الطاقة- النفط

آثار فيروس الصين الجديد .. النفط لأدنى مستوى في 7 أسابيع

آثار فيروس الصين الجديد .. النفط لأدنى مستوى في 7 أسابيع

تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع بسبب انتشار فيروس خطير في الصين، ما أضعف الطلب على الوقود وزاد من مخاوف ضعف النمو الاقتصادي في الصين وعديد من دول العالم.
ويكبح مزيد من الانخفاضات جهود تحالف "أوبك+" في تقييد المعروض العالمي للتغلب على وفرة الإمدادات إلى جانب تأثير التقدم الإيجابي الأخير في مفاوضات التجارة الأمريكية- الصينية، خاصة بعد توقيع اتفاق التجارة الأولي بين البلدين.
ويعتقد محللون نفطيون أن فيروس الصين وتشكيل الحكومة الروسية الجديدة من أبرز العوامل الجديدة المؤثرة في سوق النفط الخام، حيث يترقب المعنيون بالسوق تداعيات انتشار الفيروس على مستوى الطلب العالمي على النفط، في ضوء الشلل الواسع في حركة النقل في الصين، التي تعد المحرك الرئيس للطلب على الوقود، جراء مخاوف انتشار الفيروس.
ونوه المحللون إلى أن أنظار العالم تتجه صوب الحكومة الروسية الجديدة وسياساتهم المتوقعة في مجال الطاقة عموما وفي إنتاج وتصدير الخام بصفة خاصة، لافتين إلى أنه من ضمن المؤشرات المطمئنة الداعمة للاستقرار بقاء ألكسندر نوفاك في منصبه كوزير للطاقة في الحكومة الجديدة.
وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، إن المتغيرات المستجدة في الصين لها تأثير واسع في سوق النفط، التي تكافح من أجل استعادة الاستقرار وسط عوامل سلبية قوية التأثير ومتلاحقة، مرجحا أن يتلقى نمو استهلاك المنتجات النفطية في الصين انتكاسة كبيرة في الربع الأول، متوقعا فشل فترة الاحتفالات بالعام القمري الجديد في زيادة الطلب على الوقود بشكل كبير مع انتشار الفيروس، والذي يحد من تدفق حركة المرور على الطرق البرية والجوية.
وأضاف ماندرا، أن الطلب الصيني تلقى ضربة قوية وفي توقيت بالغ الحساسية، وهو احتفالات السنة القمرية الجديدة، التي تحل أواخر الشهر الجاري حتى أوائل شباط (فبراير) من كل عام، التي تعد عطلة وطنية كبرى، وتمثل أحد أكثر مواسم السفر ازدحاما في البلاد، حيث يزداد استهلاك البنزين ووقود الطائرات متوقعا ألا تتحقق الزيادة الموسمية في استهلاك وقود النقل المحلي خلال الربع الأول هذا العام.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي"، أن الطلب النفطي في الصين يواجه واحدا من أصعب مشكلات التعثر منذ انتشار فيروس سارس في 2002، حيث تم تعليق جميع خدمات النقل العام وإغلاق المطارات ومحطات السكك الحديدية خاصة في مدينة ووهان، التي بدأ فيها انتشار الفيروس.
وأشار برايس، إلى أن بعض تقديرات وكالة "بلاتس النفطية" تتوقع انخفاض إجمالي استهلاك المنتجات النفطية في الصين بين 2 و8 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الجاري، جراء تداعيات انتشار الفيروس، وفي ضوء حالة الهلع المنتشرة بين المواطنين الصينيين.
من ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية"، دان بوسكا كبير محللي بنك "يوني كريديت" الدولي، أن صناعة الطيران ليست أقل تأثرا من قطاع النقل البري جراء الذعر الحالي في الصين، بعدما تلقى الطلب على وقود الطائرات ضربة كبيرة جراء انتشار الوباء الفيروسي، وتركيز السلطات بشكل أكبر على التحكم في الرحلات الجوية من وإلى مدينة ووهان، مع تعليق الرحلات من وإلى المدينة الصينية.
وأضاف بوسكا، أن تشكيل الحكومة الروسية الجديدة يعد من التطورات المهمة والمؤثرة في قطاع الطاقة العالمي، خاصة في ضوء الترقب لتغييرات محتملة في سياسات الطاقة وبخاصة في مجال إنتاج وتصدير النفط، متوقعا استمرار ورسوخ الشراكة بين روسيا و"أوبك"– بحسب أغلب التوقعات– خاصة مع احتفاظ ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي بمنصبه، وهو الذي قاد كثيرا من التفاهمات، التي تمت مع بقية المنتجين في "أوبك" وخارجها على مدار الأعوام الماضية.
بدورها، تقول لـ"الاقتصادية"، ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكا إنجنيرينج" الدولية، إن مخاوف الطلب تجددت على نحو أعمق بسبب شلل النقل في الصين جراء انتشار الفيروس الخطير، وهو ما قاد السوق إلى حالة من ضعف الطلب، التي تفوق ما حدث خلال فترة تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مع احتمالية استمرار مخاوف الفيروس حتى الربع الثاني من العام الجاري، وهو ما سيقود إلى انكماش مؤثر في مستوى الطلب بنسب قد تصل إلى 8 أو 9 في المائة على أساس شهري.
وأشارت ويني، إلى أن التطورات الجديدة في الصين تزيد من فرص واحتمالات تفكير تحالف المنتجين في "أوبك+" في تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج العميقة، حيث إن ضعف الطلب لن يكون قاصرا على الربع الأول، وقد يمتد إلى الربع الثاني، ما يتطلب إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على وفرة وتخمة الإمدادات، خاصة من جانب النفط الصخري الأمريكي.
من ناحية أخرى، هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع، إذ نزلت بأكثر من 1 في المائة بفعل مخاوف من احتمال أن يؤدي انتشار لفيروس يصيب الجهاز التنفسي من الصين لتراجع الطلب على الوقود إذا أضعف النمو الاقتصادي على غرار تفش لوباء التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) قبل 20 عاما تقريبا.
وبحسب "رويترز"، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.40 سنتا، أو 2.17 في المائة، إلى 61.87 دولار للبرميل، وكانت قد تراجعت في وقت سابق إلى أدنى مستوى منذ الرابع من كانون الأول (ديسمبر) بعد نزولها 2.1 في المائة خلال الجلسة السابقة.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.63 سنتا، أو 2.40 في المائة، إلى 55.39 دولار للبرميل بعد تراجعها في وقت سابق إلى أدنى مستوى منذ الثالث من كانون الأول (ديسمبر)، وانخفض العقد 2.7 في المائة أمس.
وقال "جيه.بي مورجان" لأبحاث السلع الأولية في مذكرة، "نتوقع صدمة سعرية تصل إلى خمسة دولارات للبرميل إذا تطورت الأزمة إلى وباء مثل سارس بناء على تحركات أسعار النفط التاريخية".
ويرى بنك جولدمان ساكس أن أسعار النفط قد تنخفض ثلاثة دولارات لكل برميل إذا انتشر فيروس "كورونا"، الذي تم اكتشافه أخيرا في الصين.
وقال البنك الاستثماري الأمريكي في مذكرة نقلتها وكالة "بلومبيرج" إن أسواق النفط ستتأثر بفيروس "كورونا" المنتقل من شخص لآخر، مثلما تأثر وقود الطيران أثناء وباء سارس في 2003.
ويمكن أن يسفر انتشار فيروس "كورونا" عن انخفاض الطلب العالمي على النفط بمقدار 260 ألف برميل يوميا في العام الجاري، ما يتسبب في انخفاض أسعار النفط بمقدار 2.90 دولار للبرميل، يمثل وقود الطائرات نحو ثلثي الخسارة منها.
وتراجعت سلة خام "أوبك" عند 64.66 دولار للبرميل أمس مقابل 65.26 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وأفاد التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج أعضاء المنظمة سجل ثاني انخفاض له على التوالي، فخسرت السلة نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، والذي سجلت فيه 65.32 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط