FINANCIAL TIMES

مخاوف أمنية صينية من سيارات ألمانية ذاتية القيادة

مخاوف أمنية صينية من سيارات ألمانية ذاتية القيادة

مرحبا بكم في بكين، العاصمة التي لم تشهد أي تباطؤ في هذا الوقت من العام. في الواقع، تعد فترة أعياد الميلاد غالبا، الوقت الذي تجري فيه الحكومة تغييرات لا تريد أن يسمع عنها بقية العالم، لذلك تابعونا: سنكون هنا لتغطية هذا النوع من التغييرات.
الموضوع الرئيس اليوم يدور حول ما إذا كان بإمكان تجارة التكنولوجيا إثارة مخاوف الأمن القومي في صناعة السيارات أيضا، وذلك في أعقاب تحذير السفير الصيني لدى ألمانيا بشأن "هواوي".
مراقبتنا للسياسات تنظر إلى آخر التطورات في شأن صفقة تجارة اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
هل يمكن القول إن السيارات الألمانية ليست آمنة؟
مباشرة بعد إعلان الهدنة التجارية لسد الفجوة مع الولايات المتحدة والمكسيك وكندا يوم الجمعة، حولت الحكومة الصينية انتباهها إلى ألمانيا.
في حدث استضافته صحيفة هاندلسبلات، قال وو كين السفير الصيني لدى ألمانيا، إنه "ستكون هناك عواقب" إذا استبعدت الدولة الأوروبية عملاق معدات "هواوي" الصينية للاتصالات الصينية من سوقها.
ما تلك العواقب؟ وو لم يحدد، لكنه أشار إلى هذه النقطة: استحوذ المصنعون الألمان على ربع عدد السيارات التي تم بيعها في الصين العام الماضي، بحجم 28 مليون سيارة. وأضاف: "هل يمكن أن نصرح بأن السيارات الألمانية ليست آمنة؟ لا، هذه ستكون سياسة حمائية واضحة".
يعج موقع التواصل الاجتماعي تويتر بمناقشات حول ما إذا كان هذا يعد تهديدا مبطنا، إلا أن تعليقات وو ليست بعيدة عن السياسة الحالية: أشارت الصين فعليا إلى أن منتجات التكنولوجيا الأجنبية غير آمنة للاستخدام في البنية التحتية الحرجة، بوصف ذلك جزءا من مساعي البلاد للحصول على لتكنولوجيا "الآمنة والقابلة للتحكم" المنصوص عليها في قانون الأمن الإلكتروني الذي صدر في 2017.
على الرغم من أنه لا يوجد أي جزء من التشريع ينص على الحظر الصريح للتقنيات الأجنبية، إلا أن شركات الأمن السيبراني التي تساعد العملاء على تطبيق السياسة، تتطرق إلى الأمر من منطلق استبدال التكنولوجيا المحلية بالتكنولوجيا الأجنبية (الباء تدخل على المتروك).
كما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» الأسبوع الماضي حصريا، طلبت بكين من المكاتب الحكومية والمؤسسات العامة إزالة أنظمة الكمبيوتر الأجنبية، بموجب خطة: "3-5-2".
هل من المعقول أن تعلن الصين أن السيارات الألمانية غير آمنة؟ من ناحية، الصين متجهة نحو فتح سوق سياراتها أمام الاستثمارات الأجنبية والمنافسة: في العام الماضي تعهدت الصين بالتخلص من وضع حد أقصى على الملكية الأجنبية لشركات تصنيع السيارات.
مع تحرك الصناعة نحو القيادة الذاتية، ستصبح السيارات منتجات متزايدة التعقيد تجمع بين البرمجيات والآلات. سيكون من الممكن السيطرة عليها عن بعد. ستكون السيارات الكهربائية أساسا متصلة بالإنترنت، وستنقل كميات هائلة من البيانات في كل بضع ثوان.
وبما أن الحكومة الصينية تجمع أساسا هذه البيانات بأعداد ضخمة، ستكره أن تجمع دول أخرى معلومات مواطنيها.
بمعنى آخر، لن يكون الأمر مستحيلا بالنسبة إلى الصين أن تقول إن السيارات تشكل تهديدات للأمن السيبراني، حتى لو لم تكن بالطريقة نفسها التي قالتها عن الهواتف الذكية أو معدات الاتصالات.
قال مدير تنفيذي سابق في "بايدو" التي تدير أكبر مشروع قيادة ذاتية في البلاد، إنه يمكن استخدامها كـ"أسلحة".
شركات السيارات ذاتية القيادة الأجنبية قالت إنها تواجه مزيدا من العوائق التنظيمية، فيما يتعلق باختبار سياراتها في الصين، بسبب مخاوف الحكومة بشأن الأمن القومي.
ويبقى أن أكبر شركات صناعة السيارات في ألمانيا: مثل "بي إم دبليو" و"فولكس واجن" التي تستخدم برمجيات القيادة الذاتية من شركة بايدو الصينية، قد تتخطى مثل تلك الحواجز التجارية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES