FINANCIAL TIMES

«إيدي ستوبارت» .. حكاية تحذيرية لشركة نمت بسرعة كبيرة

«إيدي ستوبارت» .. حكاية تحذيرية لشركة نمت بسرعة كبيرة

تمكنت شركة إيدي ستوبارت وأسطولها المكون من نحو ثلاثة آلاف شاحنة خضراء وحمراء من تجنب انهيار مالي شبه قاتل هذا الشهر، لكن مع عرض إنقاذ يحمل ديونا أكثر كلفة على الشركة المتعثرة، وحسابات لا تزال مغلقة بعد ما يقارب ستة أشهر، تبقى مجموعة النقل بالشاحنات على أرض صلبة.
عادت "إيدي ستوبارت" إلى أيدي "ديباي" Dbay، مجموعة الأسهم الخاصة القائمة في جزيرة آيل أوف مان، بعدما استحوذت على حصة مسيطرة في عملياتها مقابل قرض بقيمة 55 مليون جنيه، بسعر فائدة مرتفع، ببساطة للنجاة خلال فترة عيد الميلاد المزدحمة.
عملية البيع تمثل أحدث تطور في رحلة استمرت 50 عاما أصبحت فيها شاحناتها المميزة ظاهرة ثابتة على الطرق السريعة في المملكة المتحدة في مرحلة ما أنتجت مسلسلات تلفزيونية خاصة بها، ومجموعة ألعاب، ونادي معجبين.
بعضهم ألقى اللوم على "ديباي" التي كانت تملك المجموعة حتى تعويمها عام 2017، عندما باعت معظم حصتها إلى جانب مجموعة ستوبارت، المختصة بالبنية التحتية والخدمات المساندة، مقابل 150 مليون جنيه.
قالت "تي في إف بي" TVFB، الشركة التي يسيطر عليها أندرو تينكلر، رئيس "إيدي ستوبارت" السابق الذي قدم عرضا منافسا، إن هناك كثيرا من الديون وانخفاضا في هوامش الأرباح التشغيلية أثناء ملكيتها. اتحاد النقابات العمالية، "يونايت"، اتهم "ديباي" بالانخراط في "رأسمالية العصابات".
يقول مقربون من شركة ديباي إن شركة إيدي ستوبارت كانت في حالة جيدة عندما نفذت عملية التعويم، مع أرباح قبل الفوائد والضرائب بلغت 48.5 مليون جنيه وصافي ديون 109.5 مليون جنيه عام 2017 ـ أول نتائج للعام بأكمله. لكن بعد عامين بدأت الشركة تشهد تراجعا سريعا، تضاعف صافي الديون تقريبا، وتتوقع الآن أرباحا تبلغ مليوني جنيه على الأكثر لعام 2019.
إذن، لماذا سقطت الشركة بسرعة؟ كانت "إيدي ستوبارت" قد دخلت هذا العام بثقة، تتحدث عن موقفها القوي بالنظر إلى الحاجة إلى نقل حاجيات التسوق عبر الإنترنت في المملكة المتحدة في الطرق السريعة. نمت توزيعات أرباح الأسهم لعام 2018 لتصل إلى مبلغ كبير مقداره 23.9 مليون جنيه، مرتفعة بشكل خاص بالنظر إلى أن هذا تجاوز أرباح ما قبل الضرائب البالغة 23.6 مليون جنيه التي حققتها في ذلك العام، على الرغم من انخفاض النقدية الحرة المعدلة من العمليات إلى 1.7 مليون جنيه فقط.
مزيد من عمليات الشطب جاء في أيلول (سبتمبر). كانت الشركة قد نمت بسرعة أكثر من اللازم، وقالت إن نمو الإيرادات جاء مع أنشطة وضعت "مطالب كبيرة" على رأس المال العامل، فاقمت انخفاض الأرباح وتحصيلا ضعيفا للنقدية. ارتفع صافي الديون في الوقت الذي أصبحت فيه الشركة أكثر اعتمادا على المصارف التي تتعامل معها.
قال شخص مطلع على عمليات الشركة: "لقد نمت الأعمال بسرعة كبيرة فوق الحد".
النقل بالشاحنات عمل يتطلب إدارة قوية للتدفق النقدي، غالبا ما تأتي المدفوعات بعد أشهر من الحاجة إلى تغطية أجور السائقين والوقود. التوسع السريع جدا كان يعني أنه تم إنفاق النقود بسرعة. قال شخص مقرب من الشركة إن بعض العقود التي تضمنت مسارات غير مربحة خارج شبكتها الأساسية أدى إلى تفاقم هذه المشكلة.
الأمر المهم أن الشركة واجهت متاعب من كيفية تفسير مجلس الإدارة، وشركات تدقيق حسابات مختلفة للدخل من عدد متزايد من الصفقات العقارية. منذ عام 2016، تم تحقيق نسبة كبيرة من الأرباح من الصفقات العقارية.
مثل هذا الدخل كان يمثل 33 مليون جنيه من الأرباح قبل الفوائد والضرائب عام 2018، أكثر من نصف الإجمالي الذي بلغ 55.3 مليون في ذلك العام. هذا الرقم تضاعف تقريبا من 17 مليون جنيه عام 2017 و13 مليون جنيه في الأعوام السابقة. سيتم مراجعة هذا إلى جانب الأرباح المتوقعة بمقدار 12 مليون جنيه في النصف الأول من عام 2019 في حساباتها، كما قالت، بدلا من حجزها على عقود تأجير متعددة الأعوام.
خلف الكواليس، العلاقة مع شركات تدقيق الحسابات التي تتعامل معها أصبحت مضطربة. استقالت شركة KPMG في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، عازية انهيار العلاقة مع الإدارة إلى صعوبات في الحصول على الأدلة أثناء تدقيق حسابات عام 2017.
شركة برايس ووترهاوس كوبرز، البديلة، بعد أن أنهت حسابات عام 2018 بأكمله، سرعان ما واجهت مشكلات مماثلة. قال أحد المساهمين إن السبب في فشل الخطط البديلة لزيادة رأس المال كان تعليق الأسهم وإلقاء اللوم على شركة برايس ووترهاوس كوبرز "للتردد" بشأن النتائج المؤقتة التي طال انتظارها.
لكن شخصا مطلعا على موقف شركة برايس ووترهاوس كوبرز قال إن "إيدي ستوبارت" لم تكن قد قدمت في ذلك الحين الوثائق المالية الرئيسة، ما تسبب في التأخير. "إيدي ستوبارت" رفضت التعليق.
وسط الفوضى المحاسبية في أيلول (سبتمبر)، قدمت "ديباي" تعبيرا مبدئيا عن الاهتمام. بحلول تشرين الثاني (نوفمبر)، مع تحذير الشركة من صافي ديون "غير قابل للاستدامة" مقدارها 200 مليون جنيه، عرضت "ديباي" حلها القائم على أسعار فائدة ثقيلة، ووعدت "بإعادة الشركة إلى قوتها السابقة".
مع تعليق المبيعات وكون الشركة في حاجة ماسة إلى النقدية، فقد وافقت على تزكية العرض. وافق المساهمون على موقف الإدارة، رغم عدم ارتياحهم لاحتمال أن يصبحوا ببساطة مجرد مسافرين أصحاب حصة أقلية في الشركة. مفاتيح "إيدي ستوبارت" عادت إلى أيدي "ديباي".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES