الطاقة- المعادن

«سيمنز» تشارك في إنشاء منجم للفحم مثير للجدل في أستراليا

«سيمنز» تشارك في إنشاء منجم للفحم مثير للجدل في أستراليا

قررت شركة سيمنز العملاقة للهندسة الألمانية المضي قدما في إنشاء نظام إشارات السكك الحديدية لمنجم أداني للفحم المثير للجدل في وسط كوينزلاند في أستراليا، على الرغم من الاحتجاجات في كل من أستراليا وألمانيا.
وبحسب "الألمانية"، قال جو كايسر الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز في تعليق عبر صفحته على موقع تويتر "إنه سيتم المضي قدما في المشروع".
وأكد كايسر أنه بعد مراجعة العملية، قررت شركة سيمنز الوفاء بالعقد الذي تم توقيعه في 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وأضاف "بشكل عملي لا توجد أي طريقة مسؤولة قانونيا واقتصاديا لفسخ العقد دون إهمال الالتزامات الائتمانية".
وقال "مع ذلك، نظرا إلى أهمية المخاوف البيئية المشروعة، فقد تمكنا من تأمين حقنا في الانسحاب من الاتفاق حال انتهاك عملائنا الالتزامات البيئية الصارمة للغاية". وأشار كايسر إلى أنه لأول مرة في تاريخ الشركة، ستقوم "سيمنز" بتشكيل لجنة للاستدامة مع أعضاء من خارج الشركة لمنح المخاوف البيئية أولوية واهتماما أكبر في المستقبل.
وذكرت شركة أداني في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أنه "بعد إجراء مناقصة تنافسية كبيرة، حصلت شركة سيمنز على عقد لتنفيذ أنظمة إشارات السكك الحديدية لشبكة "كارمايكل" للسكك الحديدية".
وتخطط "أداني" لمنجم كارمايكل للفحم في حوض جاليلي في وسط كوينزلاند منذ عام 2010. ومن المتوقع أن ينتج المنجم 2.3 مليار طن من الفحم على مدار 60 عاما.
وقالت "أداني"، "إن النظام الرقمي مصمم للحفاظ على تشغيل القطارات بأمان وكفاءة، كما ستساعد تقنيات "سيمنز" على تجنب الخروج عن القضبان"، مبينة أن المشروع سيوفر 50 وظيفة محلية في كوينزلاند.
وبحسب "الفرنسية"، ينص العقد الذي تبلغ قيمته 18 مليون يورو على أن تسلم المجموعة الألمانية إشارات المرور لسكك الحديد لمشروع كارمايكل في مقاطعة كوينزلاند بالقرب من الحاجز المرجاني الكبير.
وواجه بناء هذا المنجم الذي يثير جدلا حادا، مشكلات قضائية وتنظيمية وتعبئة لمنظمات لا تكف عن إدانة تأثيره في البيئة.
والتقى رئيس "سيمنز" الجمعة الماضي لويزا نويبوير ونيك هويبيك اللذين يمثلان حركة الدفاع عن البيئة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" -فرايديز فور فيوتشر- التي نظمت الجمعة تظاهرات في عشرات المدن الألمانية، احتجاجا على مشاركة المجموعة في هذا المشروع.
ووعد كايسر في كانون الأول (ديسمبر) بأن يأخذ الاحتجاجات "على محمل الجد".
وتسعى "سيمنز" التي تؤكد دعمها اتفاق باريس حول المناخ، إلى تحقيق الحياد في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030.
وكانت مجموعة "أداني" الهندية منفذة المشروع الذي يلقى دعم سكوت موريسون رئيس الوزراء الأسترالي، ذكرت العام الماضي أن المنجم سينتج كميات يمكن أن تصل إلى 27 مليون طن من الفحم سنويا.
ويؤكد دعاة حماية البيئة أن الفحم الذي يتم إنتاجه سيسهم في ارتفاع حرارة الجو العالمي ويلحق ضررا بالحاجز المرجاني الذي أدرج على لائحة التراث العالمي.
ورفضت مصارف عديدة مشاركة "كارمايكل" بسبب الرغبة المتزايدة في التخلي عن الطاقة الأحفورية، لكن مؤيدي المشروع يقولون "إن المنجم سيسمح بإحداث مئات الوظائف".
وانتقدت جماعة للحفاظ على البيئة في أستراليا أمس، قرار شركة سيمنز الألمانية بالعمل مع منجم أداني للفحم المثير للجدل لبناء نظام إشارات السكك الحديدية، قائلة "إن سمعة عملاق الهندسة الألمانية تتلاشى".
وقال كريستيان سلاتري، أحد كبار مسؤولي حملة "أستراليان كونسرفيشن فونديشن" -المؤسسة الأسترالية للحفاظ على البيئة- لـ"الألمانية"، "إعلان شركة سيمنز بأنها ستواصل العمل في منجم أداني للفحم بينما تستعر حرائق الغابات في أستراليا لا يمكن أن يوصف بشيء أقل من أنه عار".
وأضاف "لقد أظهرت الشركة حقيقتها بهذا القرار، لديها سياسة بشأن تغير المناخ، لكنها جوفاء وفارغة. للأسف، أظهرت "سيمنز" أنها ليست أفضل من شركات الوقود الأحفوري التي تعمل معها".
كما تعهدت جماعة الحفاظ على البيئة بمواصلة القتال من أجل "إيقاف أداني"، قائلة "إن هذا الإعلان لن يردعها".
ويقول سلاتري "إن أزمة حرائق الغابات الحالية في أستراليا، التي أتت بالفعل على أكثر من عشرة ملايين هكتار من الأراضي وقتلت ما لا يقل عن 27 شخصا وأكثر من مليار حيوان تعد بمنزلة نذير رهيب لمستقبل تغير المناخ إذا تم إنشاء مزيد من مناجم الفحم".
ووصفت لويزا نويباور ناشطة المناخ الألمانية قرار جو كايسر بالمضي قدما في إنشاء نظام إشارات السكك الحديدية في مشروع منجم أسترالي مثير للجدل في كوينزلاند بأنه "خطأ لا يغتفر".
وقالت نويباور، "جو كايسر يرتكب خطأ لا يغتفر".
وأضافت نويباور في إشارة إلى اجتماعها مع رئيس شركة سيمنز يوم الجمعة الماضي "طلبنا من كايسر أن يبذل كل ما هو ممكن لوقف منجم أداني، لكنه بدلا من ذلك، سيستفيد الآن من هذا المشروع الكارثي".
وكان كايسر عرض يوم الجمعة الماضي على نويباور منصبا إشرافيا في شركة سيمنز للطاقة، وهي شركة جديدة للطاقة التقليدية والمتجددة، لكنها رفضت العرض.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- المعادن