الطاقة- النفط

متحدية عقوبات واشنطن .. موسكو: مشروع "نورد ستريم 2" ينتهي في غضون شهرين

متحدية عقوبات واشنطن .. موسكو: مشروع "نورد ستريم 2" ينتهي في غضون شهرين

أكد ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أن بلاده يمكنها الانتهاء من تشييد خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يصل إلى ألمانيا في غضون شهرين. بحسب "رويترز"، أفادت صحيفة "كوميرسانت" اليومية نقلا عن مصادر لم تسمها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح أن لدى بلاده "سفينة متخصصة في مد خطوط الأنابيب" يمكنها استكمال بناء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 عقب عقوبات فرضتها واشنطن. وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين تحدث عن السفينة أمام تجمع لكبار رجال الأعمال في روسيا، مضيفا أن "مدة تنفيذ المشروع ستطول لعدة أشهر بسبب العقوبات". وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عقوبات الأسبوع الماضي على خط الأنابيب نورد ستريم 2 الذي تهدف موسكو من خلاله إلى تجنب مرور غازها بأوكرانيا وزيادة إمدادات الغاز عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا وهي أكبر عميل للطاقة الروسية. وفي 2016، اشترت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم سفينة متخصصة في مد خطوط الأنابيب اسمها أكاديميك تشيرسكي لاستخدامها كملاذ أخير إذا أوقفت شركات أوروبية العمل في "نورد ستريم 2". وأوضح مصدر في "غازبروم" أن متوسط سرعة "تشيرسكي" في مد خطوط الأنابيب أبطأ من "بايونيرينج سبيريت" لكنه لم يقدم تقديرا محددا. وفقا لبيانات "رفينيتيف"، فإن "تشيرسكي" ترسو حاليا في ميناء ناخودكا الروسي على المحيط الهادي. وقبل إعلان واشنطن عن عقوبات على الشركات التي تشيد "نورد ستريم 2" ذكر مسؤولون روس أن خط الأنابيب سيعمل قبل منتصف عام 2020 أو قرب ذلك الموعد. وذكر ديمتري كوزاك نائب رئيس الوزراء الروسي أن الاتحاد الأوروبي له مصلحة في تأمين الطاقة الخاصة به بأسعار مقبولة، مشيرا إلى أن الغاز الروسي القادم عبر هذا الخط أرخص بنسبة 30 في المائة مقارنة بالغاز المسال المستورد من الولايات المتحدة. وأضاف كوزاك "واثقون من أنه بالتعاون مع الدول الأوروبية، ومع الاتحاد الأوروبي، سنحل هذه المشكلة وسنجد حلا وسطا". في المقابل، تحذر الولايات المتحدة من أن المشروع سيزيد من اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي بشكل زائد عن الحد، وبالتالي تسعى الولايات المتحدة إلى وقف المشروع وفرض عقوبات. وتبلغ تكلفة المشروع نحو عشرة مليارات يورو، وقد تم الانتهاء من أكثر من 90 في المائة منه وكان من المنتظر أن يكون جاهزا للتشغيل بحلول نهاية العام الحالي، لكن بسبب العقوبات تم وقف وضع الأنابيب في قاع بحر البلطيق وتبحث روسيا حاليا عن حلول بديلة. وأوقفت شركة "أوول سيس" السويسرية التي كانت سفنها تعمل في مد أنابيب الغاز بتكليف من الأطراف المشاركة في المشروع أعمال الإنشاء بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشركات المشاركة في المشروع الذي نفذ منه بالفعل نحو 2300 كيلو متر وأظهرت الصور المتوافرة على الإنترنت لأجهزة رادار سفن قريبة من المنطقة سفينة "سوليتير" التابعة لشركة "أوول سيس" السويسرية، على سبيل المثال، التي كانت تعمل في مد أنابيب المشروع، في طريقها إلى ميناء "روجين" في بحر البلطيق، دون أن يعرف إذا ما كانت الشركة ستستأنف أعمال الإنشاء يوما ما. وصرح كوزاك بأن بلاده تتوقع أن تواصل الولايات المتحدة فرض ضغوط على المشروع، كما تتوقع روسيا في المقام الأول حدوث تأخيرات لكنها تفترض أنه سيتم استكمال الخط بين روسيا وألمانيا، مؤكدا أن الخط يمثل "مشروعا اقتصاديا" في مصلحة أوروبا. من جانبه، أكد سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن روسيا سترد بتدابير مضادة ردا على العقوبات الأمريكية، وأوضح أن من الممكن فرض حظر دخول للأراضي الروسية على بعض الأمريكيين الذين يدفعون العقوبات الأمريكية ضد روسيا قدما. في الوقت نفسه، طمأن الدبلوماسي الروسي الشركات الأمريكية العاملة في بلاده بأنه لن يتم المساس بوضعها. ولفت كوزاك، إلى أن روسيا حريصة على الإبقاء على هذا المسار للإمدادات، وحول العقوبات الأمريكية ذات الصلة بمشروع "نورد ستريم 2"، توقع كوزاك أن تقوم الولايات المتحدة بتكثيف الضغوط على المشروع، لكنه رأى أن هذا ستكون له حدود، نظرا إلى موقف الدول الأوروبية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط