FINANCIAL TIMES

متوحد وراء كارثة «الانهيار الخاطف» ينجو من السجن

متوحد وراء كارثة «الانهيار الخاطف» ينجو من السجن

نافيندير سينج ساراو، المتداول البريطاني المتورط في "الانهيار الخاطف" الذي عصف بسوق الأسهم في عام 2010، تجنب قضاء مزيد من الوقت في السجن، بعدما أنهى حكما صادرا بحقه في شيكاغو دراما قانونية استمرت أعواما.
حكم على المتداول البالغ من العمر 41 عاما، المصاب بمرض التوحد ويعيش مع والديه غربي لندن، بالسجن لمدة عام في منزله بعد أن أقر بالذنب بتهمة "الخداع" وتعاون بعد ذلك مع حملة قمع أمريكية مستمرة على ممارسات التداول بناء على معلومات ليست متاحة للكل.
مرتديا بدلة سوداء وربطة عنق زرقاء، أبلغ ساراو المحكمة قبل صدور الحكم يوم الثلاثاء أن حياته تغيرت بشكل جذري بعد اعتقاله، وأنه لم يكن سيشارك في الخداع لو أنه عرف أنه قد يؤدي إلى فترة سجن محتملة.
قال: "من اللحظة التي بدأت فيها التداول، أصبحت غارقا فيه تماما. لم أدرك أنني مدمن عليه تماما إلا بعد إلقاء القبض علي. كسبت أموالا أكثر مما كنت أتصور، لكنني لم أشعر بأي اختلاف. كنت لا أزال أنا نفسي، لكنني شعرت بالضغط لكي أعيش حياة مختلفة".
"عندما كنت في المنزل أمارس ألعاب الفيديو، كان هذا جيدا عندما كنت فقيرا، لكن بعد أن أصبحت ثريا، من المؤكد أنه كان ينبغي أن أفعل شيئا أكثر تهورا. لكن كلما فكرت في شراء أشياء رائعة، عرفت أنني سأشعر بالملل منها".
قالت قاضية المقاطعة، فيرجينيا كيندال، إنها أرادت أن يعكس حكمها شدة أفعال ساراو مع تخفيف التأثير الذي قد يجلبه الحكم بالسجن على شخص مصاب بالتوحد.
كان ساراو قد اعترف في عام 2016 أنه تلاعب بالسوق في العقود الآجلة لمؤشر منصة التدولات الإلكترونية E-Mini S&P 500 التابع لبورصة شيكاغو التجارية، على مدى خمسة أعوام، من خلال وضع وسحب الطلبات بسرعة لرفع وخفض الأسعار، وهو تكتيك غير قانوني يسمى الخداع.
في وقت سابق هذا الشهر، أشاد المدعون العامون في الولايات المتحدة "بتعاونه غير العادي" وطلبوا من القاضية الفيدرالية التي تشرف على القضية منحه حكما بالسجن مع وقف التنفيذ.
قال روجر بورلينجيم، محامي المتداول، للمحكمة إن موكله يعيش حاليا على إعانة حكومية بعد سلبه أغلبية الأرباح التجارية البالغة 70 مليون دولار التي كسبها وسدد البقية.
كتب بورلينجيم: "لم ينفق كمليونير أكثر مما يفعل الآن كمستفيد من المنافع العامة"، مشيرا إلى أن الشيء الوحيد الذي اشتراه ساراو كان سيارة فولكسفاجن مستعملة قيمتها خمسة آلاف جنيه استرليني تبين أن عجلة القياده فيها معطوبة.
بعد صدور الحكم، قال بورلينجيم إنه ممتن للقاضية بسبب قرارها. "كان ناف يعيش تحت تهديد عقوبة طويلة للغاية منذ ما يقارب خمسة أعوام. يشعر بسعادة غامرة لإنهاء الأمر، والذهاب إلى المنزل، ومواصلة حياته".
جذبت قضية ساراو اهتماما واسعا بعد أن قاتل دون جدوى تسليمه من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة عقب اعتقاله الأولي في عام 2015، عندما أمضى أربعة أشهر في السجن في لندن.
تلقي الولايات المتحدة عليه اللوم للتسبب في "الانهيار الخاطف" في عام 2010، حين انهارت أسواق الأسهم الأمريكية وانتعشت بسرعة في فترة ما بعد ظهر يوم واحد، بينما أطلقت الصحافة البريطانية عليه لقب "كلب السلق هونسلو".
الادعاءات بأن تداول ساراو، كثيرا منه آلي، أدت إلى انهيار عام 2010 أثارت شكوكاً واسعة النطاق، لكن كانت قضيته إشارة على تصميم المُدعين العامين الأمريكيين على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الخداع، الذي أصبح غير قانوني أول مرة في عام 2010 مع إصلاحات دود ـ فرانك التي جاءت في أعقاب الأزمة العالمية عام 2008.
خلال أكثر من خمسة أعوام بقليل، وجهت وزارة العدل الأمريكية تهمة الخداع إلى 20 شخصا. من بين الذين ذهبوا إلى المحكمة، بدلا من الإقرار بالذنب، تمت تبرئة اثنين وإدانة واحد.
جيتش ثاكار، مطور برمجيات، حصل على حكم بالبراءة العام الماضي بعد محاكمة شملت شهادة من ساراو. كذلك تمت تبرئة أندريه فلوترون، متداول سابق في "يو بي إس" في عام 2018.
تم إطلاق سراح مايكل كوسيا، تاجر التداول عالي التردد الذي كان أول من تم اتهامه بالخداع في عام 2014، وهو الشخص الوحيد الذي أدين في المحاكمة العام الماضي بعد قضاء ثلاثة أعوام في السجن.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES