الباكستانيون في الرياض.. يكرهون السهر ويعشقون العمل و"لا للتجمع"

الباكستانيون في الرياض.. يكرهون السهر ويعشقون العمل و"لا للتجمع"

الباكستانيون في الرياض.. يكرهون السهر ويعشقون العمل و"لا للتجمع"

الباكستانيون في الرياض.. يكرهون السهر ويعشقون العمل و"لا للتجمع"

الباكستانيون في الرياض.. يكرهون السهر ويعشقون العمل و"لا للتجمع"

ليس فقط بالأجساد الضخمة والطول الفارع يتميز أبنا ءالجالية الباكستانية عن أقرانهم وجيرانهم من الهنود والبنجال، وإنما هناك الكثير من السمات التي تجعل هذه الجالية تتميز عن غيرها من الجاليات، فهم يكرهون السهر ويعشقون العمل، وإذا سألت الباكستاني إن كان يفضل السكن مع ابن جلدته فلن يوافق على ذلك، وسيشيح عنك بوجهه، فهو يفضل العيش مع شخص أو أفراد من جنسية أخرى، فهل الباكستاني ينفر من نظيره وابن جلدته؟ وإذا بحثت عنهم في حي البطحاء حيث يوجد جميع أبناء الجاليات فلن تجدهم هناك يتجمعون كما يفعل الجميع، فما السبب؟ أسئلة كثيرة تدور في الأذهان عن أصحاب الأجسام العملاقة، وفي هذه الجولة الأسبوعية التي خصصت لمختلف الجاليات، وفي كل جولة نختار واحدة منها للحديث عنها بإسهاب، وفي هذه الجولة سنسلط الضوء على أبناء الجالية الباكستانية، لنتعرف على طريقة عيشهم، والبيئة التي يفضلون العيش فيها، والمهن التي يجيدونها، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تقربنا وتمكننا من التعرف على أبناء هذه الجالية المسلمة التي تحتل مكانة متقدمة بين الجاليات من حيث أعدادها. #2# جذور الجالية الباكستانية تعتبر الجمهورية الباكستانية من بين أقل الجمهوريات عمرا، فتلك الجمهورية لم يمض على تأسيسها وإعلان استقلالها سوى 60 عاما فقط ، فقد أعلنت استقلالها في عام 1947، ورغم هذا العمر القليل لهذه الجمهورية، إلا أنها دولة نووية يحسب لها حساب على المستويين الإقليمي والدولي، ومن هذه الجمهورية الفتية قدم هؤلاء العماليق بحثا عن مصدر رزق وكسب بعض المال الذي يعينهم ويساعدهم على تحسين الظروف المعيشية لأفراد أسرهم التي تركوها هناك على أمل تحقيق العيش السعيد وتوفير جميع متطلبات الحياة لهم. عمالقة يختفون وسط الأقزام ينتشر أبناء الجالية الباكستانية في حي الشميسي بنسبة كبيرة، ولكن إذا قادتك الظروف بالذهاب إلى وسط الرياض وتحديدا إلى البطحاء، فإنك ستجد الهنود والبنجال بأجسادهم النحيلة، وقاماتهم القصيرة منتشرين في كل أركان المكان يشربون الشاي ويمضغون " التنبول"، وينفثون الدخان، وفي تلك المنطقة التي تكتظ بالمقيمين من شتى أرجاء المعمورة، ستجد هناك أيضا السودانيين واليمنيين والمصريين، وشتى أنواع الجاليات، لكنك لن تجد في وسط تلك الجموع الغفيرة سوى عدد ضئيل من أبناء الجالية الباكستانية، ولا يمكن القول إنك لاتستطيع رؤيتهم وسط تلك الحشود الهائلة، فهم مميزون بأجسادهم الضخمة، وطول قامتهم الفارعة، وعضلاتهم المفتولة، وهم يختلفون جذريا عن أبناء القارة الهندية على الرغم من أنهم عاشوا سويا فترة زمنية طويلة مع الهنود والبنجال تحت سقف واحد وهو الاحتلال البريطاني، ولا شك أن هناك سببا يمنعهم من التجمع في تلك المنطقة التي تعتبر ملتقى لجميع الجاليات خاصة يومي الخميس والجمعة، فلماذا لا نشاهد تجمعا مماثلا لأبناء الجالية الباكستانية، ولماذا لا يلتقون مع بعضهم البعض كما يفعل بقية أبناء الجاليات وخاصة في حي البطحاء الذي يشهد يومي الإجازة تزاحما كبيرا في تلك المنطقة. #3# ينفر بعضهم من بعض ليس هناك إحصائية تمكننا من تعداد أفراد الجالية الباكستانية، وليس للباكستانيين قيادات جالية يمكن الرجوع إليها في هذا الشأن، ومع ذلك يمكن القول إن الجالية الباكستانية تحتل مكانا متقدما بين الجاليات الموجودة في الرياض, فهي تحتل المرتبة الرابعة أو الخامسة من حيث تعدادها، بعد المصريين واليمنيين والهنود والبنجال، وجرت العادة أن كل جالية من الجاليات تكون متآلفة ومتجانسة فيما بينها، وإن لم يكن الأمر كذلك فعلى الأقل لا ينفرون من بعضهم البعض ويحبذون العيش تحت سقف واحد، إلا أن الجالية الباكستانية تختلف جذريا في هذا الجانب، فالباكستانيون الذين ينتشر 95 في المائة منهم في حي الشميسي لا يفضلون أن يسكنوا في مكان واحد، أو بالأصح في منزل واحد، ويقول محمد إقبال إن الباكستانيين لديهم عقدة من التجمعات فيما بينهم، فقد كان هناك قانون في الدستور الباكستاني عقب الاستقلال يمنع التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص، مشيرا إلى أن المقيم الباكستاني يفضل أن يجمعه في السكن قوميات أخرى غير الجنسية الباكستانية، مؤكدا أن التجمعات بين الباكستانيين لا تكون لتبادل أطراف الحديث أو للتسلية وتمضية الوقت، بل إن التجمعات تكون بهدف البحث عن العمل فقط، لافتا إلى أن ماعزز هذا الأمر هو أن الباكستانيين حين يختلفون لا يعرفون لغة التفاهم وتتحدث الأيدي والعصي بدلا عن اللسان، وربما سالت الدماء وكانت الإصابات شديدة، بل قاتلة في بعض الأحيان، وهذا مرده – كما يقول إقبال – إلى الجهل، فغالبية العمالة الباكستانية أميون لا يجيدون القراءة والكتابة، ولا يمتلكون الحد الأدنى من التعليم، وبالتالي تغيب لغة العقل والمنطق وتتغلب لغة القوة، مضيفا أن من بين الأمور التي أسهمت في نفور الباكستانيين بعضهم من بعض هو أن شريحة كبيرة جدا من المقيمين (الغالبية) من الذين يحملون الجنسية الباكستانية هم من جنسيات أفغانية، لكنهم يحملون الجواز الباكستاني، وبموجب هذا الجواز صاروا باكستانيين، مشيرا إلى أن الباكستانيين الأصل ليسوا سوى فئة قليلة جدا مقارنة بمن يحملون الجنسية الباكستانية. #4# الليل للنوم فقط يقول عبد الرحمن مشرف إن أبناء الجالية الباكستانية يكرهون السهر ولا يطيقون قضاء الليل في التسامر، بل إنهم يفضلون النوم مبكرا والاستيقاظ باكرا أيضا، يستوي في ذلك أيام العطل أو الإجازات، والسبب كما يوضح مشرف أن غالبية هؤلاء هم من العمال الذين يمتهنون الحرف الشاقة في أعمال البناء أو قيادة الشاحنات الكبيرة، أو غيرها من المهن التي تحتاج إلى مجهود عضلي شاق، وبالتالي فإن السهر يؤثر في أدائهم العمل، مؤكدا أن أبناء الجالية الباكستانية لديهم قابلية سريعة جدا في تعلم مختلف المهن والحرف، الأمر الذي ساعدهم على إجادة جميع الحرف والأعمال التي يتولونها، فستجد فيهم من يعمل خبازا، حلاقا، ميكانيكيا، سائقا، بناء، مليسا، أو مبلطا، موضحا أن كل تلك المهن لا يعني أنهم كانوا يجيدونها قبل وصولهم إلى الرياض، ولكنهم اكتسبوها بالممارسة، وساعدهم على ذلك الرغبة في امتلاك حرفة لتكون مصدر رزق، وهو ما أسهم في تعلمهم تلك المهن في وقت قياسي، مضيفا أن غالبية محال التميز وشتى أنواع الأرغفة المنتشرة في جميع أحياء مدينة الرياض يعمل فيها أبناء الجالية الباكستانية, وهم يجيدون هذا العمل. يبحثون عن العمل حتى في الإجازات يقول أكرم زمان إن دوار الشميسي، ودوار الصناعية، هما المكانان الأكثر تجمعا لأبناء الجالية الباكستانية في يومي الخميس والجمعة، ويضيف: "لا تعتقد أن تجمعهم يعني الحديث وقضاء وقت مسل، بل إنهم ينتظرون أن يأتي من يرغب في تشغيلهم، فالجمعة أو الخميس لا تعني لهم إجازة أو راحة، لأنهم يعتبرون أن راحتهم هي في العمل، وتحقيق مكاسب مادية لجمع أكبر قدر من الريالات تساعد العزاب منهم على بناء حياتهم ومستقبلهم، أو للمتزوجين الذين يبعثون بمصاريف الى أهاليهم وتوفير ماتبقى منها لقادم الأيام" وأكد زمان أن تلك التجمعات لا تشبه تجمع الجاليات الأخرى، فالباكستانيون لايجمعهم إلا العمل الواحد أو أن تكون بينهم صلة قرابة، وفي أفضل الأحوال يكونون من منطقة واحدة. المطاعم الباكستانية زبائنها من الهنود يؤكد فاروق البشتوني أنه ليس هناك أكلة باكستانية مشهورة يتميز بها المطبخ الباكستاني عن غيره من المطابخ، وأن غالبية الأكلات الشعبية الباكستانية مأخوذة من الأكلات الهندية، فهي– الأكلات- تشابه الأكلات الهندية من حيث دسومتها وزيادة البهارات فيها التي تجعلها كأنها قطعة من النار بسبب إضافة تلك المواد الحريفة والشديدة الحرارة في طعمها ومذاقها اللاذع، وهو مايجعل من الهنود الزبائن الأكثر إقبالا على تلك المطاعم، مشيرا إلى أن المطاعم الباكستانية منتشرة في مختلف مناطق مدينة الرياض، لافتا إلى أن هناك مطعمين باكستانيين متميزين عن غيرهما من المطاعم، أحدهما يقع في أحد أهم أحياء العاصمة الرياض، ففي شارع العليا يوجد مطعم باكستاني "مرحبا"، وهذا المطعم يفد إليه الزبائن من مختلف الجنسيات خاصة أولئك الذين يستمتعون بالأكلات اللاذعة الطعم ، إلا أن زبائنه من العمالة الباكستانية نادرة، باستثناء الباكستانيين الذين يمتهنون مهنا متميزة خاصة المهندسين والأطباء وذوي الرواتب العالية، أما بالنسبة للعمال من أبناء الجالية الباكستانية، فإن غالبيتهم يتوجهون الى مطعم "المدينة" وهو مطعم باكستاني يقع في شارع الأربعين في المنطقة الصناعية، وفي هذا المطعم يجد أبناء الجالية الباكستانية مبتغاهم من الأكلات التي اعتادوا عليها. الباكستانيون أعداء المخدرات سألنا المقيم مسعود رباني عن الأسباب التي تجعل بعض المقيمين من الجالية الباكستانية يحملون معهم كميات من المخدرات بهدف ترويجها وتحقيق مكاسب مادية رغم معرفتهم بالعقوبة القاسية، فأوضح أن هذا الأمر المخجل والمخل بالشريعة والذي يقوم به بعض المنحرفين من الباكستانيين، لايعني أن الجالية الباكستانية تروج للمخدرات ، فمجتمعنا مجتمع مسلم ومحافظ، تماما كالمجتمع السعودي، والمساجد تمتلئ بأبناء الجالية الباكستانية في كل الصلوات، وكثير منهم أئمة مساجد ومؤذنون في هذا البلد المسلم، وبالتالي فإن قيام بعض الأشخاص السيئيين لا يعني أننا نشجع هذا الأمر ونفضله، ولكن كما تعلم فالحسنة تخص والسيئة تعم، ولا يمكن أن نعمم هذا الأمر المخجل على جالية ربما يفوق عددها المليون بجريرة بعض الأشخاص المنحرفين.
إنشرها

أضف تعليق