FINANCIAL TIMES

شركات الـ«فانج» ودعت عقدا زاهيا ودخلت آخر مجهولا

شركات الـ«فانج» ودعت عقدا زاهيا ودخلت آخر مجهولا

كان العقد الماضي عقدا استثنائيا للأسواق. حقق الجميع تقريبا مكاسب هائلة، لكن إذا كان للمرء أن يلخص تلك الفترة فسيقول إنه "عقد الفانجز".
تشكيلة هذه المجموعة تختلف. مجموعة "فانج" Fang الأصلية كانت "فيسبوك" و"أمازون" و"نتفليكس" و"جوجل"، لكن كثيرين أضافوا "أبل" ما جعلها Faang، ثم "سيلز فورس"، لتصبح Faangs. وأدخل بعض المحللين "مايكروسوفت" بالقوة لتتحول المجموعة إلى Famangs، في حين أن مؤشر Fang+ الخاص ببورصة نيويورك يتضمن أمثال "تيسلا" و"تويتر"، إلى جانب "علي بابا" و"بايدو" من الصين.
اليوم، أصبحت المجموعة اختصارا لأسهم التكنولوجيا الأمريكية الكبرى ذات النمو السريع التي هيمنت تماما على عائدات الأسهم في العقد الذي بدأ عام 2010. السؤال المطروح حاليا هو ما إذا كان العقد الجديد الذي بدأ للتو سيكون عقدا آخر ممتازا لـ"فانج"، أم ستتخطاهم أجزاء أخرى من سوق الأسهم.
التوقعات خطيرة، لكن معظم المستثمرين المحللين يتوقعون أن تستمر شركات التكنولوجيا في السيطرة على العقد الجديد - حتى لو تغيرت القيادة فيما بينها.
بيتر أوبنهايمر، كبير استراتيجي الأسهم العالمية في "جولدمان ساكس"، يرى أن "التكنولوجيا ستستمر في الهيمنة بصورة كبيرة"، مشيرا إلى "نمو لا يصدق في بعض الشركات اللاتي أصبحت من أضخم الشركات. ومن المنطقي أن تكون هناك شركات لا وجود لها اليوم، لكنها ستكون من أكبر الشركات خلال عقد من الزمن".
على الرغم من تمتع كل قطاع كبير بمكاسب قوية، إلا أن من الصعب المبالغة في تقدير أهمية أسهم التكنولوجيا الأمريكية في انتعاش السوق في فترة ما بعد الأزمة. "فيسبوك" و"أمازون" و"أبل" و"ألفابت"، الشركة الأم لـ"جوجل"، و"مايكروسوفت" أضافت إلى سوق الأسهم ما مجموعه 4.3 تريليون دولار في القيمة السوقية. هذا أكثر من قيمة سوق الأسهم في المملكة المتحدة ومساوي تقريبا لسوق الأسهم في الصين.
تمثل التكنولوجيا الآن أكثر من 25 في المائة من قيمة سوق الأسهم في الولايات المتحدة، ما يجعلها أكبر قطاع بفارق ليس بسيطا. ومع أن هيمنتها تتضاءل، إلى جانب تضاؤل هيمنة الطاقة والمواد في الأرباع الثلاثة الأولى من القرن الـ20 - مثل أسهم السكك الحديدية في النصف الثاني من القرن الـ20 - يبدو من الصعب الآن انتزاعها من مركزها.
بصرف النظر عن فترة وجيزة في منتصف العقد الأول من الألفية، عندما كانت شركات التمويل تحلق عاليا، التكنولوجيا هي أكبر قطاع في سوق الأسهم في الولايات المتحدة منذ عام 1990. يرى أوبنهايمر فرصة ضئيلة لأن يتغير ذلك. قال: "تاريخيا، تعكس سوق الأسهم القوى الدوافعة الرئيسية للاقتصاد، ويميل ذلك إلى أن يستمر".
ومع ذلك، الصعود القوي جعل عددا من "الفانجز" - ومجموعة أوسع من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة سريعة النمو - يبدون باهظي الثمن. هذا يجعل العقد الحالي أكثر خطرا، عندما يتعلق الأمر بالعائدات.
قد تستمر شركات التكنولوجيا في توسيع أعمالها، لكن هذا لا يعني أن أسهمها ستسحق كل شيء آخر بالقدر نفسه. مثلا، بلغ سعر سهم "مايكروسوفت" ذروته بتجاوزه 59 دولارا في كانون الأول (ديسمبر) 1999، لكن الأمر استغرق 16 عاما للعودة إلى هذا المستوى مرة أخرى بعد انتكاسة الدوت كوم - على الرغم من أن شركة ريدموند التي تتخذ من واشنطن مقرا لها زادت أرباحها أكثر من الضعف خلال الفترة نفسها.
علاوة على ذلك يرى أندرو ميليجان، رئيس الاستراتيجية العالمية في "أبردين ستاندرد إنفستمنتس"، أن شركات التكنولوجيا الكبرى تواجه عددا من المآزق المحتملة، مثل الحملات التنظيمية، والتخلي عن العولمة، وردود الفعل العنيفة من المستهلكين.
ويعتقد مارك هيفيل، كبير مسؤولي الاستثمار في "يو بي إس ويلث مانيجمنت"، أن على المستثمرين التوجه بدلا من ذلك نحو القطاعات الناشئة القريبة، مثل الأسهم "التي تركز على الاستثمار المستدام والتحول الرقمي والعلاجات الجينية والحد من ندرة المياه".
أوبنهايمر، أيضا، يعتقد أن الشركات التي تستفيد من مكافحة تغير المناخ قد تحقق نتائج جيدة بشكل خاص في الأعوام المقبلة. قال: "تلتزم كثير من الدول قانونيا بإزالة الكربون، وهذا يتطلب استثمارات ضخمة في تكنولوجيات جديدة". أضاف: "سيؤدي ذلك إلى إنشاء شركات نمو كبيرة لم نسمع عنها حتى الآن، لكن يمكن أيضا أن يؤدي إلى إعادة تشكيل كثير من الشركات الكبرى التي سمعنا عنها، خاصة شركات الطاقة الكبرى".
وبينما هناك حملة لإجبار المستثمرين الكبار على التخلي عن الشركات التي تستخرج الهيدروكربونات من الأرض - على غرار الحملات القديمة ضد التبغ - فإن هذا قد يفشل في إعادة تشكيل جوهرية لقطاع الطاقة. "من الجيد تجنب شركات النفط، لكن بالنظر إلى حجم الاستثمارات اللازمة، من المحتمل أن تكون جزءا من الحل".
هناك أسهم كانت مفضلة في وقت سابق قد تعود إلى الظهور من جديد. تقول كريستينا هوبر، كبيرة الاستراتيجيين العالميين في "إنفيسكو"، إن الأسواق الناشئة "تبدو جذابة للغاية" في العقد الجديد، بالنظر إلى الكيفية التي تخلفت بها عن تلك المتقدمة في أغلبية فترة ما بعد الأزمة، على الرغم من أنها حظيت بتوقعات اقتصادية أفضل بكثير.
تضيف: "ستستمر التكنولوجيا في التفوق، لكن العقد الجديد سيكون عقد الأداء المتفوق للأسواق الناشئة". وتتابع: "لديك طبقة متوسطة ناضجة، مع ميزانيات عمومية وتركيبات سكانية أفضل".
لكن خلال عشرة أعوام قد يصبح التعريف القطاعي الذي دائما ما يكون تعسفيا إلى حد ما تالفة تماما. حتى فكرة "شركة تكنولوجيا" يمكن أن يعفي عليها الزمن.
قال ميليجان: "بحلول ذلك الوقت، ربما سنقول إن التكنولوجيا منتشرة على نطاق واسع في جميع القطاعات لدرجة أننا سنتساءل: ما التكنولوجيا؟".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES