FINANCIAL TIMES

الوقت لن يفوت أبدا على العودة إلى الجامعة

الوقت لن يفوت أبدا على العودة إلى الجامعة

في قبو كلية بيركبيك في جامعة لندن في أيار (مايو)، جلست لامتحان في الاقتصاد استمر ثلاث ساعات. كان خاتمة لإتمام العام الأول من برنامج ماجستير يمتد لعامين. وهي أول دورة ماجستير في الفلسفة والسياسة والاقتصاد تقدمها جامعة بريطانية بدوام جزئي.
اخترت ثلاثة أسئلة من الورقة وقررت أن أحدد إجاباتي بناء على نظرية الألعاب والسياسة النقدية واقتصاديات الرفاهية. عندما خرجت تحت أشعة الشمس في شارع ماليت المزدحم في بلومزبري في لندن، كنت مرتاحا لأنني لم أتمكن من تحقيق أفضل من ذلك وفوجئت بمدى استمتاعي به.
بصرف النظر عن دراسة الدورات المهنية في العشرينات من عمري واختبارات قيادة اليخوت عندما كنت في أواخر الثلاثينات، إلا أنني لم أضع نفسي تحت مثل هذه الضغوط الأكاديمية منذ أيام دراستي الجامعية في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
دراستي كانت من الأعمال غير المنجزة. شهادتي في الاقتصاد من جامعة دي مونتفورت في مدينة ليستر، على الرغم من كونها شاملة إلا أنها لم تشرح بشكل كامل كيف يعمل الاقتصاد بأكمله. ربما كنت مشتتا للغاية عندما ذهبت لرؤية أمثال إيجي بوب في ردهة جامعة دي مونتفورت.
كنت أرغب في متابعة البحث بعد مغادرتي بمعدل يرواح بين 60 و69، لكنني أجبرت على إيجاد عمل بسبب نقص المال. حصلت على وظيفتي الأولى في شركة هايماركت للنشر في لندن، حيث كنت أبيع مساحات إعلانية، قبل أن أتحول إلى الصحافة وأشق طريقي من خلال الصحف المحلية والإقليمية إلى وسائل الإعلام الوطنية.
تحفزت أخيرا لإتمام الدراسات العليا لأنني شعرت بنقص مؤهلاتي. على مدار الأعوام الثمانية الماضية، كنت أدير مخطط منح دراسية في الصحافة لدى جهة هي Guild of St Bride’s في شارع فليت، المركز القديم لصناعة الصحافة في لندن. كانت تقدم منحة سنوية لطالب دراسات عليا في الصحافة في جامعة سيتي في لندن. وبينما كنت أجري مقابلات مع مرشحين لمنح، فكرت أنه ينبغي لي شخصيا الحصول على درجة الماجستير أيضا.
البروفيسور مايكل بن جاد، وهو خبير اقتصادي بارز في جامعة سيتي، أشار إلى أن كلية بيركبيك يمكنها سد فجوة الدراسة لدي على أكمل وجه.
تجربة الطالب كانت مختلفة جدا هذه المرة. في عام 1976 كان لدي 16 ساعة في الأسبوع من المحاضرات، كانت المكتبة على شبكة الإنترنت وكان هناك متسع من الوقت للرجبي والتمتع بحياة اجتماعية حيوية.
ننتقل الآن سريعا إلى عام 2019 والدراسة المكثفة في أمسيات أيام الأسبوع بعد يوم في العمل. كل فرد في مجموعتي كون صداقات داعمة من خلال مجموعة "واتساب" وتدبرنا أمر اللقاء الاجتماعي الغريب. أصبح هناك شعور صداقة حميمة قوية، مع حدوث نكسات وانتصارات مشتركة على طول الطريق.
تم تدريس وحدة الاقتصاد الإلزامي باستخدام برنامج المصادر المنهجية ذات الوصول المفتوح في مجال الاقتصاد، أو ما يعرف بمنصة كور Core، وهو أنموذج جديد تم تطويره بعدما تعرضت أساليب التدريس التقليدية إلى انتقادات شديدة. لقد تم تحذيرنا في البداية من أن هذا النهج الجديد يتحدى تفكيرنا وتحيزاتنا والرؤية التقليدية للرأسمالية. تمحيصه لقرون من عدم المساواة فعل ذلك بالضبط وأعطانا الأدوات اللازمة لمقارنة تقدم البلدان ونمذجة تأثير خيارات السياسة.
المقررات الدراسية لم تكن سهلة. كان أكبر تعثر لي هو عندما فشلت سهوا في مقالتي الأولى عن الفلسفة في نظرية المثل لأفلاطون وحجة الرجل الثالث. لكنني تمكنت من إعادة صياغة الأمر والعثور على صوتي، محققا درجات أعلى حين أعدت تقديمه.
عندما بدأت، فوجئت كوني عرفت أنني في الـ60 من عمري لم أكن أكبر طالب في الصف. زملائي جاءوا من جميع مناحي الحياة - بعضهم مباشرة من مقررات البكالوريوس في المملكة المتحدة والخارج، وبعض يعمل في وزارة الداخلية، وآخر يدرس الماجستير للمرة الثانية، أو متقاعد، لكن الجميع منهمكون بالكامل في الدراسة.
بصفتي طالب دراسات عليا ناضج للغاية، اكتشفت كمية ما يمكننا تعلمه وكيف يمكن أن يكون ذلك تحديا ممتعا. الآن، وبفضل كلية بيركبيك، أفهم كيفية صياغة أنموذج لاقتصاد كامل، وإن كان ذلك في ظل بعض الافتراضات الصارمة.
ظهرت منصة كور بعد الأزمة المالية العالمية حين شعر الطلاب بأن النظريات الاقتصادية التقليدية لا تمثل الحقائق الاقتصادية. إلى جانب الركود العالمي، وارتفاع انعدام المساواة، وتباطؤ الإنتاجية والنمو العالمي.
ويندي كارلين، أستاذة الاقتصاد في جامعة كوليدج لندن، عقدت اجتماعا صغيرا للاقتصاديين في كانون الثاني (يناير) 2013. هدفها كان جذب الاهتمام إلى مشروع تعاوني لتطوير مادة تعليمية تجمع بين أفضل المعارف الاقتصادية الحالية التي تنطبق على القضايا والمشكلات المعاصرة.
كانت النتيجة منهجا رقميا مجانيا مفتوحا للطلاب. بدلا من الالتزام بالموضوعات التقليدية مثل منحنيات العرض والطلب أو تفضيلات المستهلك، منصة كور تتعامل مع قضايا مثل عدم المساواة وإخفاق السوق. إنها تركز على الابتكار التكنولوجي واقتصاد المعلومات والعولمة والبيئة والأزمات الاقتصادية.
وفقا للبروفيسورة كارلين، هناك 259 جامعة في 49 دولة تستخدم منصة كور في التعليم، بما في ذلك كلية لندن الجامعية، وكلية تولوز للاقتصاد، وجامعة هومبولدت في برلين. جامعة أكسفورد أدرجت المنصة في منهج شهادة الفلسفة والسياسة والاقتصاد في أيلول (سبتمبر) الماضي.
عدت في الخريف من أجل وحدتين في السياسة وأطروحة - بعد العام الثاني ربما أفهم النظام السياسي الأوروبي، قبيل مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES