FINANCIAL TIMES

400 مليون دولار استثمارات في التكنولوجيا المالية الإفريقية خلال أسبوع

400 مليون دولار استثمارات في التكنولوجيا المالية الإفريقية خلال أسبوع

أنفق المستثمرون نحو 400 مليون دولار في شركات المدفوعات الرقمية في نيجيريا خلال أسبوع، في إشارة إلى مدى جدية شركات رأس المال الاستثماري في اغتنام الفرصة لبناء شبكات مالية في جميع أنحاء القارة.
أعلنت شركة المدفوعات "أوباي"، المدعومة من الصين التي تركز في استثماراتها على إفريقيا وتم تأسيسها من قبل "أوبرا"، أخيرا أنها جمعت 120 مليون دولار من مجموعة من المستثمرين من ضمنهم "سيكويا كابيتال تشاينا" و"سوفت بانك فنتشرز آسيا"، بعد عملية جمع أموال بقيمة 50 مليون دولار في حزيران (يونيو) الماضي.
جاء هذا الخبر بعد أيام قليلة من إعلان شركة "فيزا" استثمار 200 مليون دولار في شركة "إنترسويتش" التي تتخذ من لاجوس مقرا لها. قالت شركة أخرى متخصصة في التكنولوجيا المالية، "بالم باي"، إنها جمعت 40 مليون دولار في جولة تمويل بقيادة شركة "ترانشين" الصينية.
سيجون أجباجي، الرئيس التنفيذي "جارانتي تراست بانك"، أكبر مصرف في نيجيريا من حيث قاعدة العملاء والرائد في قطاع المدفوعات الرقمية، قال: "النمو في قطاع المدفوعات ربما ليس له مثيل في القارة في الوقت الحالي. هناك كثير من الإمكانات غير المستغلة (...) هذه منطقة يزداد عدد سكانها بنسبة تراوح بين 20 و30 في المائة، على أساس شهري - وهذا يوضح لك سبب تدفق الأموال فيها".
يشكل مجموع ما أعلنت عنه الشركات الثلاث خلال أسبوع واحد جزءا كبيرا من إجمالي رأس المال الاستثماري البالغ 1.2 مليار دولار الذي تم جمعه في جميع أنحاء إفريقيا عام 2018، وفقا لبيانات من شركة بارتيك فينتشرز للاستثمار.
أشارت الشركات الثلاث إلى أنها ستستخدم ضخ الأموال النقدية من أجل أن توسع نطاقها في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يملك ثلث البالغين فقط حسابات مصرفية.
تسعى كل شركة لأن تصبح أول شركة مدفوعات رقمية في الدول الإفريقية، وهو هدف أعاقته الضوابط المعقدة للصرف الأجنبي، والتجارة عبر الحدود غير الفعالة، وانتشار القواعد التنظيمية المعقدة. وجميعها تستخدم نيجيريا – أكبر اقتصاد في إفريقيا – باعتبارها نقطة انطلاق لتوسعها.
فتح البنك المركزي النيجيري في الآونة الأخيرة الأبواب لخدمات الصيرفة المتنقلة - وهو قطاع كانت شركة "سافاريكوم" الكينية الرائدة فيه في شرق إفريقيا من خلال خدمة "إم-بيزا" المهيمنة التابعة لها – وهو يدفع نحو مجتمع لا يستخدم النقود الورقية بشكل أكثر. ولا يزال نحو 95 في المائة من المعاملات المالية في نيجيريا يتم نقدا، ونحو 60 مليونا من البالغين ليست لديهم حسابات مصرفية، ما يمثل فرصة مغرية.
أوموبولا جونسون، وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السابق في نيجيريا وهو الآن شريك في صندوق "تي إل كوم" الاستثماري الذي يركز على إفريقيا، قال: "عندما يتعلق الأمر بالمدفوعات، السوق النيجيرية ربما تكون كبيرة بما يكفي (للحفاظ على الأعمال التجارية). البدء من هنا ومن ثم التوسع إلى أنحاء أخرى من القارة أسهل بكثير من العكس".
أصبحت لاجوس مركزا لقطاع التكنولوجيا المالية في القارة في الأعوام التي انقضت منذ تأسيس شركة "إنترسويتش" في عام 2002. أنشأت "إنترسويتش" معظم تطبيقات الهاتف المحمول للمصارف النيجيرية، ما أدى إلى إنشاء نظام يمكن من خلاله إدارة المدفوعات الرقمية بطريقة أكثر سلاسة.
أصبحت الشركة منذ ذلك الحين البنية التحتية المهيمنة التي يتم من خلالها إجراء عمليات السداد الرقمية في نيجيريا، كما أصدرت 19 مليونا من بطاقات السحب Verve الخاصة بها للدول الإفريقية. لكن المؤسس، ميتشل إليجبي، قال إن الشركة لديها هدف أوسع، رغم توسّع السوق المحلية في بلاده، مع زيادة عدد سكان نيجيريا من 160 مليون نسمة عندما تم تأسيس "إنترسويتش" إلى 200 مليون نسمة اليوم.
قال: "على الرغم من النمو الذي حققناه، يبدو الأمر وكأننا نلحق بمركبة مسرعة سيرا على الأقدام، لذا الفرصة في نيجيريا كبيرة وما زالت قائمة. أعتقد أن الفرص المتاحة في الدول الإفريقية الأخرى متشابهة، (و) تتيح لنا الشراكة مع (فيزا) تكرار الشيء نفسه في أسواق متعددة في الوقت نفسه".
أعلنت شركة "إنترسويتش" عن أرباح بلغت 15 مليون دولار بعد خصم الضرائب في عام 2016، و19.2 مليون دولار في عام 2017، و23.3 مليون دولار في عام 2018.
وقالت الشركة إنها قيمت استثمارات "فيزا" البالغة 200 مليون دولار بأكثر من مليار دولار، ما يجعلها أول "وحيدة قرن" حقيقية في إفريقيا، قبل طرح عام أولي طال انتظاره في بورصة لندن من المتوقع أن يكون في الأشهر المقبلة.
في آذار (مارس) الماضي استثمرت شركة "ماستركارد" 300 مليون دولار في شركة "نتورك إنترناشيونال" المنافسة ـ مقرها دبي ـ وهي أكبر شركة لمعالجة المدفوعات في الشرق الأوسط وإفريقيا، قبل الاكتتاب العام في بورصة لندن.
تعد "إنترسويتش" في طليعة مشهد المدفوعات الذي يضم أيضا متصفح الويب "أوبرا" المدعوم من الصين ومقره النرويج، الذي أطلق شركة "أوباي" في نيجيريا العام الماضي.
سائقو الدراجات النارية الذين يعملون في "أو رايد" التابعة لـ"أوبرا"، ويرتدون الخوذ الخضراء، يوجدون في كل مكان في شوارع لاجوس المزدحمة، ينقلون الأشخاص والأمتعة، كما انتقلت الشركة أيضا إلى خدمة توصيل الطعام مع تطبيق "أو فود"، وإلى التسويق للمشاريع التجارية الصغيرة مع تطبيق "أو ليدز". جميعها أدوات أساسية بالنسبة لشركة المدفوعات الخاصة بها، التي تخطط للتوسع في جميع أنحاء نيجيريا، وغانا، وجنوب إفريقيا، وكينيا باستخدام الأموال النقدية.
تمكنت "أو باي" من جذب استثمارات كبيرة ويرجع ذلك جزئيا إلى النمو الهائل للشركات التي تتخذ من لاجوس مقرا لها، مثل "باي ستاك" و"فلوتر ويف"، التي لديها شراكة خاصة مع شركة "فيزا" وأخرى مع شركة "علي بابا" الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية لتقديم خدمة المدفوعات الرقمية بين الصين وإفريقيا.
أيينولوا "إي" أبويجي، المؤسس المشارك لـ"فلوتر ويف" وأحد قادة المشهد التكنولوجي في لاجوس، أوضح أن الشركات العالمية تتعاون مع الشركات المحلية لأنها تحتاج إلى خبرة محلية للوصول إلى فئة الشباب سريعة النمو في نيجيريا.
قال: "عندما تفكر في أن نصف العاملين من السكان في العالم سيكونون في إفريقيا خلال الـ35 عاما المقبلة، عندها تبدأ في النظر إلى فرص السوق الإجمالية بشكل مختلف لأنه في النهاية نأمل أن جميع هؤلاء الأشخاص يمكنهم الحصول على وظائف، وكسب المال (...) وإنفاقه أيضا. وستكون أنت القناة الأخيرة لتدفق ذلك المال".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES