ثقافة وفنون

بين الرومانسية والأكشن .. «الفلوس» يزيد من حيرة تامر حسني

بين الرومانسية والأكشن .. «الفلوس» يزيد من حيرة تامر حسني

بين الرومانسية والأكشن .. «الفلوس» يزيد من حيرة تامر حسني

قليلا ما نقصد صالات السينما ونجد أفلاما عربية، فمعظم الأفلام التي تعرض تكون هوليوودية، وفي حالات نادرة نرى اللبناني والمصري، لذلك نجد أنفسنا متلهفين دائما لمشاهدة الأفلام العربية فور صدورها، وكيف إذا كان البطل نجما محبوبا كالفنان تامر حسني، الذي أصدر أخيرا فيلم "الفلوس".
عندما نغوص في أعماقنا، بعد معرفة فنان لديه جماهيرية واسعة، شارك في بطولة أحد الأفلام، تدغدغ أحاسيسنا أفلام كل من عبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وفريد الأطرش، فننتعش قليلا ونأمل عودة الزمن الجميل، لكن هذه الأحلام سرعان ما تبخرت فور البدء في مشاهدة فيلم "الفلوس"، الذي حاول فيه تامر حسني أن يجمع بين زمن العمالقة الكبار في الفن الطربي الأصيل، وبين أكشنية سيلفستر ستالون وفان ديزل وغيرهم كثر من نجوم الأكشن العالميين، لكن هل يمكن لهذا التقارب أن ينتج فيلما ناجحا؟
تدور قصة الفيلم حول نصاب يدعى سيف، يؤدي دوره الفنان تامر حسني، تقوم فتاة من طبقة ثرية تدعى حلا، تؤدي دورها الممثلة زينة، باستخدامه، حتى يستعيد أموالها من نصاب آخر يدعى سليم، يؤدي دوره خالد الصاوي، ذلك بعدما قام سيف بسرقتها ثم إعادة المسروقات، ليظهر حسن نيته.

سيناريو ضعيف
على الرغم من أن فكرة الفيلم مستهلكة سينمائيا إلا أن الشركة المنتجة حاولت الابتكار بهدف جذب الجمهور بطريقة أو بأخرى، لذلك تم التركيز على شخص تامر حسني بعيدا عن الحوارات البناءة والأفكار المبهرة، حتى إنها جاءت في بعض الأحيان لتستخف بعقول المشاهد، خاصة في طريقة السرقة، حيث إنه في الوقت الذي تعتمد فيه أغلب الهواتف الذكية على بصمات الأصابع والتعرف على الوجه لفتحها، يصادف سيف فتاتين ساذجتين ما زالتا تستعملان الأرقام السرية لإغلاق الهاتف، وكلتاهما أيضا تستعمل الأرقام نفسها لإغلاق خزائنها، فينجح في سرقتهما.
وفي المحصلة نجد حلا تريد سرقة سليم، وسليم يريد سرقتها أيضا، وسيف هو العامل المشترك بينهما، يقوم سيف بإقناع كل منهما بالتوقيع على الشيك الذي يحتوي على المبلغ المراد تحصيله ويذهب هو لصرف الشيك، مع وعد لكل منهما بأنه سيمنحه مبلغ الشيك بالكامل، هكذا هو الأمر بمنتهى السهولة، لا خطط ذكية لتزوير التوقيع، ولا حيل لسرقة البنك، الأمر كان يمكن أن ينتهي مبكرا، لكن محمد عبدالمعطي‫ كاتب السيناريو أدخل تفاصيل لزيادة مدة الفيلم.‬

هوية ضائعة
لم تكن هوية الفيلم واضحة، فما بين رومانسية تامر حسنى وأكشن الأحداث، وكوميدية بعض المشاهد، يضيع الفيلم ويصبح مزيجا ضعيفا نوعا ما، فعدم التركيز لا يشد المشاهد بل يجعله مشتتا، حتى إن مشاهد الأكشن لم ترتق إلى المستوى المطلوب، خاصة مشهد مطاردة السيارات الذي أقيم في شوارع لبنان وامتد إلى يوم كامل، في سابقة لم تحصل حتى في أقوى أفلام الأكشن، أما العمق في الفيلم فلقد حاول كاتب السيناريو التلميح لبعض الأبعاد الفلسفية مثل قضية القدر، ودور الإنسان في صنع قدره، لكنها جاءت هزيلة في طرحها.

أغنية جميلة ولكن…
لقد بدا واضحا أن تامر حسني لا يستطيع التخلي عن رومانسيته في أفلامه، فتكون هي نفحة الفيلم الأساسية مع قليل من الأفكار المختلفة، ففي فيلم "تصبح على خير" كان رومانسيا، لكنه اعتمد على فكرة طريفة، ثم ظهر في فيلم "البدلة" الذي كانت الكوميديا فيه تعلو على الرومانسية، وأخيرا جاء فيلم "الفلوس" الذي دخل من خلاله إلى عالم الجريمة، جميع هذا التنوع رافقته أغنية كان لا بد من عرضها فيما بعد، كأغنية منفصلة، لكن تقديمها جاء ضعيفا، فعلى عكس سير الأحداث ومن دون أي سابق إنذار تناسى الأبطال كراهيتهم لبعضهم بعضا، واجتمعوا في أحد الملاهي الليلية ليرقصوا على نغمات الأغنية التي ليست فقط لا تتسق مع القصة، بل كذلك مدسوسة في وقت غير ملائم.

محاولة إخراجية قاتمة
أما دور سعيد الماروق المخرج اللبناني فلقد ظهر واضحا، حيث حاول إيجاد لقطات إبداعية تغطي فشل السيناريو، لكن نجاح العمل بالكامل يتطلب القوة في عناصره كافة، لقد اهتم الماروق في عمله الثاني "الفلوس" بعد فيلم "365 يوم سعادة" الذي صدر عام 2011، بتصوير مشاهد الحركة حتى تصبح محاكية لأفلام "الأكشن" الأمريكية، لكنها في النهاية ظهرت مشاهد مقتطعة من سياقها، أو بلا سياق داخل أحداث الفيلم، كما لو أنها مدسوسة لإبهار المشاهد.
ولقد ظهرت هذه المحاولات في حركة الكاميرا الكثيرة في مشاهد عادية، مثل مشهد الأبطال يتحدثون والكاميرا تدور من حولهم طوال الوقت، أو المشاهد المتعددة التي تم تصوير المباني فيها من مسافة بعيدة ثم التقريب حتى نرى الأشخاص داخل المنازل، لكن كل هذه المحاولات لم تنهض بالعمل من كبوة الضعف.
مع الإشارة إلى أن إيرادات الفيلم بلغت 18 مليونا و300 ألف جنيه منذ انطلاق عرضه في السينمات المصرية، ووصلت إيراداته إلى 52 مليون جنيه في الوطن العربي، محققا إجمالى إيرادات 70 مليونا و300 ألف جنيه فى مصر والوطن العربي.

حقائق وخبايا
كان الفيلم يحمل في البداية اسم "حمزة"، ثم تم تغييره إلى "نصب تذكاري"، حتى تم الاستقرار على الاسم الأخير "كل سنة وأنت طيب"، ثم تم تغييره إلى "عملة صعبة" ثم "الفلوس".
حل الفنان محمد سلام محل الفنان محمد ثروت، الذي اعتذر بسبب انشغاله بمسرحية "3 أيام في الساحل" وحل الفنان اللبناني كميل سلامة محل الفنان عزت أبو عوف، الذي وافته المنية قبل مواصلة تصوير دوره في الفيلم.
الفيلم ثاني تجربة إخراجية لسعيد الماروق المخرج اللبناني، في السينما المصرية، بعد فيلم "365 يوم سعادة". وأول عمل سينمائي للفنانة جوهرة.
الفيلم هو التعاون الرابع بين تامــر حســـني وزينة بعد أفلام "كابتن هيما"، و"حالة حب"، و"سيد العاطفي".
تم تأجيل عرض الفيلم من قبل الشركة المنتجة من 2 أكتوبر 2019، إلى 21 يناير 2020، بعدما وجدت أن الموعد سيكون ظالما للعمل، في ظل انشغال الجمهور بالعام الدراسي الجديد، وجاء ذلك القرار في اللحظات الأخيرة خلال جلسة عمل قبل أيام قليلة من نهاية شهر سبتمبر الماضي، باتفاق جميع صناعه حيث استقروا على أن الموعد الجديد هو الأنسب للفيلم.
قامت شركة نيوسينشري المنتجة للفيلم بتغيير الملصق "البوستر" الخاص بالفيلم قبل إطلاقه بشهر واحد، بسبب سوء التصميم والتنفيذ، ومظهر الممثلة زينة الجريء على الملصق، وتم تصميم الملصق الثاني للفيلم بطريقة الرسم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون