FINANCIAL TIMES

قيادة الدراجة - التاكسي من الخلف .. منافس قوي على طرقات لندن

قيادة الدراجة - التاكسي من الخلف .. منافس قوي على طرقات لندن

هذه ليست سيارة أجرة عادية. أنا متجه إلى مقر صحيفة «فاينانشيال تايمز»، على دراجة أجرة كهربائية من شركة بيدال مي Pedal Me. الشركة الناشئة التي تتخذ لندن مقرا لها، بدأت بالتنافس مع خدمة طلب التوصيل، وتزعم أنها أسرع وأنظف وأكثر متعة من سيارات الأجرة المنافسة لها، التي تعمل بالوقود.
"لن نستطيع المرور من بين هذه الأقماع المرورية"، هكذا نبهت الدراج بينما كانت سيارة الأجرة التي استقلها، تندفع مسرعة باتجاه طريق مغلق.
نستطيع المرور من خلال ممر ضيق. وسألت ما إذا كانت المناورة قانونية على الطريق: "إنه مغلق أمام حركة المرور"، حسبما يقول السائق.
أما بن نولز، المؤسس المشارك لشركة بيدال مي والرئيس التنفيذي، فيقول: "سنكون أرخص من شركات أوبر وأديسون لي وليفت، وأي من الشركات القائمة حاليا".
هناك مساحة تستوعب شخصين بالغين أو أربعة أطفال، في عربة التحميل بالدراجة.
الركاب يجلسون في المقدمة فيما يقود السائق الدراجة من الخلف. بعض عملاء "بيدال مي" يستخدمون الخدمة بصفتها بديلا أسرع، وأكثر مراعاة للبيئة من أجل الوصول إلى المدرسة.
"جميع السائقين لدينا يخضعون لفحص السجل الجنائي"، وفقا لما قال نولز مؤكدا أثناء تفنيده قضية نقل الأطفال إلى المدرسة بدراجة أجرة بدلا من السيارة.
"الرحلة التي تستغرق ساعة بالسيارة، تستغرق على دراجاتنا من 20 إلى 25 دقيقة. هذا يمنح الجميع وقتا إضافيا للنوم".
"بيدال مي" تقول إنها توفر أربعة أطنان من ثاني أكسيد الكربون شهريا، وتستكمل ثلاثة آلاف رحلة وتقطع مسافة 16598 كم، بزيادة قدرها 108 في المائة عن العام السابق.
مع أسطول يتكون من 42 دراجة و50 موظفا، فإن معظم أعمال "بيدال مي" في الوقت الحالي هي تسليم البضائع، مثل الطعام والزهور.
الطموح المستقبلي هو أن تكون خدمة نقل ركاب لتنافس خدمات من شاكلة أوبر وليفت.
نولز يقول إن : الحصة المحتملة لـ"بيدال مي" في سوق نقل الركاب في لندن، ربما تراوح قيمتها بين 250 مليون ومليار جنيه إسترليني، إلا أن الأمر سيتطلب أسطولا من نحو ستة آلاف دراجة، وقد يستغرق الأمر أعواما لتوسيع النطاق من أجل تلبية الطلب.
ويضيف أن: الركاب يريدون خدمة فورية، وفي حين أن سائق "بيدال مي"، مثل "أوبر"، يمكن طلبه عبر تطبيق هاتف ذكي، إلا أنه يمكن أن تستغرق فترة الإعداد وقتا أطول في لندن الكبرى، بسبب نقص الدراجات.
"نحن بارعون للغاية في كوننا نصل في الوقت المحدد، لكن من الصعب أن نتفاعل بشكل فوري عند الوصول إلى مستويات عالية من الاستخدام"، حسبما أضاف.
"في ذلك إحباط حقيقي بالنسبة إلي لأننا لا نملك الموارد التي نحتاج إليها".
نولز يقول إنه يرفض عادة أعمالا تصل قيمتها إلى ألف جنيه إسترليني بشكل يومي.
هذا هو السبب في أن الشركة تحاول الحصول على تمويل جماعي بقيمة مليون جنيه إسترليني، وتوظيف مدير مالي ورئيس عمليات. ستعمل كذلك على تحسين الكفاءة من خلال زيادة تطوير التكنولوجيا التي تنظم الوظائف وتخصص مواقع الرحلات.
الشركة لديها خطط للتوسع في لندن العام المقبل، ثم التوسع في 2021 بالعمل في مدن أخرى، مثل بريستول وإدنبره في بريطانيا، إضافة إلى إشبيلية وبروكسل.
على عكس نماذج اقتصاد الوظائف المرنة لـ"أوبر" أو "ديليفرو"، خدمة توصيل الطعام، فإن سائقي "بيدال مي" يعدون موظفين، لهم الخيار بين دوريات عمل أو العمل بمرونة مقابل أجور المعيشة الوطنية، إضافة إلى العمولة.
"نحن متعاونون. الجميع يحصل على أسهم في الشركة بعد العمل ستة أشهر بدوام كامل. بالنسبة إلينا تنفيذ نموذج المقاول بدا احتيالا. لطالما رغبنا في أن تكون لدينا علاقة وثيقة مع السائقين، لأننا نستثمر كثيرا من الوقت في تدريبهم"، حسبما يقول نولز.
سائقو الدراجات يبدأون في وظائف نقل بضائع. ثم يتعين عليهم الحصول على مؤهل الركاب لنقل الناس.
الاختبار "صعب للغاية" وذلك وفقا لـ"بيدال مي" -أولئك الذين يخضعون للاختبار يفشلون عادة في المرة الأولى- وقد حصل أخيرا على اعتماد مؤسسة سيتي آند جيلدز المرموق.
هناك مبرر عملي لهذا. "هناك انعدام ثقة واسع النطاق في مندوبي شركة بيدال وسائقي دراجاتها"، وفقا لما ذكره كريس ديكسون، المؤسس المشارك. إمكانات "بيدال مي" للنمو تكمن في تغيير هذا التصور.
هناك أيضا حقيقة أن المدن تريد الحد من حركة مرور السيارات. نولز يقول: "إنهم بحاجة إلى إدارة العدد لأسباب تتعلق بتلوث الهواء. هذا سيحدث ميزة متزايدة بالنسبة إلينا في الوقت المناسب".

«بيدال مي» تقود السباق
اختبرت صحة ادعاء "بيدال مي" القائل إن خدمتها لنقل الركاب أكثر متعة وأرخص وأسرع، من خلال مسابقة زميلتي بيثان ستاتون إلى مقر "فاينانشيال تايمز" الرئيس في مدينة لندن.
نقطة انطلاقنا هي منطقة تمثال الفيل والقلعة على بعد بضعة أميال. أنا أركب دراجة "بيدال مي" وبيثان تركب سيارة طلب خدمة.
طلبنا مركبة الأجرة معا. بعد ست دقائق من الانتظار، وصلت بيثان أولا. ما أدهشني، وصول سائق "بيدال مي" بعدها بثوان فقط. اندفعنا لاستقلال مركباتنا. "بيدال مي" نالت الصدارة بسرعة.
ركوب دراجة "بيدال مي" ممتع، نشاهد كل ما حولنا وننزلق فوق مطبات السرعة، لكنني تعرضت لعوامل الطقس، وكان ظهرا باردا ورطبا.
"بيدال مي" تقول إنها توفر عباءات شتوية أثناء الطقس السيئ، لكن بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى مقر الصحيفة متوجين بالنصر كنت متجمدا حتى العظم من المقعد الرطب.
استغرقت رحلتي 11 دقيقة فقط وكلفت تسعة جنيهات إسترلينية، لكنه لم يكن أبدا سباقا. بيثان تعين عليها أن تتخلى عن خدمة طلب التاكسي، بعد أن واجه سائقها طريقا مغلقا ثم تجول في دوائر لمدة عشر دقائق. حاولت طلب سيارة خدمة توصيل أخرى، لكن السائق نفسه عاد واتفق على رسم إلغاء الرحلة بقيمة سبعة جنيهات إسترلينية.
بيثان وصلت في النهاية بعد أكثر من ساعة، بعدما طلبت سيارة أجرة من تطبيق أديسون لي، حيث استغرقت 18 دقيقة وكلفت 11.50 جنيه إسترليني.
سائق "بيدال مي" وصل في غضون ست دقائق فقط لأننا كنا داخل منطقة ذات رسوم ازدحام.
بعيدا عن وسط لندن، من الممكن أن تستغرق دراجة "بيدال مي" ما يصل إلى ساعة، لكن نولز يضمن أن "بيدال مي" أسرع من أي خدمة لطلب التوصيل في وسط المدينة، وكان على صواب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES