الطاقة- النفط

الهدنة التجارية تدعم استثمارات السوق النفطية والتفاؤل بشأن الطلب العالمي

الهدنة التجارية تدعم استثمارات السوق النفطية والتفاؤل بشأن الطلب العالمي

تواصلت حالة التقلبات في أسواق النفط خلال تداولات نهاية الأسبوع الماضي بسبب عدم اليقين، وإن كانت مستويات الثقة قد تحسنت مع توقيع اتفاق التجارة الأولي بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما أزاح بعضا من المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية، وتحسنت نسبيا توقعات النمو، إلا أن مزيج خام برنت القياسي انخفض بنحو 0.6 في المائة خلال الأسبوع الماضي، مسجلا ثاني هبوط أسبوعي، فيما تراجع الخام الأمريكي أيضا بنحو 1 في المائة، مسجلا هو الآخر ثاني هبوط أسبوعي.
ويعزز مستويات الثقة والجوانب المعنوية بالسوق استمرار التراجع في مستويات المخزونات الأمريكية مع مضي المنتجين في "أوبك" وخارجها قدما في تقليص المعروض العالمي من الخام عبر تخفيضات أعمق، التي تقدر بنحو 1.7 مليون برميل يوميا، والمطبقة على مدار الربع الأول من العام الجاري، مع إمكانية النظر في تمديدها خلال الاجتماع الجديد للمنتجين في آذار (مارس) المقبل.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "وورلد أويل" الدولي أن أسعار النفط تلقت دعما جيدا من الهدنة التجارية الأولية بين الولايات المتحدة والصين وحالة التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي، التي سادت الأسواق على مدار الأيام الماضية.
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة بنحو 1.4 في المائة في نيويورك، موضحا أنه بموجب التسوية الجديدة بين أكبر اقتصادين في العالم تعهدت الصين بزيادة مشترياتها من السلع الأمريكية، كما ساعدت الصفقة التاريخية على تأجيج ارتفاع قياسي في الأسهم الأمريكية.
ولفت إلى تأكيد محللين دوليين بأن الصفقة التجارية تعد داعمة بشكل واضح لوضع الاستثمارات في السوق النفطية في ضوء تعهد الصين بـ52.4 مليار دولار عبر مشتريات إضافية للطاقة الأمريكية خلال العامين الحالي والمقبل، رغم أنها لم تذكر ما إذا كانت سترفع تعريفة انتقامية 5 في المائة على الخام الأمريكي.
ونوه إلى حاجة الصين، التي بلغت وارداتها النفطية من الولايات المتحدة ذروتها عند 14.7 مليون برميل في كانون الثاني (يناير) 2018، إلى زيادة المشتريات إلى 21.9 مليون برميل شهريا هذا العام و36.2 مليون برميل في 2021 للوفاء بهذا التعهد.
في سياق آخر، أشارت وكالة "بلاتس الدولية" للمعلومات النفطية إلى تأكيد مسؤولين أمريكيين أن الاقتصاد الإيراني قد ينكمش بنسبة تصل إلى 14 في المائة هذا العام، حيث تخنق العقوبات الأمريكية صادرات إيران النفطية وتخفض عائداتها بمقدار 50 مليار دولار.
وأضاف تقرير حديث للوكالة أنه بسبب الخسارة المذهلة في عائدات النفط الإيرانية، يكاد يكون من المستحيل على النظام طرح ميزانية موثوق بها، مضيفا أن البلاد قد تواجه قريبا أزمة مصرفية وتضخما محتملا.
ولفت إلى أن العقوبات الأمريكية قلصت صادرات طهران من النفط بأكثر من مليوني برميل، كما خفضت عائدات النفط بأكثر من 80 في المائة.
وأشار إلى أن تقدير إيران لصادرات النفط في ميزانية العام المقبل أمر بعيد المنال، منوها إلى أن طهران تعتمد على النفط لتوفير 9 في المائة فقط من العائدات بانخفاض عن 29 في المائة خلال السنة المالية السابقة.
واستبعد التقرير حدوث تخفيف للعقوبات الأمريكية على طهران، حيث لن يكون لدى إيران طريق واضح للوصول إلى مليون برميل يوميا، مشيرا إلى انخفاض صادرات إيران من النفط الخام والمكثفات، التي بلغ متوسطها 1.7 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) 2019، إلى نحو 500 ألف برميل يوميا خلال النصف الثاني من العام الماضي- وفقا لتحليلات "بلاتس".
وتطرق التقرير إلى لجوء إيران إلى التخزين العائم لنفطها لمواجهة الفائض الذي حققته بسبب العقوبات، حيث تحتفظ ناقلات الخام الإيرانية بنحو 60 مليون برميل من النفط في البحر، وهو المستوى الأعلى منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
ولفت إلى انخفاض الإنتاج الإيراني إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث أنتجت إيران ما معدله 2.4 مليون برميل يوميا العام الماضي، بانخفاض من 3.57 مليون برميل يوميا في 2018، و3.79 مليون برميل يوميا في 2017.
وكانت أسعار النفط قد هبطت في ختام تعاملات الأسبوع الماضي بضغط من ارتفاع الدولار أمام أغلب العملات الرئيسة، عقب تلاشي أثر التوقيع في الصفقة التجارية الجزئية بين أكبر اقتصادين في العالم، الذي أثار التفاؤل بشأن انتعاش الطلب على الخام.
وأثارت تقارير بشأن نمو اقتصادي ضعيف في الصين- أكبر مستورد للخام- مخاوف بشأن طلب الوقود، وجابهت التفاؤل بشأن توقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وفي الربع الأخير من 2019، نما ثاني أكبر اقتصاد في العالم 6 في المائة على أساس سنوي بما يتماشى مع التوقعات، بينما بلغ النمو للعام بالكامل 6.1 في المائة، وهي أبطأ وتيرة في 29 عاما.‬
وقالت مارجريت يانج محللة السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس": "إن معدل الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الرابع من العام الماضي، الذي كان متوقعا قدم إشارة محدودة لتداولات أسعار النفط، وربما يقيد تنامي الضغوط الاقتصادية النزولية ارتفاع النفط في الأجل المتوسط إلى الطويل".
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 48 سنتا إلى 65.10 دولار للبرميل، لكنه سجل ثاني هبوط أسبوعي، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 26 سنتا إلى 58.78 دولار للبرميل، لكنه سجل أيضا انخفاضا للأسبوع الثاني.
وارتفع النفط الخميس الماضي بعد أن وقعت الصين والولايات المتحدة اتفاق "المرحلة 1" التجاري، وتلقت المعنويات الدعم أكثر بعد أن أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تعديلات على اتفاق التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وبموجب اتفاق "المرحلة 1" الذي يدعو لهدنة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، تلتزم الصين بشراء النفط والغاز الطبيعي المسال وغيرهما من منتجات الطاقة من الولايات المتحدة بقيمة إضافية قدرها 50 مليار دولار على مدى عامين.
وقال فيريندرا شوهان، محلل النفط لدى "إنرجي أسبكتس"، إن "الاتفاق التجاري يدعم بالتأكيد المعنويات.. كما أن المخزونات الأمريكية أظهرت انخفاضا يفوق المتوقع، وهذا قدم الدعم أيضا للأسعار"، في الوقت الذي ترى فيه مصادر تجارية ومحللون أن الصين قد تواجه صعوبات للوفاء بالهدف ومن المرجح أن تكون مكاسب النفط محدودة قبيل ظهور مزيد من التفاصيل بشأن كيفية تنفيذ الالتزامات.
وقلص ارتفاع الطلب الصيني في صورة بيانات استهلاك المصافي من الخام إثر بيانات النمو الاقتصادي الأقل إيجابية.
وأظهرت بيانات حكومية أنه في 2019، عالجت المصافي الصينية 651.98 مليون طن من النفط الخام، ما يعادل المستوى القياسي البالغ 13.04 مليون برميل يوميا، بما يمثل ارتفاعا 7.6 في المائة عن 2018، كما سجل استهلاك المصافي من الخام أيضا مستوى قياسيا شهريا في كانون الأول (ديسمبر).
وأضافت شركات الطاقة الأمريكية في الأسبوع الماضي حفارات نفطية للمرة الأولى في أربعة أسابيع رغم أن وتيرة النمو في إنتاج قياسي للخام الأمريكي من المتوقع أن تتباطأ.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي، الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن الشركات أضافت 14 حفارا نفطيا في الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 673 حفارا.
وفي الأسبوع نفسه قبل عام، كان هناك 852 حفارا قيد التشغيل، خلال 2019، وهبط عدد حفارات النفط النشطة في الولايات المتحدة، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، للعام الأول منذ 2016 مع قيام شركات مستقلة للاستكشاف والإنتاج بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة، بينما يسعى المساهمون إلى عوائد أفضل في بيئة من أسعار الطاقة المنخفضة.
وارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا ليصل إلى مستوى قياسي جديد خلال الأسبوع الماضي، مع اقتراب الصادرات من 3.5 مليون برميل يوميا.
وسجلت مخزونات الخام في الولايات المتحدة هبوطا أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام انخفضت بمقدار 2.5 مليون برميل إلى 428.5 مليون برميل، بينما كان محللون شملهم استطلاع قد توقعوا انخفاضا قدره 474 ألف برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما ارتفعت 342 ألف برميل الأسبوع الماضي.
وأضافت أن مخزونات البنزين زادت 6.7 مليون برميل إلى 258.3 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 3.4 مليون برميل.
وارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 8.2 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي لتصل إلى 147.2 مليون برميل مقابل توقعات بزيادة قدرها 1.2 مليون برميل، وهبط صافي واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بمقدار 595 ألف برميل يوميا.
ويتوقع "يو. بي. إس" أن يجري تداول برنت عند قاع نطاق بين 60 و65 دولارا للبرميل في النصف الأول من 2020، طالما لم تقع اضطرابات للإمدادات في الشرق الأوسط.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط