FINANCIAL TIMES

من فضل التكنولوجيا .. تغيير أساليب صون الحياة البرية

من فضل التكنولوجيا .. تغيير أساليب صون الحياة البرية

من فضل التكنولوجيا .. تغيير أساليب صون الحياة البرية

من فضل التكنولوجيا .. تغيير أساليب صون الحياة البرية

خلال موسم الجفاف في متنزه كينيا الوطني، تمشي مجموعة صغيرة من الصيادين على طول مجرى نهر جاف، بهدف قتل وحيد قرن أسود اللون، حيث قد يصل ثمنه إلى نحو 100 ألف دولار في السوق السوداء الآسيوية.
يختفي الرجال تحت الأشجار المتشابكة الموجودة على ضفاف النهر، إلا أن نظام إنذار الصيد الذي وضعته جمعية علم الحيوان في لندن، يتابعهم بالمرصاد.
بنادقهم وسكاكينهم تستثير جهاز الاستشعار المخفي لهذا النظام المصمم للكشف الفوري، حيث يعمل بدوره على تنشيط كاميرا مخبأة في حرش.
تنتقل الصورة بواسطة موجات الراديو إلى محطة رئيسة، ومن ثم عبر قمر اتصالات إلى مقر الحديقة، لتنبيه السلطات في الوقت المناسب لإرسال دوريات للقبض على العصابة.
سيتم اتباع سيناريوهات مماثلة قريبا في المحميات والحدائق الموجودة في أنحاء العالم، في الوقت الذي تعتمد فيه هيئات المحافظة نهجا من التكنولوجيا العالية في المعركة التي تخوضها لحماية الحيوانات.
لم تتمكن بعض تلك الهيئات من أن تتلمس بسرعة إمكانات أدوات المراقبة الجديدة، لكن بمساعدة شركات مثل جوجل، تتبنى الآن تلك الأجهزة كوسيلة للتصدي لمسألة الصيد الجائر.
يقدر الصندوق العالمي للطبيعة أن قيمة التجارة غير المشروعة في الحياة البرية تبلغ نحو 20 مليار دولار سنويا، وقد أسهمت في حصول تراجع كارثي في بعض الأنواع الحية.
وفقا لـ"مؤشر الكوكب الحي" المتابع من قبل الصندوق العالمي للطبيعة وجمعية علم الحيوان في لندن، في الفترة بين 2019 و2020، يعيش الآن عدد أقل بنسبة 60 في المائة من الحيوانات الفقارية (الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك) في البرية، عما كانت عليه قبل 50 عاما، حيث أشد انخفاض في المناطق المدارية.
على الرغم من أن الانخفاض الضخم في أعداد بعض الأنواع المعروفة مثل النمور والفيلة ووحيد القرن الأسود قد توقفت، أو حتى انعكس مسارها بسبب جهود المحافظة المكثفة، إلا أن الصيادين ما زالوا يمارسون عمليات القتل في الوقت الذي تتراجع فيه بسرعة أعداد حيوانات أخرى، بما فيها حيوانات أم قرفة الحرشفية وعديد من القرود.
هناك عديد من الدوافع وراء فقدان التنوع البيولوجي، بدءا من الصيد المفرط للأسماك والتغير المناخي وصولا إلى التحضر والتلوث المحلي.
بالنسبة إلى عض الأنواع الحية، فإن القتل والصيد غير القانوني هو العامل الأكبر في حصول هذا الانخفاض، بحسب ما يقول أندرو تيري، رئيس وحدة المحافظة في جمعية علم الحيوان في لندن.
يقول تيري: "نركز بشكل خاص على التصدي لمسألة تجارة الحياة البرية الدولية، لكن هذا جزء لا يتجزأ من جهود المحافظة الأوسع نطاقا لدينا".
استخدم علماء الحيوان مصائد بالكاميرات لتصوير الحيوانات النافقة على مدى عقود، إلا أنه حتى إلى وقت قريب لم يكن لهذه المصائد اتصال لاسلكي، لذلك كان يتعين على المشغلين الذهاب فعليا إلى كل موقع لاستخراج الفيلم، ومن ثم بطاقة الذاكرة الإلكترونية، التي غالبا ما كانت مليئة بصور عديمة الفائدة، تظهر فيها أغصان متحركة أو غيرها من موجودات الحياة البرية التي أثارت الفخ.
يقول إيريك دينرشتاين، مدير وحدة الحياة البرية والتنوع الحيوي في "ريزلف" جمعية خيرية للمحافظة على الحياة البرية مقرها واشنطن العاصمة: "الأمر الغريب هو أن دعاة الحفاظ على البيئة لم يقرروا بسرعة الاعتماد على التكنولوجيا. قررنا ذلك قبل ستة أعوام فحسب، لأننا رأينا في ذلك فرصة سانحة لإحداث فرق من خلال استخدام مصيدة كاميرا تتسم بالذكاء وميزة الاتصال".
بدأت هيئات أخرى للحفاظ على الحياة البرية بما فيها جمعية علم الحيوان في لندن، تطوير تكنولوجيا التعقب والاكتشاف في الوقت نفسه، من خلال العمل مع شركات تكنولوجيا تعد حماية الحياة البرية فرصة لاستعراض خبرتها.
أنظمة التعقب الفوري المستخدم من قبل جمعية علم الحيوان في لندن، ونظام تريل جارد المستخدم لدى "ريزلف"، وصلت إلى المراحل النهائية من الاختبار وستكون جاهزة قريبا للاستخدام الفعلي.
يقول سام سيكومب، مدير مشروع التعقب الفوري: "عموما، لا تمتلك منظمات الحفاظ على الحياة البرية الموارد اللازمة لتوظيف وتعيين مطوري ومهندسي برمجيات برواتب مكلفة، لذلك نعتمد على التعاون مع قطاع التكنولوجيا".
يضم شركاء جمعية علم الحيوان في لندن كلا من شركتي جوجل وإيريديوم، في الوقت الذي تعمل فيه "ريزلف" مع شركات إنتل ومايكروسوفت وإنمارسات.
نظام أوتو إم إل المستخدم من قبل شركة جوجل، الذي يمكن الأشخاص ذوي الخبرة المحدودة من تطوير ذكاء اصطناعي لأغراض محددة مثل التعرف على الصور، يجري استخدامه في نظام التعقب الفوري، ما يجعل من الممكن التعرف على أشخاص أو حيوانات بشكل فوري، من خلال الصور الملتقطة من قبل مصيدة الكاميرا.
يقول سيكومب: "الشركة الناجحة تعتمد على قدرتها على جمع وتحليل وتفسير البيانات بسرعة، من أجل اتخاذ أفضل القرارات التجارية. وهذا ينطبق أيضا على فكرة استخدام دعاة حماية الحياة البرية بيانات مصائد الكاميرات. من خلال زيادة سرعة تحليل الصور، يمكن تحقيق الأثر بشكل أسرع وأكثر فاعلية".
تعاني حدائق الحياة البرية النائية نقصا أو افتقارا في تغطية شبكات الهواتف المحمولة، لذلك يستخدم نظام التعقب الفوري مرسلات الراديو لنقل صور إلى قاعدة أساسية مخبأة، ومن ثم يتم إرسالها من خلال قمر اصطناعي إلى المقر الرئيس.
جمعية علم الحيوان في لندن اختبرت النسخة الأولى من هذا النظام عن طريق رصد البطاريق القطبية، والدببة الكندية، والببغاوات الليلية الأسترالية والفيلة الكينية ووحيد القرن، إلا أنها واجهت مشكلات في عملية الإرسال، خاصة في المناطق التي توجد فيها أوراق شجر كثيفة.
عمل الفريق على تطوير نسخة ثانية أقوى وأكثر كفاءة، نظام التعقب الفوري 2.0 الذي خضع لاختبارات أولية ناجحة في إفريقيا، وسيخضع لتجارب أكثر شمولا في العام الجديد في مجمع الغابات الغربي في تايلاند، وفي أماكن أخرى قبل بدء التشغيل الفعلي.
كما كانت نوعية الكاميرات قضية مهمة أيضا. حيث لم يكن هناك في السوق أي نوع يلبي المواصفات التي حددتها الجمعية، ولذلك طورت نوع كاميرا لجهاز التعقب بقدرة 5 ميجا بكسل، ذات نطاق واسع من الأطوال البؤرية، يتم تشغيلها إما من خلال جهاز استشعار داخلي للأشعة تحت الحمراء يتعقب حرارة وحركة الحيوان، أو من خلال جهاز تعقب معدني خارجي لكشف الصيادين.
يقول سيكومب: "يبدو من المفارقة أن معظم كاميرات الصيد التي يجري استخدامها من قبل دعاة حماية الحياة البرية، تم تصميمها لسوق صيد الغزلان".
على الرغم من أن الكاميرا لديها رقاقة حاسوب قوية تستطيع تشغيل نظام معالجة آلي للصور الملتقطة، لتقرر ما إذا كانت تستحق النقل والإرسال، إلا أن هذه الميزة لن تستخدم في البداية، حتى لا يزيد العبء على النظام. بدلا من ذلك، ستحصل عملية معالجة الصور في السحابة بعد أن يتم إرسال الصور.
هنالك تطور آخر سيحصل في المستقبل القريب، وهو دمج أجهزة استشعار صوتية، يتم تشغيلها من خلال أصوات مثل صوت إطلاق نار أو صوت منشار أو محرك أو صوت حيوان.
جمعية علم الحيوان في لندن تطور خوارزمية تعلم الآلة لتعقب الطلقات بالتعاون مع شركة جوجل.
نظام تريل جارد المستخدم من قبل "ريزلف"، الذي يضم رقائق معالجة الرؤية المقدمة من شركة إنتل والموضوعة في الكاميرات، يعمل منذ الآن على تنفيذ عمليات تحليل صور الذكاء الاصطناعي محليا، حيث يتم فقط إرسال صور المتسللين من الناس، ما يؤدي إلى إطالة عمر البطارية وخفض تكاليف الإرسال. النسخة الأولى من نظام تريل جارد، الذي عمل في محمية جروميتي في تنزانيا العام الماضي، تعقبت أكثر من 50 متسللا، وبالتالي تمكن الحراس من إجراء 30 عملية اعتقال من 20 عصابة مختلفة من الصيادين، والاستيلاء على ألف كيلوجرام من لحوم الطرائد غير القانونية.
يقول دينرشتاين: تصنع "ريزلف" ألف وحدة محدثة لنظام تريل جارد، 300 منها في كاليفورنيا و700 في الصين، ليتم تركيبها في حدائق في إفريقيا وأماكن أخرى.
تقترح هذه المؤسسة الأمريكية حماية 100 حديقة ومحمية للحياة البرية على مدى العامين المقبلين، من خلال استخدام نظام تريل جارد في الطرق العشرة الأكثر استخداما من قبل جماعات الصيد في كل مكان. بمجرد أن يتم تركيب أجهزة المودم عبر الأقمار الصناعية، يمكن زيادة عدد الكاميرات لتصل إلى 100 كاميرا في كل حديقة.
قد تصل كلفة التركيب لكل حديقة إلى 17 ألف دولار خلال العام الأول، وأكثر من ذلك قليلا خلال العام الثاني، حيث تبلغ نفقات التشغيل المستقبلية لنقل البيانات نحو مائتي دولار في العام الواحد، أقل بكثير من تدابير الحماية البديلة مثل الطائرات دون طيار لتحديد مواقع الصيادين أو استخدام دوريات حراسة إضافية.
يحذر أنتوني دانسر، الذي يدير برنامج التكنولوجيا في جمعية علم الحيوان في لندن، من أن التكنولوجيا الجديدة بحد ذاتها لا يمكنها إيقاف عمليات القتل غير المشروع. ويقول: "تعاني معظم المواقع المحمية في كل أنحاء العالم نقصا حادا في التمويل. حتى إن تم توفير التكنولوجيا، لن يكون لدى كثير من المواقع موارد كافية لإدارة هذه التكنولوجيا أو دوريات حراسة كافية لتوفير نطاق كبير من الحماية".
إلى جانب الصيد من أجل الحصول على اللحم والقرون والأسنان والحراشف وغيرها من المنتجات القيمة، يصطاد الناس الحيوانات أيضا لمنعها من مهاجمة المحاصيل أو المواشي.
تعتزم "ريزلف" التصدي لمشكلة الحماية المتزايدة من خلال تعديل الأجهزة المستخدمة في مشروع تريل جارد، لتتمكن من تمييز الحيوانات عن الناس، لمشروع يدعى فيليج جارد.
مصائد الكاميرات، المثبتة على طول المسارات المستخدمة من قبل حيوانات كبيرة تأكل أو تدوس المحاصيل أو تهاجم الماشية، ستعمل بشكل تلقائي على تعقب المتسللين.
الأهداف الخمسة الأولى هي الفيلة والأسود في إفريقيا، والفهود والذئاب في نيبال، والدب الأشيب في الولايات المتحدة.
ومن ثم ستعمل مكبرات الصوت المرفقة على إخافة الحيوانات غير المرغوب فيها، من خلال إطلاق أصوات إنذار مثل صوت صراخ الإنسان.
إضافة إلى تعقب العوامل التي تهدد الحياة البرية بدءا من الصيادين ووصولا إلى القرويين الغاضبين، تعمل هيئات الحفاظ على الحياة البرية على استقطاب تكنولوجيا المعلومات لتعقب الحيوانات المراوغة، فهي تحلل الحجم المتزايد بسرعة للصور التي تلتقطها مصائد الكاميرات والمثبتة في كل أنحاء العالم.
تستخدم جمعية علم الحيوان في لندن كلا من تعلم الآلة ومتطوعين بشر لإنجاز هذه المهمة.
هناك عدة مشاريع قيد التنفيذ لتحديد هوية الحيوانات من خلال الذكاء الاصطناعي.
يقع أكبر برنامج تشاركي، يسمى رؤى الحياة البرية، في "جوجل كلاود" ويجمع بين خبرة الشركة في مجال تعلم الآلة، ومجموعة من جماعات الحفاظ على الحياة البرية بما فيها جمعية علم الحيوان في لندن. وقد تم تدريبها للتعرف على 614 نوعا مختلفا بالتقاط 8.7 مليون صورة تقدمها منظمات أعضاء، وتتوقع توسيع نطاق المشروع بسرعة، بينما يقدم دعاة الحفاظ على الحياة البرية مزيدا من البيانات. يراوح نطاق الدقة الأولية بين 80 و98 في المائة، حسب نوعية الصورة وتميز الأنواع.
يقول دانسر: "(رؤى الحياة البرية) هي نظام موارد مفتوح وضخم سيمكن الناس في كل أنحاء العالم، من إدارة بيانات التنوع البيولوجي وتحليلها".
في الوقت الذي يصبح فيه الذكاء الاصطناعي أداة أقوى من أي وقت مضى، سيكون للإنسان دائما دور أساس في تحديد هوية الحياة البرية بما في ذلك الهواة، إضافة إلى الخبراء في علم الحيوان.
نظام (التعقب الفوري) المستخدم من قبل جمعية علم الحيوان تطبيق علوم مجاني للمواطنين يستطيع أي شخص لديه هاتف ذكي استخدامه لتمييز الحيوانات الظاهرة في الصور الملتقطة، وقد تم تنزيله 130 ألف مرة. وتحليل المصادر الجماعية لهذا النوع مفيد لتعليم الناس وإشراكهم في العمل، إضافة إلى تقديم المساعدة مباشرة في مجال تحديد أنواع الحيوانات.
تقول كيتموزيس مديرة المشروع في جمعية علم الحيوان: "لست بحاجة إلى أن تكون خبيرا. ما عليك سوى تقديم أفضل تخمين لديك. والنتيجة تصل إلى المسؤول عن المشروع فقط عندما يقدم عشرة أشخاص التشخيص نفسه".
كما تساعد التكنولوجيا أيضا الأشخاص المعنيين الذين يخوضون معركة حماية الحياة البرية: حراس الدوريات الذين تراوح أعدادهم بين 300 و400 ألف شخص، ممن يعملون في الحدائق والمحميات المنتشرة في العالم، وفقا للاتحاد الدولي للحراس. هنالك نظام يدعى Smart (وهي الأحرف الأولى من عبارة تعني "الرصد المكاني وأداة الإبلاغ")، تم تطويره من قبل جمعية علم الحيوان في لندن وغيرها من هيئات الحفاظ على الحياة البرية، يمكن الحراس من جمع وفرز بيانات عبر أجهزتهم المحمولة تتعلق بمواقع الحيوانات والإنسان، بمن فيهم المتسللون غير القانونيين، من أجل نشر عدد أقل من الموظفين بأكبر قدر من الكفاءة.
يجري منذ الآن استخدام نظام سمارت في 900 منطقة محمية في كل أنحاء العالم. وسيتم دمج برمجية الذكاء الاصطناعي التي طورها ميليند تامبي أستاذ علوم الحاسوب في جامعة هارفارد في هذا النظام العام المقبل. يتنبأ هذا النظام بسلوك الصيادين، حيث يمكن توجيه الدوريات إلى الأماكن المحتملة التي يجري فيها النشاط غير القانوني.
مع تعرض أعداد الحيوانات لضغوط هائلة، يصبح أمام التكنولوجيا إمكانات هائلة، لتمكين مجموعات الحفاظ على الحياة البرية من استغلال مواردها بشكل أكثر كفاءة في معركتها ضد الصيد الجائر وتجارة الحياة البرية غير القانونية الأوسع نطاقا.
يقول دانسر من جمعية علم الحيوان: "نحن بحاجة ماسة إلى الابتكار، وإيجاد شراكات جديدة مع الصناعة، والحكومات والأوساط الأكاديمية، لتطوير حلول جديدة. وفي هذا الصدد يكون أمام التكنولوجيا والشراكات التكنولوجية مجال لأن تصبح تحويلية من خلال تمكيننا من استهداف مواردنا بمزيد من الكفاءة والفاعلية، وقياس مدى الأثر الحاصل".

تعقب التجارة .. النهج المشروع يساعد على الحد من الاتجار

الهدف الأساس لدعاة الحفاظ على الحياة البرية هو وقف قتل الحيوانات من قبل الصيادين، لكن عندما يخفقون تستطيع العلوم الجنائية المساعدة على القبض على المجرمين المتورطين في تجارة الحياة البرية غير المشروعة.
يعزز الباحثون فكرة استخدام تكنولوجيا البصمات لتحسين فرص الحصول على آثار واضحة لمن استولوا على أجزاء من الحيوانات.
من خلال العمل مع زملاء في جامعة بورتسماوث، يستخدم علماء جمعية علم الحيوان "رافعات هلامية" -أوراق صغيرة مغلفة بجيلاتين لزج- لإزالة آثار البصمات عن حراشف أم قرفة وغيرها من المواد غير المهمة مثل جلود الثعابين. ومن ثم يجري قراءة تلك الآثار من خلال آلات تصوير خاصة.
ثمة تعاون آخر، شمل كلا من شرطة مدينة لندن وكينجز كوليج في لندن، طور مسحوقا مغناطيسي جديد يمكن المحققين من استعادة آثار بصمات الإنسان على أنياب الفيلة، بتحديد أفضل بكثير من الأساليب التقليدية. يستطيع هذا المسحوق استعادة البصمات بعد مضي أربعة أسابيع، ما يوفر وقتا أكبر لجمع الأدلة حول المجرمين الذين تعاملوا مع العاج، الذي تم العثور عليه من قبل الشرطة أو موظفي الجمارك.
كما يستخدم دعاة الحفاظ على الحياة البرية أيضا تحليل جينات جديد بطريقتين للتحقيق في جريمة الحياة البرية. أولا: إن ترك الصيادون آثارا صغيرة جدا من أحماضهم النووية على العاج، أو القرن أو أي مادة أخرى، ربما يكون من الممكن تعقبهم من خلال البصمة الجينية.
ثانيا: يمكن استخدام الحمض النووي للحيوان المستخلص من مواد متداولة بصورة غير قانونية لتعقب أصولها الجغرافية. وهذا الاحتمال قد ينطبق بشكل خاص على العاج المهرب، في الوقت الذي ينشئ فيه العلماء قاعدة بيانات تبين الاختلافات الجينية بين أعداد الفيلة في أجزاء مختلفة من إفريقيا.
استخدم علماء في جامعة جون مورز في ليفربول، تحقيقات الحمض النووي فائقة الحساسية للمساعدة في اكتشاف مواد الحيوانات غير المشروعة داخل شحنات بضائع كبيرة موجودة على الحدود، وفي الموانئ والمراكز الجمركية. في دليل إثبات دراسة أولية نشرت هذا الشهر، حددوا بسرعة كميات صغيرة من الأحماض النووية لكل من النمور ووحيد القرن وأم قرفة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES