ثقافة وفنون

«سكاي ووكر» .. طلقة ديزني الأخيرة في حرب النجوم

«سكاي ووكر» .. طلقة ديزني الأخيرة في حرب النجوم

«سكاي ووكر» .. طلقة ديزني الأخيرة في حرب النجوم

يقال إنه لكل بداية نهاية، ومن المعروف أن النهاية في الأفلام السينمائية هي التي تضع حدا للقصة، لكن بعض النهايات تشكل بداية، تماما كما حصل في فيلم "حرب النجوم" الأخير، الذي أنهى القصة الملحمية، لكنه كان البداية لقصة سيسطرها التاريخ وتحكي عنها الأجيال، قصة استمرت 42 عاما، واستطاعت من خلال أجزائها التسعة أن تأسر العقول والقلوب وتصبح علامة فارقة بين الشباب. إن "حرب النجوم" ليست مجرد فيلم بل هي أسطورة أصبحت لها شخصيات مشهورة تباع في المحال التجارية، وأكواب تحمل شعارها، وملابس صبغت بأبطالها، وصالات في ديزني لاند الباريسية بألعابها، هذا وحده كفيل بأن يهز الإعلان الدعائي لفيلم "حرب نجوم" جديد عشاق هذه السلسلة أو حتى الكارهين لها، فكيف كانت النهاية؟ وهل أرضت جمهورها؟‬

بعد 9 أجزاء ما الجديد؟‬
تدور أحداث سلسلة "حرب النجوم" في مجرة بعيدة حول صراع بين الخير متمثلا في فرسان "الجيداى"، والشر متمثلا في جنود الإمبراطورية من مقاتلي "السيث"، الذين ينتمون إلى الجانب المظلم، واكتسبت السلسلة شهرة واسعة حول العالم بفضل مشاهدة المبارزات بالسيوف الضوئية، كما أنها شهدت الانطلاقة الفنية في السبعينيات وقتها لنجوم هوليوود "هاريسون فورد" و"مارك هاميل" و"كارى فيشر".‬
ويشهد الفيلم ظهور أساطير جديدة، والمعركة الأخيرة في سبيل الحرية لمحاربي الجيداي الذين كتبت عليهم القوة والجرأة ومواجهة الخوف، حيث يخوضون رحلة بطولية إلى مجرة بعيدة جدا، وتتصاعد الأحداث الختامية المشوقة لملحمة "سكاي ووكر" التي انطلقت منها الأحداث منذ الجزء الأول من السلسلة.‬
في الجزء الجديد تستمر رحلة "ري" -تؤدي دورها الممثلة ديزي ريدلي- بين المجرات، حيث يحاول الناجون من قوات المقاومة أن يواجهوا "النظام اﻷول" للمرة اﻷخيرة، على أمل أن تكون هي المواجهة الحاسمة، مع محاولة الجميع للتصالح مع آلام الماضي.‬
يعد الفيلم الجزء التاسع في السلسلة التي ألهمت كثيرين وكانت من الملاحم السينمائية المفضلة لديهم، ويأتي كتكملة لثلاثية the Skywalker saga، التي سبقها فيلما "حرب النجوم: القوة تنهض" و"حرب النجوم: الجيداي الأخير".‬
يشهد هذا الجزء عودة الشرير السيناتور بالباتين إلى الحياة مرة أخرى بعد أن قتل على يد تلميذه دارث فيدر في الجزء السادس من السلسلة الذي انطلق عام 1983 تحت عنوانThe return of the Jedi الذي من المفترض أن يواجه راي بطلة الجزأين السابقين، وحركة المقاومة ضد الإمبراطورية الفاسدة، كما تركز الأحداث على رحلة اليتيمة راي على خطى الجيداي بتوجيه من آخر جداي وهو لوك سكاي وواكر. جنبا إلى جنب مع فين الجندي السابق؛ حيث تساعد راي المقاومة بقيادة الجنرال ليا ضد قوات المرتبة الأولى بقيادة المرشد الأعلى سنوك وتلميذه كايلو رن.‬
يشارك في بطولة هذا الفيلم كل من: كاري فيشر، مارك هاميل، آدم درايفر، ديزي ريدلي، جون بوييجا، أوسكار إيزاك، أنتوني دانيلز، نعومي أكي، دومنال جليسون، ريتشارد إ.جرانت، لوبيتا نيونجو، إلى جانب كل من الممثلين كيري راسل، جوناس سوتامو، كيلي ماري تران مع إيان مكديرمد، وبيلي دي ويليامز، وهو من إخراج ج.ج إبرامز، وإنتاج كاثلين كينيدي وإبرامز وميشل رجوان، وكمنتجين تنفيذيين كالوم جرين وتومي جورملي وجيسون مكجاتلين، عن قصة جاي جاي إبرامز وكريس تريو.‬

بين براثن النقاد‬
نال الفيلم الأخير من سلسلة "حرب النجوم" ملاحظات نقدية كثيرة، قد تكون الأكثر على الإطلاق مقارنة بما نالته بقية الأفلام في السلسلة منذ فيلم "ذا فانتوم مينيس"، في حين قالت ديزني "إن المشاهدين أعجبوا به"، وتابعت الشركة أن "استطلاعا أجراه موقع إخباري أظهر أن 86 في المائة من مشتري التذاكر عبروا عن إعجابهم بالفيلم".‬
وعلى موقع روتن توماتوز المعني بتجميع آراء النقاد، كانت 57 في المائة فحسب من آراء 157 ناقدا إيجابية عن الفيلم. وهذا ثاني أسوأ أداء لفيلم من الأفلام التسعة بعد فيلم "ذا فانتوم مينيس" الذي حقق 53 في المائة.‬
وقال من أشادوا بالفيلم "إنه نهاية مرضية للقصة المحبوبة"، بينما أشار المنتقدون إلى أن الفيلم الذي أخرجه جيه. جيه أبرامز اختار الابتعاد عن المجازفات ليرضي محبي السلسلة.‬
ووصف جاستن تشانج الناقد الفني في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الفيلم بأنه "فشل ملحمي"، فيما عد آخرون المخرج قد نجح في مهمة صعبة هي إخراج نهاية لائقة للقصة التي اجتذبت أجيالا من المعجبين الشغوفين.‬
وقال الناقد سورن أندرسن من صحيفة "سياتل تايمز"، "إن هذا فيلم ملحمي بكل تأكيد، حافل بالمشاهد المذهلة والمعارك في الفضاء الشاسع والمبارزات بسيوف الليزر والأداء المؤثر وعدد من المفاجآت الصادمة حقا".‬

النهاية تطلق البداية
لا شك أن النهاية للسلسلة ستؤسس لبدايات كثيرة، حيث عملت‫ إدارة "ديزني لاند" على افتتاح حديقة "جالاكسي إيدج" التي تقدم فرصة رائعة لعشاق ومحبي سلسلة أفلام "حرب النجوم"، حيث توفر لزائريها فرصة عيش مغامرة ثلاثية البعد من سلسلة "حرب النجوم" السينمائية الشهيرة.‬
وتقام "جالاكسي إيدج" على مساحة 14 فدانا، وتعرض كل ما يتعلق بسلسلة الأفلام الشهيرة، حيث تحول أحلام محبي الفيلم إلى حقيقة، من خلال عيش مغامرات كأنك أحد أبطال الفيلم، عبر محاكاة الأماكن الشهيرة في سلسلة الأفلام والتنقل بينها على رأس كوكب باتو، وعيش مغامرة المعركة بين المهربين والتجار للسيطرة على المستوطنة.
وتمتلئ "جالاكسي إيدج" بالعوامل التي ستجذب محبي الفيلم، على رأسها تحويل ضيوف الحديقة إلى طاقم من سفينة ميلينيوم فالكون، ما يسمح لهم بالتحكم فعليا في سفينة "حرب النجوم" الشهيرة، مع السير في ممرات فالكون الشهيرة وسط أصوات أجهزة الإنذار.
وتقدم الحديقة تجربة فعلية ومغامرة مثيرة للفيلم، حيث من الممكن أن تصبح أسيرا فيStar Destroyer وتحاول الهرب بطريقة جريئة، أو مقابلة Doc Ondar إحدى الشخصيات الشهيرة في الفيلم.
من جهة أخرى قامت دار "سوذبيز" للمزادات بطرح عدد من مقتنيات أفلام "حرب النجوم"، وصور قديمة إلى مجسمات لشخصيات سلسلة أفلام الخيال العلمي، في مزاد إلكتروني قبل أيام من بدء عرض الجزء التاسع من السلسلة.
ومن بين المقتنيات التي عرضت، خوذة يعود تاريخها إلى عام 1976، تراوح تقديرات سعرها بين 30 ألفا و60 ألف جنيه استرليني، أي ما يعادل 38490 إلى 76980 دولارا، وسفينة الفضاء "ملينيام فالكون"، ودمى شخصيات فيلم "ذا إمباير ستريكس باك"، ويقدر سعر المجموعة بما بين سبعة آلاف وعشرة آلاف جنيه استرليني.

مشاهد بين لندن والأردن
يذكر أنه بدأ تصوير مشاهد الفيلم في استوديوهات باينوود في لندن، كما تم تصوير جزء من مشاهده في الأردن، حيث تظهر المناظر الخلابة في وادي رم بشكل جميل، وكأنه مجرة مختلفة، حيث اختار أبرامز خصيصا المناظر الطبيعية في منطقتي الوادي والشاكرية كموقعين أخاذين وملحميين لتمثيل مجرة فضائية بعيدة، موظفا الظلال والرمال والتشكيلات الصخرية، لتكون بمنزلة ديكور للقصة.
حصد الفيلم نحو 40 مليون دولار خلال الليلة الأولى لعرضه، ليصير بهذا خامس أعلى الأعمال السينمائية دخلا في أول أيام عرضه على الإطلاق.
وجاءت إيرادات اليوم الأول في الولايات المتحدة وكندا أقل من الجزأين السابقين "ذا فورس أويكنز" الذي جمع 57 مليون دولار في أول ليلة في دور العرض عام 2015 و"ذا لاست جيداي" الذي سجل 45 مليونا في 2017.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون