تقارير و تحليلات

رغم الحرب التجارية وشكوك الاقتصاد .. أسواق المال العالمية في أفضل حال خلال 2019

رغم الحرب التجارية وشكوك الاقتصاد .. أسواق المال العالمية في أفضل حال خلال 2019

رغم الحرب التجارية وشكوك الاقتصاد .. أسواق المال العالمية في أفضل حال خلال 2019

أنهت أسواق المال العالمية عام 2019 في أفضل حال، إذ سجلت الأسواق الأمريكية مستويات تاريخية بمكاسب كبيرة لمؤشراتها حققت أفضل أداء سنوي في ستة أعوام، والحال ذاتها في الأسواق الأوروبية إذ تقترب السوق الألمانية من أعلى مستوى تاريخي بعدما حققت مكاسب 24 في المائة، وأيضا الأسواق الآسيوية بمكاسب 23 في المائة.
تأتي هذه المكاسب رغم الحرب التجارية التي استمرت نحو 17 شهرا قبل أن تدخل في منعطف إيجابي من خلال جولات عديدة من المفاوضات التي فسرها متداولون بالإيجابية، وكذلك تقلبات أسعار الفائدة والتوقعات المستقبلية حيالها.
واستهلت الأسواق بداية عام 2019 بأداء غير مثالي، لكن المفاوضات الأخيرة حيال الحرب التجارية الأمريكية الصينية أسهمت في إبقاء مستثمري الأسواق في مزاج مثالي للشراء، كما أن تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفائدة على الدولار الأمريكي ثلاث مرات ساعد أيضا على دعم الأسواق.
والعام الجاري، ستدخل الولايات المتحدة والصين في جولة جديدة من المفاوضات التجارية التي تعد أقل إثارة للجدل عن سابقتها رغم عدم اليقين بشأن التفاصيل النهائية لهذه المفاوضات، التي من المتوقع أن تكون الشهر الجاري بحسب مسؤولين أمريكيين، فيما لا يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة، وبحلول نهاية عام 2020 قد يرفعها.

الأسواق الأمريكية

حققت الأسواق الأمريكية مستويات قياسية بنهاية 2019، بعد تسجيلها ارتفاعات في مؤشراتها الرئيسة تجاوزت 22 في المائة، حيث حقق مؤشر "داو جونز" ثاني أفضل أداء في ستة أعوام في حين سجلت مؤشرات "ستاندرد آند بورز" و"ناسداك" أفضل أداء في ستة أعوام.
في البداية حقق مؤشر "داو جونز" مستوى قياسيا تاريخيا بنهاية عام 2019 بعد ارتفاعه بنحو 22 في المائة كثاني أفضل أداء في ستة أعوام بعدما حقق خلال عام 2017 مكاسب بلغت 25 في المائة، وأنهى المؤشر عند مستوى 28538 نقطة.
وخلال آخر عشرة أعوام استطاع مؤشر "داو جونز" إغلاق ثمانية أعوام باللون الأخضر في حين تراجع في عامين فقط هما 2018 و2015، حيث تراجع بنحو 5.6 في المائة و2.2 في المائة، وبذلك حقق المؤشر مكاسب خلال الأعوام العشرة الماضية بنحو 174 في المائة.
وبحسب البيانات المتوافرة فإن أفضل أداء سنوي لمؤشر "داو جونز" كان خلال عام 1928 حيث ارتفع المؤشر بنحو 49.5 في المائة، فيما كان أسواء أداء سنوي خلال عام 1931 حينما تراجع المؤشر بنحو 53 في المائة.
وحول أداء أكبر الشركات الأمريكية، حققت شركة أبل مكاسب بلغت 87.4 في المائة ليحقق السهم مستوى قياسيا بنهاية العام عند مستوى 293.6 دولار للسهم بدعم من أداء الربع الرابع، حيث واصل السهم ارتفاعه للشهر الرابع على التوالي، وتعد أكبر المكاسب من بين الشركات الكبرى في السوق الأمريكية.
وتلاه سهم شركة مايكروسوفت الذي ارتفع بنحو 57.6 في المائة، كما أنه حقق كذلك مستوى قياسيا تاريخيا بنهاية العام عند مستوى 157 دولارا، فيما واصل السهم ارتفاعه للشهر السابع على التوالي، فيما حقق السهم مكاسب خلال آخر عشرة أعوام بلغت نحو 414 في المائة، ويتجه نحو مسار صاعد منذ نهاية عام 2009.
وجاء ثالثا، سهم شركة فيسبوك الذي ارتفع بنحو 53 في المائة خلال عام 2019، حيث حقق السهم أعلى إغلاق سنوي، لكن لم يسجل السهم مستوى قياسيا جديدا، حيث حقق السهم خلال عام 2018 أعلى مستوى عند 218 دولارا لكنه تراجع عند إغلاق عام 2018.
وأتى رابعا سهم شركة "ألفابيت" الذي حقق مكاسب أقل من الشركات السابقة بنحو النصف، حيث ارتفع السهم بنهاية العام بنحو 28 في المائة، ورغم تسجيل السهم مستوى قياسيا تاريخيا إلا أن حركة السهم كانت في نطاق محدود منذ منتصف عام 2018، فيما كان أداء السهم خلال 2018 متراجعا بنحو 1 في المائة.
وخامسا أتى سهم شركة "أمازون" الذي حقق مكاسب للعام الخامس على التوالي، إذ بلغت مكاسب 2019 نحو 24.9 في المائة وهي أقل مكاسب سنوية منذ 2016، حيث حقق خلال عام 2018 مكاسب سوقية بلغت 28 في المائة ونحو 56 في المائة خلال 2017.
من جهة أخرى، حقق مؤشرا "ستاندرد آندر بورز" و"ناسداك" مكاسب خلال عام 2019 بنحو 28.6 في المائة و37.2 في المائة على التوالي، حيث حقق المؤشران مستوى قياسيا تاريخيا بنهاية العام محققا أفضل أداء سنوي في ستة أعوام، وحقق مؤشر "ستاندرد آند بورز" مكاسب بنحو 26.9 في المائة خلال عام 2013.

أداء مميز لمؤشر "أثينا العام"

حقق مؤشر "أثينا العام" أداء مميزا من بين الأسواق الأوروبية، إذ ارتفع بنحو 51 في المائة ليحقق أعلى مستوى في خمسة أعوام، بدعم من قطاعي البنوك والبناء، حيث استمر الانتعاش الاقتصادي في اليونان بعد خطة الإنقاذ في أغسطس 2018. كما أن استبدال حكومة "سيريزا" اليسارية في يوليو الماضي بإدارة أكثر ملاءمة للسوق دعم حركة الأسواق.
وقامت وكالتان دوليتان برفع التصنيف الائتماني السيادي لليونان خلال أكتوبر الماضي، ما قرب اليونان أكثر إلى الدرجة الاستثمارية بعد قرابة عقد من الأزمة الاقتصادية وبرامج الإنقاذ الدولية.
وخرجت أثينا من ثالث عملية إنقاذ على التوالي العام الماضي، بعد أن وصلت ديونها العامة إلى أكثر من 180 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، لتقع تحت إشراف صارم من قبل دائنيها.
ورفعت "ستاندرد آند بورز" تصنيفها للديون الخارجية لليونان إلى درجة "سالب بي بي" استنادا إلى توقعات محسنة للموازنة وتوقعات النمو القوية.
وتتوقع أثينا أن ينمو اقتصادها بنسبة 2.8 في المائة خلال عام 2020 مع احترام التعهدات المالية لدائني البلاد، وفقا لمسودة الموازنة التي صدرت مطلع أكتوبر الماضي.

فوتسي الأفضل منذ 2016

ارتفع مؤشر فوتسي 100 "البريطاني" بنحو 12.1 في المائة، وحقق أداء أقل مقارنة ببقية الأسواق الأوروبية الكبرى، ويأتي هذا الأداء وسط تخفيف السياسة البريطانية حيال مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وحققت السوق أفضل أداء منذ عام 2016.
ورغم هذا الأداء إلا أن مؤشر فوتسي تأثر بتداولات أغسطس حيث تراجع المؤشر بنحو 5 في المائة كأسوأ أداء شهري في نحو ثلاثة أعوام، وتأثرت الأسواق الأوروبية حينها بتباطؤ النمو الاقتصاد الألماني، وكذلك بتطورات مخاطر "بريكست"، إضافة إلى كون الاقتصاد البريطاني انكمش بنحو 0.2 في المائة للربع الثاني.
وحققت شركة جي دي سبورت أعلى المكاسب السوقية من بين الأسهم البريطانية، إذ ارتفعت بنحو 139 في المائة، فيما حققت شركة aveva للتكنولوجيا مكاسب تجاوزت 92 في المائة، كثاني أفضل الشركات البريطانية من حيث المكاسب السوقية.

"داكس" الثالث أوروبيا

حققت السوق الألمانية "داكس" ثالث أفضل أداء من بين الأسواق الأوروبية، حيث قفزت بنحو 24 في المائة، بعدما تراجعت العام الماضي 2018 بنحو 18.3 في المائة، وأغلق مؤشر سوق ألمانيا "داكس" قرب أعلى مستوى له على الإطلاق الذي تحقق خلال يناير من العام الماضي 2018 عند مستوى 13596 نقطة تقريبا.
ورغم هذه المكاسب إلا أن أداء شهر مايو الماضي كان الأسوأ خلال العام حيث تراجع بنحو 5 في المائة، فيما كان أداء شهر ديسمبر على تراجع طفيف بنحو 0.8 في المائة بعدما ارتفعت السوق لثلاثة أشهر متتالية.
فيما تصدر أسهم شركة "أديداس" المكاسب في السوق الألمانية حيث ارتفعت أسهمها بنحو 57 في المائة، فيما أنهت أكبر شركة شحن في ألمانيا Deutsche Post عام 2019 على مكاسب بلغت 42 في المائة.

"الفرنسية" الأفضل أداء

في المقابل، حققت السوق الفرنسية "كاك" أفضل أداء من بين أكبر الأسواق الأوروبية "البريطاني، الألماني" حيث أنهت عام 2019 على مكاسب بلغت 27.5 في المائة، وهذا الأداء هو الأفضل منذ نحو 20 عاما، حيث اقترب المؤشر من أعلى مستوى له منذ 2007.
فيما حققت بورصة إيطاليا مكاسب بلغت 28.2 في المائة لتسجل أعلى مستوى في عام، بعدما استمرت في الارتفاع للشهر الخامس على التوالي.

الأسواق الآسيوية

حققت الأسواق الآسيوية أداء إيجابيا خلال عام 2019، إلا أنها من حيث نسبة الارتفاع تعد الأقل من بين أهم الأسواق العالمية، فيما تصدر مؤشر شنغهاي الصيني المكاسب من بين أهم الأسواق الآسيوية حيث ارتفع بنحو 23.7 في المائة.
وكان أداء مؤشر شنغهاي الصيني حقق أفضل أداء سنوي منذ عام 2014، بدعم من جهود الحكومة في فتح أسواقها المالية وكذلك التدابير التي قام بها البنك المركزي لدعم الاقتصاد المتباطئ.
وارتفع مؤشر "سي أس إي 300" الذي يحتوي على أكبر الشركات في أسواق شنغهاي بنحو 36.1 في المائة لعام 2019.
وتصدرت أسهم شركة "ساني" وهي سادس أكبر شركة لصناعة المعدات الثقيلة المكاسب في السوق الصينية بعد ارتفاعها بنحو 111 في المائة تقريبا، فيما ارتفعت أسهم شركة "جي إتش إم للأدوية" بنحو 98.6 في المائة.

ثاني أفضل أداء لـ "نيكاي"

فيما يأتي مؤشر "نيكاي" الياباني ثاني أفضل أداء من بين أهم الأسواق الآسيوية، بعدما حقق مكاسب بلغت 17.8 في المائة، فيما كان أداء المؤشر خلال عام 2018 على تراجع بنحو 13 في المائة تقريبا.
وأنهى سهم شركة "سوفت بنك" عام 2019 على مكاسب بلغت 34 في المائة، في حين ارتفعت أسهم شركة "تويوتا موترز" بنحو 21.5 في المائة، في حين أنهت شركة "إن تي تي" وهي المشغل الرئيس للهواتف المحمولة في اليابان على مكاسب بلغت 23.2 في المائة.
وأنهت سوق المال الهندية "سينسيكس" على مكاسب بلغت 13.8 في المائة، لتنهي العام عند مستوى قياسي، حيث استمر المؤشر في الارتفاع للشهر الرابع على التوالي، وحققت أسهم شركة "أيرتيل" وهي شركة عالمية لخدمات الاتصالات مكاسب سوقية بلغت 48.5 في المائة، وحقق مؤشر "كوسبي" الكوري الجنوبي مكاسب بنحو 9.3 في المائة.
ارتفع مؤشر هونج كونج لعام 2019 بنحو 9.1 في المائة على الرغم من الاضطرابات السياسية وكذلك ضعف البيانات السياحية والإنفاق، حيث دعم أداء شهر ديسمبر الذي ارتفع بنحو 7 في المائة الأداء السنوي للسوق، وبعد عام من تأثير الاضطرابات المحلية والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أصبح المستثمرون في الأسواق المالية في هونج كونج أكثر تفاؤلا في عام 2020.

188.8 مليار دولار إدراجات العام

بلغت حصيلة أكبر خمسة اكتتابات في العالم خلال عام 2019 نحو 25.6 مليار دولار، حيث يأتي طرح "أرامكو السعودية" في المقدمة التي أستحوذت على 45.5 في المائة من إجمالي الطروحات الخمسة.
يأتي طرح أسهم جديدة لشركة "علي بابا" (طرح ثانوي) ثانيا بعدما جمعت نحو 12.9 مليار دولار خلال نوفمبر الماضي وهو أكبر طرح في هونج كونج خلال تسعة أعوام، ويأتي ثالثا طرح أسهم شركة "أوبر" التي جمعت نحو 8.1 مليار دولار.
بحسب بيانات "ديلوجيك" فإن حجم الإدراجات في أسواق المال لعام 2019 بلغ نحو 188.8 مليار دولار بعدد بلغ 1237 شركة على مستوى العالم، شكل نصيب السعودية التي أدرجت خمس شركات بقيمة طرح بلغت 26.6 مليار دولار نحو 14 في المائة من قيمة الطروحات في العالم.
وجمعت "أرامكو" من خلال أكبر طرح عالمي في التاريخ نحو 25.6 مليار دولار، بعدما طرحت 1.5 في المائة من الشركة بسعر 32 ريالا للسهم لتبلغ قيمة الشركة نحو 1.71 تريليون دولار كقيمة سوقية لـ"أرامكو"، وتداولت في السوق السعودية يوم 11 ديسمبر الماضي، مسجلة أعلى سعر لها عند مستوى 38.7 ريال.
*وحدة التقارير الاقتصادية
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات