الطاقة- النفط

محللون: 5 عوامل تصب في مصلحة مزيد من الارتفاعات القياسية للنفط

محللون: 5 عوامل تصب في مصلحة مزيد من الارتفاعات القياسية للنفط

أكد لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، وجود خمسة عوامل تصب في مصلحة مزيد من الارتفاعات القياسية للنفط الخام، بينها استمرار قيود خفض الإنتاج، وتراجع المخزونات الأمريكية، والتفاؤل التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
يأتي ذلك في وقت استهلت فيه أسعار النفط تعاملات الأسبوع الجاري على ارتفاعات قياسية بعد إغلاق حقلين كبيرين في ليبيا، ما جدد المخاوف على استقرار الإمدادات من الشرق الأوسط.
ويدعم الأسعار اتفاق التجارة الأولي الذي تم توقيعه منتصف الشهر الجاري بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى تأثير تقييد المعروض بشكل أعمق الذي ينفذه تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها على مدار الربع الأول من العام، مع إمكانية النظر في تجديده خلال الاجتماع المرتقب للمنتجين في آذار (مارس) المقبل.
كما يزيد من فرص ارتفاع الأسعار استمرار الوضع المتوتر بين الولايات المتحدة وإيران مع احتمال تصاعد الخلافات السياسية وتأثيرها في إمدادات النفط الخام من الشرق الأوسط، خاصة بعد أحداث العراق الأخيرة.
وقال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، "إن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتداعياتها الواسعة على استقرار السوق النفطية لم تسجل تحسنا، على الرغم من موافقة زعماء العالم المجتمعين في قمة برلين على العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا"، عادّين الطريق صعبا والقوى العالمية تكافح لإيجاد حلول للصراع الدائر منذ أعوام.
وأوضح روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش آي" الدولية، أن بداية الأسبوع في سوق النفط الخام جاءت قوية مع انقطاع الإمدادات وعدم الاستقرار السياسي في ليبيا والعراق وهما منتجان رئيسان، حيث قادت التطورات السياسية إلى ارتفاع واسع في أسعار النفط الخام خاصة في التعاملات الآسيوية، كما ارتفعت العقود الآجلة في نيويورك بما يصل إلى 2 في المائة.
وأشار إلى أن خسائر فادحة تحيق بالإنتاج الليبي في ظل الظروف الراهنة، حيث من المتوقع أن يؤدي انسداد صادرات النفط في الموانئ الليبية إلى خفض إنتاج البلاد بنحو 800 ألف برميل يوميا وإجبار شركة النفط الوطنية على إعلان القوة القاهرة في عقود التسليم، وفي الوقت نفسه تواجه العراق أيضا مخاطر تعطل حقول النفط مع تصاعد الاضطرابات السياسية على نطاق واسع في ثاني أكبر منتج في منظمة "أوبك".
من جانبها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط وإفريقيا في الغرفة الفيدرالية النمساوية، "إن غياب الاستقرار في ليبيا والعراق هيمن على أوضاع السوق في بداية أسبوع جديد، وقاد إلى قفزات في أسعار النفط العالمية إلى أكثر من 65 دولارا للبرميل، ما أثار المخاوف من اتساع دائرة المخاطر الجيوسياسية في مناطق الإمداد الرئيسة في الشرق الأوسط".
وذكرت أن الوضع المتوتر في ليبيا يعكس اضطرابات السوق المستمرة خاصة مع إعلان شركة النفط الوطنية فرض حالة الظروف القاهرة، ما سمح لليبيا بتعليق عقود التسليم قانونيا، مشيرة إلى انخفاض الإنتاج الليبي بشكل حاد عن المستوى السابق للأحداث وهو 1.2 مليون برميل يوميا.
وعدّت الأزمة تهدد منتجا مهما في منظمة "أوبك" كما أنه صاحب أكبر رصيد من الاحتياطات النفطية المؤكدة في إفريقيا.
من ناحيته، أكد بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن هناك خمسة عوامل في السوق النفطية تصب في مصلحة مزيد من الارتفاعات القياسية، منها التقدم الإيجابي في مفاوضات التجارة الأمريكية – الصينية، واستمرار قيود العرض التي ينفذها تحالف "أوبك+"، علاوة على تراجع المخزونات الأمريكية، وتوقعات تباطؤ أنشطة الحفر الصخري، إضافة إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي في بداية الأسبوع جاء بعد انقطاع الإمدادات وسط اضطرابات سياسية عميقة في ليبيا والعراق، ما أدى إلى إيقاف العمل في حقول مهمة للنفط في الدولتين، مشيرا إلى أن أحدث تقارير وكالة الطاقة الدولية عزز المخاوف في الأسواق بعدما عدّ العراق موردا هشا للنفط.
بدوره، قال أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، "إن هناك بالفعل ما يمكن اعتباره ردود فعل قوية في السوق النفطية من جميع الأطراف المعنية في الصناعة، خاصة المنتجين، من أجل الوصول إلى تفاد سريع لعواقب المخاطر الجيوسياسية على أمن واستقرار الإمدادات النفطية خصوصا من الشرق الأوسط".
ولفت إلى أن العوامل الإيجابية في السوق تشمل قدرة تحالف "أوبك+" الواسعة على التخفيف من أي اضطرابات في الإمدادات، إضافة إلى استمرار زيادات الإنتاج من دول خارج التحالف خاصة في الولايات المتحدة والبرازيل وغيرها.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع أمس، بعد بدء إغلاق حقلين كبيرين في ليبيا، ما يجعل تدفقات الخام في الدولة العضو في منظمة "أوبك" تقترب من التراجع إلى جزء بسيط من مستواها الطبيعي".
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 70 سنتا أي 1.11 في المائة إلى 65.55 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:31 بتوقيت جرينتش بعدما وصلت إلى 66 دولارا للبرميل في وقت سابق وهو أعلى سعر منذ التاسع من كانون الثاني (يناير) الجاري، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 56 سنتا أي 1 في المائة إلى 59.10 دولار للبرميل بعدما صعد إلى 59.73 دولار وهو أعلى مستوى منذ العاشر من كانون الثاني (يناير).
وفي أحدث مستجدات الصراع المستمر في ليبيا منذ وقت طويل، قالت المؤسسة الوطنية للنفط، "إن حقلين نفطيين كبيرين في جنوب غرب البلاد شرعا في الإغلاق".
وتراجعت أسعار النفط في الأسبوعين الماضيين، وبعد ارتفاع الأسعار بسبب تأجج التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في بداية العام، اتخذ الجانبان خطوات للابتعاد عن الصراع ما يهدئ أجواء السوق.
وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط "إنه إذا استمر وقف الصادرات فإن ملء صهاريج التخزين سيستغرق بضعة أيام وسيقتصر الإنتاج على 72 ألف برميل يوميا". وكانت ليبيا تنتج نحو 1.2 مليون برميل يوميا في الآونة الأخيرة.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 65.58 دولار للبرميل الجمعة الماضي مقابل 65.62 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، كما أن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 67.02 دولار للبرميل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط