جماليات التناص

يتبوأ مصطلح "التناص" مرتبة عليا في منظومة المعرفة النقدية المعاصرة، ويثير تداخلا كبيرا بين مفهومه ومفاهيم عدة أخرى، مثل "الأدب المقارن" والمثاقفة" و"دراسة المصادر" وغيرها. وتقتضي وجهات النظر والآراء المختلفة حوله، التأمل في مفهومه بوصفه حقلا لنظرية "التناصية" التي تحاول تنظيم مجموعة من التصورات والمفاهيم في إطار النظرية، والبحث في النص الأدبي على أساس أنه مدونة حدث كلامي ذي وظائف متعددة، فالنص لدى بعض السيميولوجيين يعد جهازا لغويا يعيد توزيع نظام اللغة بواسطة الربط بين الكلام التواصلي والإبلاغي، وبين أنماط عديدة من الملفوظات السابقة عليه، أو المتزامنة معه، بهذا البعد الإنتاجي والوظيفي يعين النص أمرين ضروريين هما: 1-علاقة النص باللغة تتحدد عبر قدرته على إعادة إنتاج اللغة بطريقة مخصوصة، بحيث يقبل النص التناول من خلال مقولات اللغة وفقا لمركبات الخطاب، وليس من خلال المقولات اللسانية الخالصة. 2-يوصف بأنه عملية معقدة من ترحال النصوص وتداخلها؛ ففي فضاء النص تتقاطع وتتنافر ملفوظات عديدة ومقتطفات من نصوص مختلفة.