعلم ويريد أن يستغل أولئك الرجال كل فرصة ممكنة لاغتيال العراقيين». وفي إضافة غريبة، جاء في الشهادة الخطية للشخص الثاني أن «العديد من أولئك الرجال استخدموا إشارات اتصال مبدأها فرسان الهيكل، أو المحاربون الذين قاتلوا في الحروب الصليبية». وأشار إلى حلقة تتعامل في «تبادل الزوجات والجنس» تحت إدارة «أعمال برينس في نورث كارولينا». وجادل المدعى عليهم، وهم يشملون شركات بلاكووتر وبرينس نفسه، بأن المدعين ليس لديهم ما يكفي من الأدلة، وأنهم يعتمدون على «ادعاءات مثيرة لا أساس لها من الصحة» للتأثير على سلامة الحكم لدى المحلفين المحتملين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES