الطاقة- النفط

إنتاج «أوبك» الأدنى في شهر .. هبط 500 ألف برميل يوميا خلال يناير

إنتاج «أوبك» الأدنى في شهر .. هبط 500 ألف برميل يوميا خلال يناير

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بسبب الشكوك المحيطة بالطلب على النفط في الصين جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي أدى إلى حالة من الذعر في الأسواق العالمية وفي أغلب دول العالم، وسط مخاوف من ضغوط انكماشية حادة على الاقتصاد الصيني وعدد من الاقتصادات الدولية.
وما زالت الصورة غامضة بشأن الخطوة المقبلة للمنتجين في تحالف "أوبك +" على الرغم من تسربيات عن اجتماع الخبراء والفنيين في الدول المنتجة يشير إلى الاتجاه بقوة إلى إجراء خفض أعمق في مستويات الإنتاج، لكن مدى قدرة ذلك على معادلة الضعف المتوقع في الطلب الصيني محل تقديرات متباينة من المعنيين في السوق والمحللين الدوليين.
وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون دوليون إن الخفض الجماعي للإنتاج في "أوبك" يسير قدما وربما بنتائج تفوق التوقعات بسبب الانقطاعات في ليبيا وتعثر الإنتاج في فنزويلا والعقوبات على إيران.
وأشاروا إلى بيانات صادرة عن وكالة بلاتس، تؤكد انخفاض إنتاج "أوبك" من النفط الخام بنحو 500 ألف برميل يوميا في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي مقارنة بكانون الأول (ديسمبر) 2019، متجاوزة خطة الخفض الجماعي لمواجهة توقعات ضعف الطلب على النفط الخام ليصل إنتاج "أوبك" إلى 28.35 مليون برميل يوميا.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أنه على الرغم من التخفيضات الموسعة التي تمت في الشهور الماضية، إلا أنه ستشارك "أوبك" في آذار (مارس) المقبل في جولة أخرى من التخفيضات الأعمق، لأن تحالف المنتجين بقيادة السعودية وروسيا يعمل جديدا للحيلولة دون عودة زيادة العرض المفرط في السوق، خاصة في ظل الأزمة الأخيرة الخاصة بانتشار الفيروس في الصين، التى تسببت في حدوث أسوأ صدمة للطلب على النفط في الأسواق منذ أكثر من عقد.
وأوضح أن التوصيات الصادرة عن اللجان الفنية في "أوبك +" تشير إلى التوصية بخفض جديد بنحو 600 ألف برميل يوميا، لكن الأمر ليس مطمئنا بشكل كامل للأسواق، خاصة في ضوء توقعات بضعف نمو الطلب على النفط على نحو أكبر كما لم تعلن بعد آلية المنتجين في تنفيذ الخفض الجديد ولا حصص الدول المشاركة، وهو المأمول أن يتحقق عقب اجتماع الوزراء في آذار (مارس) المقبل.
من جانبه، قال ألكسندر بوجل المستشار في شركة جي بي سي إنرجي الدولية، إن المخاوف تعد السمة المتزايدة والمهيمنة على الأسواق في ضوء استمرار تفشي فيروس كورونا وصدماته القوية في إحداث تباطؤ واسع في توقعات الطلب العالمي على النفط، ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط الخام مع إعادة تقييم المستثمرين لتأثير فيروس كورونا في الطلب.
وذكر أن المناقشات على مستوى الفنيين، التي أجراها تحالف "أوبك +" واجهت عديدا من الصعوبات بسبب الشكوك المحيطة باحتمال إجراء خفض إضافي قدره 600 ألف برميل يوميا ومدى قدرته على رفع أسعار النفط، إذا كان الالتزام ضعيفا من بعض الدول الأعضاء في التحالف، خاصة من جانب روسيا، التى تحفظت في البداية على فكرة تعميق الخفض قبل أن تعود وتؤكد استعدادها للالتزام به.
من ناحيته، أكد دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أنه في ضوء توقع عدم اتخاذ أي إجراء وشيك من قبل المنتجين، أبقى وزراء "أوبك +" اجتماعهم في فيينا في موعده المعد سلفا، وهو يوما الخامس والسادس من آذار (مارس) في ظل ظهور عدم الحاجة إلى التسرع في إجراء تعديلات غير معدة جيدا.
وذكر أن مخاطر تدمير الطلب الصيني ما زالت باقية ومصدر قلق حاد في الأسواق، كما يستعد المنتجون لاحتمال مواجهة ضغوط هبوطية حادة على الأسعار في الفترة المقبلة، خاصة إذا ارتفعت أعداد الحالات والوفيات خارج الصين جراء فيروس كورونا.
بدورها، قالت أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، إن إعلان الصين إنفاقها ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار للسيطرة على الوضع الحالي أعطى بعض التطمينات للسوق عن احتمال تجاوز الأزمة في مدى زمني أقصر من المتوقع، مشيرة إلى أن تراجع الطلب العالمي على النفط يجعل "أوبك" تتعرض لضغوط متوالية لخفض الإنتاج أكثر.
وذكرت أن الشكوك السائدة في السوق تتعلق بالجهود التي تبذلها "أوبك" للحد من الإنتاج، حيث يعدها البعض غير كافية لوقف الانخفاض في أسعار النفط، مبينة أن الانخفاضات المتوالية في إنتاج "أوبك" أدت إلى تراجع إجمالي حصة "أوبك" من سوق النفط إلى 35 في المائة ولم يعد لديها القدرة على توجيه أسعار النفط بالشكل الكافي.
وأشارت إلى أن بيانات المخزونات هذا الأسبوع سيكون لها تأثيرها الواسع في الأسعار، كما تبين حجم تطور أزمة الطلب في الصين.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس، مع تقييم المتعاملين طلب الصين على الخام عقب تفشي الفيروس التاجي وانتظارهم معرفة إن كان كبار المنتجين سيخفضون الإمدادات بدرجة أكبر لضبط توازن الأسواق.
وبحسب "رويترز"، فإن النفط منخفض أكثر من 20 في المائة عن الذرى المسجلة في كانون الثاني (يناير) بعد أن نال تفشي الفيروس من الطلب في أكبر مستهلك للخام في العالم وأجج المخاوف من تخمة معروض.
وانخفض خام برنت أكثر من دولار إلى 53.33 دولار للبرميل، مسجلا أدنى مستوياته منذ الثاني من كانون الثاني (يناير) 2019.
ونزل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 17 سنتا إلى 50.15 دولار للبرميل بعد أن تراجع إلى 49.56 دولار.
وقال أفتار ساندو، مدير تداول السلع الأولية لدى "فيليبس فيوتشرز" في سنغافورة، "التوجه العام ما زال للمراهنة على انخفاض الأسعار، لكن هناك مغالاة في تراجع السوق".
وأكد أن المتعاملين عمدوا إلى جني الأرباح من البيع على المكشوف بعد أن بلغت الأسعار مستويات دعم فني.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 55.11 دولار للبرميل الجمعة 55.72 مقابل دولار للبرميل في اليوم السابق له.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، كما أن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 58.94 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط