60 ألف صومالي في الرياض... تجمعهم "غبيرا" على حب "الحاشي"

60 ألف صومالي في الرياض... تجمعهم "غبيرا" على حب "الحاشي"

60 ألف صومالي في الرياض... تجمعهم "غبيرا" على حب "الحاشي"

60 ألف صومالي في الرياض... تجمعهم "غبيرا" على حب "الحاشي"

60 ألف صومالي في الرياض... تجمعهم "غبيرا" على حب "الحاشي"

من يعرف شارع "غبيرا" يدرك تماماً أنه المكان الوحيد في الرياض الذي يجمع الصوماليين إذا حان وقت الأكل. فهم يعشقون لحم "الحاشي" عند تناولهم الوجبة الصومالية المعروفة "الزوربيان" على الغداء وفي الليل يقبلون على أكل الكبدة. لكن الغريب فيهم أنهم يكرهون أكل السمك لأنهم يعتقدون أنه عدوهم فهو الذي التهم بعضهم عندما هربوا من الحرب الأهلية. وتتركز الجالية الصومالية في الرياض التي يبلغ عددها 60 ألفا في ثلاثة أماكن: شارع الفرزدق، حي منفوحة، وشارع "غبيرا" العام وهو المكان المعتاد لتناول الأكل. ويُعرف عن الصوماليين سرعة الغضب والانفعال، في حين أنهم لا يطيقون القبلية ولا يحبذون التعامل مع المتعصبين لها لأنها أثارت مشكلات في بلادهم. #2# جمهورية الصومال جمهورية الصومال الواقعة في شرق القارة الإفريقية في منطقة ما يسمى القرن الإفريقي كانت في آن واحد تحت الاحتلال البريطاني والإيطالي واستقلت في عام 1960 وتزيد مساحتها الإجمالية على 600 ألف كيلو متر مربع وسكانها زهاء العشرة ملايين نسمة، أما اللغة الرسمية فهي اللغة الصومالية مع وجود فئة قليلة تتحدث اللغة العربية والسواحلية وهي عضو في جامعة الدول العربية، ويعيش هذا البلد حربا أهلية منذ عقدين من الزمن. مهنتهم في العاصمة الصوماليون في الرياض يعملون في جميع المهن, مهندسون وأطباء وميكانيكيون ومزارعون وآخرون يعملون في رعي المواشي. يقول محمد غلام إن المهنة التي يفضلها الصوماليون هي العمل في الشركات الأجنبية الموجودة في الرياض، نظراً إلى مرتباتها المغرية، إضافة إلى أنها توفر للعامل ولأسرته الرعاية الصحية والسكن الملائم وتحفظ حقوقه، لافتاً إلى أن علاقة الصوماليين بينهم تسهم في توظيفهم في هذه الشركات. ويذكر: "هناك من أبناء الجالية مهندسون ومديرون عندما يتم توظيفهم في هذه الشركات يستقطبون آخرين من أبناء جنسيتهم"، لافتاً إلى أن غالبيتهم يجيدون الإنجليزية والفرنسية. وأوضح أنهم لا يحظون بالقبول إذا ما عملوا في المطاعم إلا فيما ندر لذلك فهم يحاولون استثمار خبرتهم في إعداد الطعام بفتح مطاعم وبوفيهات لهم ويكون دخلهم جيدا، مشيراً إلى أن وجودهم في الغربة أسهم كثيراً في التقريب بينهم وجعل أبناء الجالية الصومالية يدركون أن القبيلة والنزاع القبلي كان سبباً في تدمير الصومال ودخولها في حرب أهلية. #3# كرههم لـ "القبلية" يكره الصوماليون القبلية ولا يطيقون سماعها. يؤكد عبد الله طاهر أن "الصومال معروفة بقبائلها مثل قبائل: إسحاق، الدجل، الرحنون، الدارود والعفر وغيرها من القبائل المنتشرة في الصومال". مضيفاً "نتمنى أن تتوحد جميع قبائل الصومال تحت حكومة مركزية ترعى شؤون جميع القبائل، مثلما توحدت قبائل السعودية وباتت دولة قوية على يد المغفور له الملك عبد العزيز". ويستطرد: "أبناء الجالية الصومالية في الرياض يدركون جيداً أن التنازع بين زعماء القبائل تسبب في تدمير الصومال، لذلك نحن هنا ننبذ كل من يتحدث عن القبيلة، صحيح أن كل واحد منا يدرك أنه ينتمي لقبيلة ولكن هذا لا يعني أن نتشاحن ونتقاتل فكلنا أبناء بلد واحد، فالقبيلة التي تسعى للقضاء على أبناء القبيلة الثانية وتنسى أننا كلنا صوماليون لا تستحق الاحترام والتقدير". ويقول: "الصوماليون في الرياض يتعاملون كأنهم إخوة. يستمعون إلى الأخبار وكلهم أمل أن تصلح الأوضاع ويعودون إلى وطنهم"، مؤكداً أن هناك تعاونا فاعلا بين جميع الفئات الصومالية في سبيل المصلحة التي تخدم أبناء الجالية. "الغضب" علامة فارقة لا يتحدث اللغة العربية من الصوماليين إلا نحو 10 في المائة. البقية بالكاد يستطيعون نطق بعض الكلمات وهذا يبدو أنه سر غضبهم. يقول إبراهيم آدم "إن الصومالي حين يعجز عن توصيل ما يرغب فيه عبر اللغة يشعر بالغضب خصوصاً أنه يعد نفسه عربيا، لذا سرعان ما يغضب إذا حدث سوء فهم. لكن الصوماليين مسالمون وطيبون وفي الوقت ذاته مستعدون لفعل أي شيء لاسترداد حقهم"، مشيراً إلى أن هناك سعوديين فتحوا معاهد لتعليم العربية انضم إليها صوماليون, وهذه بادرة أخوية جيدة. #4# كره السمك.. وحب "الحاشي" هناك سر عند الصوماليين، يعشقون لحم "الحاشي" (نوع من الجمال) ويكرهون أكل السمك. يقول صاحب أحد المطاعم إن الصوماليين لا يرضون بديلاً للحم "الحاشي"، وعن ذلك السبب يوضح منصور العفري أن الثروة الحيوانية في الصومال هي السبب، إذ إن قضاء كثير من أبنائها حياتهم في الصحاري مع الجمال وبقية المواشي جعلتهم يفضلون أكل الجمال عن غيرها من الحيوانات ويعدونها من أفضل أنواع اللحوم، مشيراً إلى أن اللحم يقدم في وجبة الغداء مع الأرز ويكون مطبوخاً مع البطاطس والخضراوات، أو يقدم مع "المرقة" المهم ألا تخلو أية وجبة يطلبها الصومالي من لحم "الحاشي"، وفي المساء فإنهم يفضلون أكل كبدة "الحاشي". ويوضح سبب عدم قبول الصوماليين للسمك، بقوله "الأسماك التهمت الصوماليين. الذين هربوا من جحيم الحرب الأهلية وقعوا فريسة للأسماك بعد أن ابتلعهم البحر، وهو سر كرههم". العودة إلى الوطن يقول محمد عيسى إن الكثير من أبناء الصومال يحاولون جاهدين البقاء في الرياض أو في غيرها من المدن التي يعيشون فيها، فهم ليسوا كبقية أبناء الجاليات الأخرى الذين يفكرون في تجميع اكبر قدر من المال للعودة إلى وطنهم، فالصومالي يبحث له هنا عن الزوجة ويؤسس له أسرة يقضي معها حياته، لافتاً إلى أن تكاليف الأعراس الصومالية ليست باهظة والشاب الصومالي يهمه أن يجد شريكة حياته. ويقدم عيسى شكره لكل سعودي رحب بوجوده في المملكة، مشيراً إلى أن الصوماليين وجدوا في السعودية الأمن والأمان الذي افتقدوه في بلدهم. "الزوربيان" تعد وجبة "الزوربيان" من الأكلات المفضلة لدى الصوماليين فهي تقدم للضيوف في المناسبات، وتتكون هذه الوجبة من الأرز واللحم، ففي اليمن يعد "الزوربيان" مع السمك أما بالنسبة للصوماليين فإنهم يفضلون أن يضاف إليها لحم "الحاشي"، وهي تشبه الكبسة السعودية لكنها تختلف عنها في طريقة الإعداد، كما يمكن استبدال الأرز بـ "المكرونة"، وبالنسبة للحم فالأمر يتوقف على طلب "الزبون" سواء كان يريدها في شرائح كبيرة أو في قطع صغيرة، وهي في العادة تقدم كوجبة غداء، لكن البعض يفضلها على العشاء.
إنشرها

أضف تعليق