FINANCIAL TIMES

الرعاية الصحية في الخليج تجتذب شركات الأسهم الخاصة

الرعاية الصحية في الخليج تجتذب شركات الأسهم الخاصة

تدرس شركات الأسهم الخاصة العاملة في الخليج، التي تبحث عن ملجأ آمن نسبياً للاستثمارات، بصورة متزايدة، صناعة الخدمات الصحية الإقليمية. تتحمل الدول في الخليج معظم التكاليف الصحية، غير أن التكاليف المتصاعدة تعني أن معظم الحكومات تحاول تمرير بعض هذه التكاليف إلى القطاع الخاص، الأمر الذي يتيح إمكانيات قيام صناعة مربحة ومستقرة بالنسبة للمشاركين في نشاطات شركات الأسهم الخاصة. يقول أحمد الشهرباني، من شركة أبراج كابيتال: "وفقاً لكل المقاييس، الصحة في منطقتنا سوق لا تزال غير مطروقة بصورة كبيرة. وحتى في الوقت الراهن، ونحن نشاهد تراجعات في قطاعات أخرى، الرعاية الصحية تستمر في إظهار معدلات نمو عبر المنطقة". ومع أن العوائد أدنى من تلك التي تحققها بعض الصناعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية في الشرق الأوسط، فإنها في الغالب أفضل مما هي عليه في أسواق الدول المتقدمة. وبحسب علي الهاشمي، مستشار الرعاية الصحية في شركة الاستشارات "بوز آند كومباني" Booz and Company "الأرباح في الحدود الدنيا والوسطى بين 10 و20 في المائة، وهناك بصورة مؤكدة قيمة أعلى يمكن أن تستخلصها شركات الأسهم الخاصة إذا كانت استراتيجياتها سليمة". اشترت أبراج كابيتال، وهي أكبر شركة أسهم خاصة في الشرق الأوسط، حصصاً في أسيبادم Acibadem Healthcare ـ مجموعة مستشفيات رئيسية في تركيا ـ وفي شركة تداوي السعودية للرعاية الصحية، كما اشترت حصصاً في شركة مختبر البرج في مصر. وتسيطر شركة إثمار كابيتال التي يوجد مقرها في أبو ظبي، على مجموعة بهلول لايف كير، وهي مجموعة من المستشفيات الخاصة والعيادات في المنطقة، وكذلك على فارما ويرلد Farma World، وهي شركة لتوزيع وتسويق الأدوية في الإمارات. يقول خالد جاعوني، الشريك في إثمار: "في ظل التشتت الكبير لقطاع الرعاية الصحية الخاص، بإمكاننا أن نلعب دوراً تكاملياً بتجميع واندماج السوق من خلال الاندماجات، والاستحواذات المناسبة، عبر طيف كامل من الرعاية الصحية". وتسعى شركات متعددة أخرى إلى القيام بأول استثماراتها في الرعاية الصحية الإقليمية. صندوق مجموعة كارلايل الخاص بالشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، الذي يبلغ رأسماله 500 مليون دولار، يدرس فرصاً في الرعاية الصحية والصناعات الدوائية. وتخطط شركة ذي ناشونال إنفيستر The National Investor في أبو ظبي لاستثمار ما يصل إلى 75 مليون دولار في مشاريع للرعاية الصحية. ويقول مسؤولون تنفيذيون في شركات الأسهم الخاصة إن أكثر الأسواق جاذبية هي تلك الأكثر اكتظاظاً بالسكان، مثل مصر والسعودية وتركيا، لكن عدداً من البلدان الأصغر الغنية في الخليج يجتذب الاهتمام كذلك، وكذلك الحال في ليبيا. وأعلى الفرص ربحاً تتوافر في خدمات الرعاية الصحية المتخصصة وخدمات الدعم، كما يقول عماد غندور، أحد المديرين التنفيذيين في شركة جلف كابيتال Gulf Capital. وكتب في مدونة حديثة له: "هذه الخدمات مثل مراكز فصل المواد وعيادات ومختبرات تشريح وظائف العيون، لديها نماذج نشاط عملي سهلة الفهم، وهيكل تكاليف مسيطر عليه وقابل للفهم، وحاجة قليلة للاستثمار العقاري. وبالإمكان تقليدها عبر المناطق الجغرافية، إضافة إلى قدرتها على التحمل المستدام والأفضل لضغوط الأرباح". لكن مازالت هناك عوائق لابد من تجاوزها على صعيد مستثمري الأسهم الخاصة في إطار الرعاية الصحية. وثمة عائق بارز للغاية هو سلامة هذه الصناعة نفسها. إن حقيقة الاعتراف الواسع بالمرونة الاقتصادية لهذا القطاع، وكذلك بفرص نجاحه طويلة الأجل، تعني أن مالكي الشركات ذات العلاقة بالرعاية الصحية يكرهون تخفيض تقييماتهم، كما يقول هاشمي. ويمكن أن تكون عملية دمج الصناعة المحلية المشتتة وتطوير منصات، أو شركات متحدة بأحجام كافية، عملا مملاً ومستهلكاً للوقت. وبحسب هاشمي، سرعة تغير كبار المسؤولين في وزارات الصحة والجهات التنظيمية يمكن أن تعني كذلك أن من المحتمل تغيير السياسات في الغالب. ويضيف: "المشاركون في قطاع الأسهم الخاصة بحاجة إلى أن يروا أن لديهم شريكاً ملائماً، ومستمراً في الحكومة، وهو أمر لا نجده على نطاق واسع في الخليج". "الاستثمار الحكومي يجب أن يكون مركزاً، ويمكن توقعه، وشفافاً، حتى تكون هناك مجالات واضحة للاستثمار والشراكة يحركها مستثمرو القطاع الخاص".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES