الإثيوبيون في الرياض 90 ألفا.. و"سائق العائلة" المهنة المفضلة!

الإثيوبيون في الرياض 90 ألفا.. و"سائق العائلة" المهنة المفضلة!

الإثيوبيون في الرياض 90 ألفا.. و"سائق العائلة" المهنة المفضلة!

الإثيوبيون في الرياض 90 ألفا.. و"سائق العائلة" المهنة المفضلة!

الإثيوبيون في الرياض 90 ألفا.. و"سائق العائلة" المهنة المفضلة!

الإثيوبيون في الرياض 90 ألفا.. و"سائق العائلة" المهنة المفضلة!

ينتشر أبناء الجالية الإثيوبية الذين يعيشون في الرياض والبالغ عددهم زهاء 90 ألفا في أربعة أحياء هي (أم الحمام، منفوحة ، الوشم ، والبطحاء) ويمتهنون مختلف المهن الحرفية وهناك الأطباء والمهندسون، إلا أنهم فئة قليلة، فالغالبية من أبناء الجالية الإثيوبية هم من العمال، وأصحاب الحرف المختلفة ويعملون في شتى المهن دون أي شعور بالمهانة، فهم يعدون أن العمل عبادة، وأن العمل الذي يمدهم بالمال والرزق الحلال ليس فيه عيب ولا مهانة، والمهنة التي يعشقها هؤلاء هي أن يكون سائق عائلة. جمهورية الـ 67 مليون نسمة قبل أن نلج في الحديث عن الجالية الإثيوبية في الرياض، دعونا نلقى نظرة سريعة عن البلد الذي جاء منه هؤلاء، فالجمهورية الإثيوبية التي استقلت عن المملكة المتحدة في عام 1944 وأصبحت جمهورية مستقلة تزيد مساحتها على المليون كيلو متر مربع، وتعداد سكانها يفوق الـ67 مليون نسمة، أما بالنسبة للديانة فتكاد تكون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، فهناك 45 في المائة منهم يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، ونسبة مماثلة هم من المسلمين، واللغة الرسمية التي يتحدث بها الإثيوبيون هي اللغة الأمهرية وهي خليط من اللغة العربية والحميرية، هذه هي الخطوط الرئيسية عن البلد الذي نتحدث عنه اليوم والتي ينتمي إليه أبناء الجالية التي ستكون محور حديثنا في هذه الحلقة من حلقات جاليات العاصمة. #2# "أم الحمام" الحي الأول تستأثر منطقة أم الحمام بنسبة كبيرة من أبناء الجالية الإثيوبية الذين يفضلون العيش هناك، وعن السبب في ذلك، يوضح لنا محمد عبد القادر أحد المقيمين الإثيوبيين إن المطاعم والمحال التجارية وحتى أماكن الحلاقة، وكلها محال تقدم الأطعمة والأدوات الإثيوبية، إضافة إلى ذلك فإن غالبية القادمين من إثيوبيا يجدون طعامهم ورفاقهم في تلك المنطقة مما جعل الغالبية العظمى من أبناء الجالية الإثيوبية يفضلونها عن غيرها من المناطق، مشيرا إلى أن هناك أماكن أخرى ينتشر فيها أبناء الجالية الإثيوبية، فهناك منفوحة وفيها ينتشر كثير ممن يعملون في البناء والتبليط، وأصبح معروفا لدى أبناء الجالية الأثويبية في الرياض أن المقاهي الإثيوبية في منفوحة تقدم أفضل قهوة إثيوبية، وقال إن العزاب وأصحاب المهن اليدوية ينتشرون بكثافة في البطحاء الواقعة في قلب الرياض، والسبب كما يشير محمد إنهم يجدون لهم أعمال مختلفة في تلك المنطقة خاصة مع من يبحثون عن عمالة تجمع بين القيام بعمل ممتاز والرخص في الأجر، منوها بأن المدرسة الخاصة بأبناء الجالية الإثيوبية الموجودة في الوشم، جعلت هذا المكان محل تزايد من قبل أبناء الجالية الإثيوبية، موضحا أن العائلات الإثيوبية لا ترغب في أن تندثر لغتهم الأم (الأمهرية) لذلك فهم يسارعون إلى تسجيل أبنائهم في تلك المدرسة التابعة للجالية الإثيوبية، أضف إلى ذلك فإن توسع وانتشار المطاعم والمقاهي الإثيوبية في الوشم ساعد على تزايد أعداد أبناء الجالية الإثيوبية هناك واختتم عبد القادر حديثه بالإشارة إلى أن ذلك لايعني أن هناك بعض أبناء الجالية الإثيوبية الذي ينعمون بالعيش الرغيد خاصة الأطباء والمهندسين والتجار، قائلا إنهم يسكنون في أرقى الأحياء، إلا أنه اعترف بأن تلك الفئة قليلة جدا، وأن الغالبية العظمى من أبناء الجالية الإثيوبية يعيشون في الأحياء الأربعة التي ذكرها. #3# المهنة المفضلة يوضح لنا عزيز إبراهيم أن هناك شائعة سرت ولا تزال تسري بين أبناء الجالية الإثيوبية في شتى أرجاء الرياض، وهذه الشائعة جعلت غالبية الإثيوبيين يتمنون هذه المهنة، بحيث أصبح الكثير من الشباب وحتى كبار السن يريدون العمل سائقين لأي من العائلات السعودية، وتحدث عزيز لـ"الاقتصادية" شارحا مضمون تلك الشائعة التي ألهبت مشاعر الكثير من أبناء الجالية الإثيوبية، ومضمون الشائعة تقول إن شابا من أبناء الجالية الإثيوبية كان يعمل سائقا لدى إحدى الأسر السعودية الثرية ومن محاسن الصدف والحظ السعيد لذلك السائق أن تكون الشغالة التي تعمل لدى تلك الأسرة من الجنسية الإثيوبية ولأن رب الأسرة كان معجبا بالسائق وإخلاصه وسلوكه النبيل فقد اعتبره واحدا من أفراد العائلة لذلك ساهم في زواجه من الشغالة ودفع تكاليف الفرح، وبعد سنوات طويلة من عملهما لدى تلك الأسرة قررا العودة إلى بلدهما مع أبنائهما لكن رب الأسرة السعودي أراد أن يكافئهما، فمنحهما مبلغا كبيرا من المال جعلهما في مصاف الأغنياء، وتقول الشائعة أنهما ما زالا يعيشان في العاصمة أديس أبابا في بحبوحة من العيش، هذا هو مضمون الشائعة التي تسري بين أبناء الجالية الإثيوبية، وسألناه إن كان هو أو أبناء الجالية يصدقون تلك الشائعة فأكد أن أحدا لا يشك في كرم السعوديين وسخائهم، وأضاف: "في اعتقادي أن السبب في لهث غالبية أبناء الجالية الإثيوبية للعمل في تلك المهنة أنها مربحة وتحقق نوعا من الاستقرار، بل إنها تلعب دورا كبيرا تمكن الشاب من الزواج هنا في الرياض، فسائق العائلة يحصل على السكن والطعام المجاني ويحصل على الراتب كاملا دون أن ينفق منه إلا في أموره الشخصية، بل أإ بعض السائقين يحصلون على مبالغ إضافية"، مشيرا إلى أن مهنة السائق ليست مريحة كما يتصور الجميع، فالسائق يظل طوال 24 ساعة تحت الطلب، البعض منهم اعتاد على ذلك فهو يقوم من عز نومه لتلبية طلب الأسرة خاصة إذا حدثت ظروف طارئة، وقال إن الصبر والإخلاص في العمل مع الأسرة السعودية يحقق الفائدة المرجوة للطرفين، فالسائق يحصل على المال والسكن المريح والطعام الوفير المجاني، والعائلة تحصل على سائق مخلص يعد نفسه واحدا من أفراد الأسرة، مؤكدا أن هذه المهنة جعلت كثيرا من العزاب يجدون زوجاتهم ويتزوجون في الرياض ويعيشون مع أفراد أسرتهم، فالعاملة المنزلية الإثيوبية حين تعلم أن الشاب لديه مسكنه ويعمل مع أسرة سعودية لا تتردد في الموافقة على الزواج منه إذا طلب يدها. #4# وعن كيف يتم ذلك أوضح أن رب الأسرة السعودية سواء كان كفيل العامل أو كفيل الشغالة يلعب دورا رئيسيا في هذا الأمر ويقرب بينهما وبالتالي يحدث الزواج بمشيئة الله، أما بالنسبة للمهر والتكاليف ففي مثل هذه الحالة جرت العادة أن يتم الفرح وسط مجموعة من الأصدقاء والمعارف دون تكاليف باهظة ترهق العريس والعروس، مشيرا إلى أن العروس تدرك الظروف التي يعيش فيها الشاب وبالتالي لاتشطح في طلباتها وترضى بالنزر اليسير الذي يجعل الأمور تتم على خير مايرام الزجني الطعام المفضل هناك اثير من الوجبات الإثيوبية الشهية، لكن أكثرها شهرة وجبة يطلق عليها "الزجني" ويصف الطباخ الإثيوبي سلمون علوي "الزجني" أنها من أشهى الوجبات التي يقبل عليها أبناء الجاليات الأخرى، فإضافة إلى الجالية الإثيوبية، هناك الجاليتين اليمنية الإريترية، ويشرح لنا سلمون الطريقة التي يتم بها إعداد تلك الوجبة، مشيرا إلى أن المكونات الرئيسية للزجني هي الدجاج والصلصة الحارة جدا والبصل وكثير من البهارات، وبالنسبة لطريقة الإعداد يقول "نغلي الدجاجة حتى يصبح نصف ناضج ويلي ذلك القيام بسلق البيض، وبعد ذلك نضع كمية مناسبة من الزيت في طنجرة ونتركه حتى يصبح حارا، ونضع فيه البصل المقطع والفلفل الحار إلى قطع صغيره ونفرم الثوم ونضيفه للزيت حتى يذبل ثم نضيف البهارات والصلصة، وبعدها نضيف قطع الدجاج بعد أن نخلط جميع المكونات جيدا ثم نقشر البيض ويضاف مع الدجاج، وهناك نقطة مهمة يجب الإشارة إليها وهو القيام بعمل فتحات بسيطة للبيض من خلال الشوكة حتى تتشرب من الخليط، ولا تصبح رائحتها طاغية على الوجبة، والمرحلة الأخيرة هي إضافة الماء، وهذا الأمر مرهون بالزبون، فإذا أرادها أن تكون جامدة فنضع فيها القليل من الماء، أما إذا كان يحب الزجني خفيفا فنزيد عليه كمية الماء ونتركه في النار لمدة ربع ساعة حتى يستوي تماما ويصبح جاهزا للأكل، موضحا أن سر حلاوة هذه الوجبة يكمن في قدر وكمية البهار التي توضع فيها، مشيرا إلى أن الوجبة ليست غالية الثمن ولا تتجاوز العشرة ريالات للوجبة الواحدة. #5# يتفاخرون بتراثهم يشعر الكثير من أبناء الجالية الإثيوبية بالفخر والاعتزاز وهم يعرضون الأواني الفخارية التي يتم صناعتها في بلادهم وجلبها إلى هنا، وأوضح التاجر قادري أن تلك الأواني التراثية تجد إقبالا من الإثيوبيين وغير الإثيوبيين خاصة وأنها جميلة الشكل ولا يتجاوز سعر الواحدة منها العشرين ريالا، وعن الأسماء التي يطلقونها على تلك الأدوات قال إنها متنوعة فمنها "الجمنة" وهي التي تشبه الدلة بحيث يوضع فيها القهوة وهناك "التورة" وهي مادة خزفية يوضع فيها الرغيف أو الحلوى كذلك يوجد "الكوز" وهي آلة فخارية يوضع فيها الماء فيصبح باردا وكأنه في ثلاجة، وغيرها من المسميات التي يتفاخر بها أبناء الجالية الإثيوبية ويزينون بها منازلهم ومجالسهم. القهوة تشعرهم بالراحة لايفرط أبناء الجالية الإثيوبية في تناول مجموعة من فناجين القهوة فتجدهم ينتشرون في المقاهي التي تقدم القهوة الإثيوبية اللذيذة وذات النكهة المميزة، وأشار منصور فارع إلى أن هذا الأمر يتم عقب صلاة المغرب حتى العاشرة مساء، حيث يتجمع الشباب وكافة الفئات العمرية لتناول فنجان القهوة، مشيرا إلى أن الحالة المادية الصعبة للكثيرأمن ابناء الجالية الإثيوبية لا تحول دون تمتعهم بتلك القهوة التي تشعرهم بالراحة، فهم يجتمعون على شكل مجموعات ويفترقون لتناول تلك الفناجين التي تعيد اليهم شيئا من الحيوية، إضافة إلى أنها تسهم في تبادل الأحاديث الودية ومعرفة أخبار الأهل والأصدقاء.
إنشرها

أضف تعليق