FINANCIAL TIMES

شركات الطيران تتدافع لإضافة مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة

شركات الطيران تتدافع لإضافة مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة

شركات الطيران حول العالم تتدافع إلى إضافة مقاعد الدرجة الاقتصادية الممتازة إلى طائرات المسافات الطويلة لديها، لأنها بالنسبة لبعض شركات الطيران العالمية الكبرى أكثر ربحية من درجة رجال الأعمال على أساس القدم المربع الواحد.
عادة ما توفر مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة مقاعد أوسع مع مساحة أكبر للأقدام مقارنة بالدرجة الاقتصادية العادية، إضافة إلى مزيد من المميزات، مثل تقديم مشروبات ترحيبية، وشاشات تلفاز أكبر مساحة أثناء الرحلة، ووجبات أكثر تنوعا بعض الشيء.
للحصول على وسائل الراحة الإضافية هذه، يمكن لشركات الطيران أن تفرض رسوما أعلى من رسوم تذكرة الدرجة الاقتصادية العادية بنسبة 80 في المائة لمنتج لا يوفر سوى مساحة أكبر قليلا ولا يكلف شركة الطيران كثيرا لإنتاج ذلك.
بن بيتيل من "كاونتربوينت ماركت إنتيليجنس"، وهي شركة استشارية في مجال الطيران، قال: "تعد الدرجة الاقتصادية الممتازة عملا مربحا للغاية بالنسبة لشركات الطيران".
تم استحداث هذه الدرجة لأول مرة من قبل شركة إيفا أير التايوانية وشركة فيرجن أتلانتيك البريطانية في أوائل تسعينيات القرن الماضي. وازداد الإقبال عليها بشكل كبير خلال العقد الماضي على الرحلات الدولية الطويلة لدى 36 شركة طيران تقدم هذه المقصورة في الوقت الحالي.
في حزيران (يونيو) قالت مجموعة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" إن مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة التي استحدثتها عام 2014، هي الأكثر ربحية بالنسبة لها. وأضافت أن إيراداتها لكل قدم مربع أعلى 6 في المائة مقارنة بدرجة رجال الأعمال، وأعلى 33 في المائة مقارنة بالدرجة الاقتصادية العادية.
شركة بريتش إيرويز التي أطلقت مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة عام 2000، قالت منذ وقت طويل إن هذه الدرجة مربحة تقريبا بقدر ربحية عروض درجة رجال الأعمال لديها على رحلاتها الطويلة.
في العامين الماضيين بدأت شركات الطيران الأمريكية الكبرى "أمريكان إيرلاينز"، و"دلتا"، و"يونايتد" في تقديم مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة عبر أسطول طائراتها ذات الهيكل العريض المستخدمة للمسافات الطويلة، بينما تخطط شركة طيران الإمارات التي يوجد مقرها في دبي لطرح مقصورة درجة اقتصادية ممتازة لأول مرة أواخر 2020.
يتوقع محللو شركات الطيران استمرار النمو. في تقريرها للتجهيزات الداخلية للطائرات هذا الأسبوع، توقعت شركة كاونتربوينت ماركت إنتيليجينس معدل نمو سنوي مركب للدرجة الاقتصادية الممتازة يبلغ 9 في المائة في الفترة بين عامي 2020 و2028. ويمثل هذا ارتفاعا من نحو 5 في المائة على مدى الأعوام الأربعة الماضية.
بريندان سوبي، مستشار طيران في سنغافورة، قال: "أعتقد أن أي شركة طيران كبرى ليس لديها هذه الدرجة في الوقت الحالي عليها أن تنظر إلى هذا الأمر بجدية بالغة لأنه سيصبح مشكلة تنافسية".
ازداد الطلب على الدرجة الاقتصادية الممتازة بشكل جزئي ردا على تزايد الاختلاف بين الدرجة الاقتصادية العادية التي أصبحت ضيقة بشكل متزايد ودرجة رجال الأعمال التي أصبحت أكثر فخامة. تقدم الدرجة الاقتصادية الممتازة عددا من المميزات الفاخرة من الدرجة الأولى مثل توفير الأسرة المسطحة بالكامل.
دانييل رويسكا، محلل الطيران لدى شركة بيرنشتاين الاستشارية، أشار إلى أن الدرجة الاقتصادية الممتازة اليوم تشبه ما تم تقديمه في درجة رجال الأعمال قبل 15 عاما.
وبحسب جون ستريكلاند، استشاري طيران في لندن "هذه الدرجة ظهرت من افتراض أن هناك بعض المسافرين في درجة رجال الأعمال العالقين في الدرجة الاقتصادية العادية سيكونون مستعدين لدفع مزيد من المال للحصول على مساحة أكبر قليلا، وشيء من الخصوصية، وخدمة تقديم الطعام بشكل أفضل. إضافة إلى ذلك سيختار بعض الزبائن الذين يبحثون عن الراحة والرفاهية الدرجة الاقتصادية الممتازة للأسباب نفسها".
يقول آخرون إن الأزمة المالية أواخر عام 2008 لعبت دورا في شعبيتها المتزايدة.
وبحسب كريستوف رينارد، نائب رئيس مجموعة سي تي دبليو سوليوشن التي تتولى إدارة السفر في مهام رسمية نيابة عن الشركات إن تقديم الدرجة الاقتصادية الممتازة كان وسيلة لتخفيف الخسائر الناجمة عن اختيار المسافرين الدرجة الاقتصادية بعد أن كانوا يختارون درجة رجال الأعمال بسبب سعيهم إلى خفض مصروفاتهم.
وأضاف: "إنها بديل جيد عن درجة رجال الأعمال بالنسبة لتلك الشركات التي تتطلع إلى خفض تكاليف السفر"، مشيرا إلى أن بعض الشركات تتبع الآن سياسة السفر عن طريق "الدرجة الاقتصادية فقط".
يقول بعض المحللين إن هذه الخطوة جزء من الاتجاه العام لشركات الطيران التي تتحول بعيدا عن الأنموذج القديم الذي يتضمن الدرجة الأولى، ودرجة رجال الأعمال، والدرجة الاقتصادية، إلى النظر عن كثب في أفضل طريقة لتحقيق ربح من كل وحدة من المساحة.
قال مارك ماندوكا، محلل الطيران لدى مجموعة سيتي: "أصبحت الخطوط الجوية أذكى فيما يتعلق بما يريده عملاؤها. أعتقد أن المسافر سيحصل على مزيد من المنتجات المجزأة".
لكن على الرغم من ذلك بعض شركات الطيران كانت بطيئة في تقديم مقصورة الدرجة الاقتصادية الممتازة.
أشار ستريكلاند إلى أن عددا من شركات الطيران كانت تشعر بالقلق من أنها إذا قدمت الدرجة الاقتصادية الممتازة، من المحتمل أن يقل عدد عملاء درجة رجال الأعمال وتضحي بهوامش مربحة للغاية، لكن هذا لم يحدث بشكل كبير حتى الآن.
قال تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات، لقد تمت دراسة هذا القلق بعناية قبل أن تضع شركة الطيران عرض الدرجة الاقتصادية الممتازة. "قبل اتخاذ القرار، استعرضنا كثيرا من النماذج وأجرينا مراجعة دقيقة، حول كيفية جعلها مكملة لمزيج منتجاتنا الحالي، وشرائح العملاء التي ستخدمها، وكيف يمكننا إدراجها في أسطولنا وأنظمتنا، وما إلى ذلك. من المهم بالنسبة لنا أن تكون الدرجة الاقتصادية الممتازة في طيران الإمارات عرضا للجودة لا يضعف ما تقدمه درجة رجال الأعمال لدينا".
في الولايات المتحدة أدركت شركات الطيران الكبرى أخيرا جاذبية الدرجة الاقتصادية الممتازة. تعتقد لوري رانسون، محللة لدى شركة سنتر فور آفييشن، تقيم في الولايات المتحدة، أن شركات الطيران الأمريكية "بحاجة إلى ترتيب ميزانياتها العمومية، وتحقيق مستوى معينا من الاستدامة المالية قبل أن تتمكن من الاستثمار مرة أخرى في درجة رجال الأعمال".
شركات الطيران الأمريكية، مثل الشركات الأوروبية المنافسة لها، متفائلة فيما يتعلق بآفاق هذه الدرجة. قال مسؤولون تنفيذيون في الخطوط الجوية الأمريكية إن متوسط ثمن تذكرة الدرجة الاقتصادية الممتازة ضعف ثمن تذكرة الدرجة السياحية، أو الاقتصادية "ما يجعلها أكثر الدرجات استخداما وربحية لكل قدم مربع على طائراتنا ذات الهيكل العريض". لدى شركة يونايتد للطيران، وهي آخر الشركات التي تدخل هذه الدرجة بعد الخطوط الجوية الأمريكية وشركة دلتا للطيران، حتى الآن نحو 70 طائرة من أصل 114 طائرة ذات هيكل عريض مزودة بمقصورة للدرجة الاقتصادية الممتازة. في المتوسط، تخطط شركة الطيران لإضافة طائرة واحدة مع المنتج الجديد كل عشرة أيام من الآن حتى عام 2020.
اعترف بوب شوماخر، المدير الإداري للمبيعات لدى "يونايتد" في المملكة المتحدة وإيرلندا بأن شركات الطيران الأمريكية كانت أبطأ في اعتماد المقصورة الجديدة. وقال إن شركة يونايتد اتبعت نهجا "محسوبا"، في انتظار معرفة الفئة الأكثر طلبا.
ذكر بعض أكبر عملاء "يونايتد" من الشركات أنهم بحاجة إلى هذا المنتج حتى يتمكنوا من تقديم خيارات سفر مختلفة لمختلف فئات الموظفين.
في الوقت نفسه، بعض الأشخاص الذين يستخدمون درجة رجال الأعمال لمهام العمل لا يريدون في كثير من الأحيان "إلقاء أنفسهم في الجزء الخلفي من الطائرة" عندما يسافرون من أجل الترفيه.
قال شوماخر: "الأمر الذي نعرفه هو أن هناك منحنى طلب. إذا لم يكن هناك عرض سنفوت الفرصة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES