FINANCIAL TIMES

صفقة تجعل مانشستر سيتي الفريق الأعلى قيمة في العالم

صفقة تجعل مانشستر سيتي الفريق الأعلى قيمة في العالم

وافقت المجموعة المالكة لنادي مانشستر سيتي على بيع حصة مقابل 500 مليون دولار لشركة سيلفر ليك في صفقة حطمت الرقم القياسي لتقييمات المجموعات الرياضية، وغذت توسعا دوليا لمجموعة كرة القدم التي تسيطر عليها أبوظبي.
اشترت شركة الأسهم الخاصة الأمريكية أكثر من 10 في المائة من مجموعة سيتي لكرة القدم على أساس تقييم يبلغ 4.8 مليار دولار، وضخت بذلك رأسمال جديد في المؤسسة التي تملك مجموعة مانشستر سيتي والفرق التابعة لها في الولايات المتحدة والصين.
في الأسبوع الماضي أعلنت شركة سيلفر ليك الأمريكية ومجموعة سيتي لكرة القدم الصفقة، التي سبق لـ"فاينانشيال تايمز" الحديث عنها. قال خلدون المبارك، رئيس مجموعة سيتي لكرة القدم، في بيان: "نحن وسيلفر ليك نتشارك الإيمان القوي بالفرص التي يقدمها التقارب بين الترفيه والرياضة والتكنولوجيا". وقالت الشركتان إن الصفقة خضعت لموافقة الجهات التنظيمية في بعض المناطق. شركة سيلفر ليك التي يوجد مقرها في كاليفورنيا، صنعت لنفسها اسما من خلال الاستثمار في شركات تكنولوجيا مثل "علي بابا" و"ديل" و"سكايب"، لكنها ركزت في الأعوام الأخيرة على شركات الترفيه، مع محفظة تضم شركة للترويج لرياضات كالملاكمة Ultimate Fighting Championship ووكالة "إنديفور" للكشف عن المواهب في هوليوود.
وقع المبارك وإيجون ديربان، الشريك الإداري لدى سيلفر ليك، الصفقة يوم السبت، وفقا لأشخاص مطلعين على الصفقة. بعد ساعات، شوهد الاثنان بجانب بعضهما بعضا في الوقت الذي فاز فيه فريق مانشستر سيتي على فريق تشيلسي، في إطار سعيه إلى الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي الممتازالذي حصل عليه الموسم الماضي.
وفقا لأشخاص لديهم معرفة باستراتيجة "سيلفر ليك"، تواصلت الشركة مع أندية إنجليزية وأوروبية رائدة أخرى، بما في ذلك تشيلسي منجذبة إلى مليارات الدولارات التي دفعتها محطات البث ومجموعات الإنترنت للحصول على حقوق التغطية الإعلامية لكرة القدم.
تنوي "سيلفر ليك" الاحتفاظ بحصتها لعقد من الزمن تقريبا، لكنها قد تسعى إلى الانسحاب واسترداد أموالها من خلال عرض عام أولي، أو بيعها لمستثمر خاص آخر، حسبما ذكر شخص قريب من المجموعة الاستثمارية. بغض النظر عن استراتيجية انسحابها المحتملة، ستظل أبوظبي محتفظة بحصة الأغلبية في مجموعة سيتي لكرة القدم.
اشترى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، رجل الأعمال الملياردير من أبوظبي، مانشستر سيتي عام 2008. وأنفق مئات الملايين من الجنيهات على لاعبي كرة قدم عالميين في محاولة لتحويل النادي إلى قوة عالمية قادرة على الفوز بأكبر البطولات في هذه الرياضة.
في فترة إدارة المبارك، وهو أحد أهم المسؤولين في أبوظبي، واصلت مجموعة سيتي لكرة القدم شراء حصص في أندية في أنحاء مختلفة من العالم. اشترت المجموعة حصة في فريق "سيتشوان جيونيو" المنافس في دوري الدرجة الثالثة الصيني، إضافة إلى استثمارات في الولايات المتحدة واليابان وأستراليا وإسبانيا وأوروجواي. والمجموعة الآن في المراحل الأخيرة من مفاوضات للاستحواذ على نادي "مومباي سيتي" الذي يلعب في الدوري الهندي الممتاز، وفقا لأشخاص مطلعين على المفاوضات.
سيساعد الدعم المالي البالغ 500 مليون دولار على تمويل خطط التوسع القوية التي تسعى إليها مجموعة سيتي لكرة القدم، بما في ذلك الاستحواذ على مزيد من أندية كرة القدم على مستوى العالم، فضلا عن بناء ملعب يجري التخطيط لإنشائه في نيويورك، بحسب أشخاص على دراية بخطط المجموعة. تقول مجموعة سيتي لكرة القدم إن أنموذجها لديه دافع واضح للربح، ويعتقد مسؤولوها التنفيذيون أن صفقة "سيلفر ليك" تعد إثباتا وتبريرا لاستراتيجية الشركة التي ستحقق عوائد كبيرة للمساهمين. لكن تحقيق الأرباح عن طريق مجموعة سيتي لكرة القدم، في حين لا يزال "مانشتسر سيتي" هو النادي الوحيد المربح ضمن هذه الشبكة العالمية، سيستغرق أعواما عديدة. في عام 2015 ترأست شركة تشاينا ميديا كابيتال اتحادا (كونسورتيوم) دفع 400 مليون دولار مقابل حصة 13 في المائة في مجموعة سيتي لكرة القدم، ما جعل قيمة المجموعة أكثر من ثلاثة مليارات دولار. الصفقة الجديدة تجعل الشيخ منصور صاحب الحصة الأكبر بنسبة 77 في المائة، وشركة تشاينا ميديا كابيتال 12 في المائة، بينما تملك "سيلفر ليك" حصة تزيد قليلا على 10 في المائة.
تأتي صفقة "سيلفر ليك" على الرغم من تعرض فريق "مانشستر سيتي" للتهديد بأن يتم التحقيق معه من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في مخالفات مزعومة تتعلق بقوانين "اللعب المالي النظيف" التي تهدف إلى منع الأندية من تجاوز مستوى محدد من الإنفاق في سبيل تحقيق البطولات.
في أيار (مايو) الماضي نظر محققو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في ادعاءات بأن النادي الإنجليزي أخفى دعما ماليا مقدما من مالكه، وأوصوا بأن يتم منع الفريق من اللعب في دوري أبطال أوروبا، حيث تتشارك الأندية المشاركة في جائزة مالية تتجاوز ملياري يورو، لموسم واحد على الأقل. ومن المتوقع صدور قرار نهائي من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هذا الشهر.
بعد اتخاذ الحيطة اللازمة، خلص المسؤولون التنفيذيون في "سيلفر ليك" إلى أنه رغم خطر حدوث خسائر في العائدات بسبب حظر كهذا، إلا أنه لا يزال هذا المشروع يستحق 4.8 مليار دولار.
هذه القيمة تضع مجموعة سيتي لكرة القدم في صدارة أقرانها من المجموعات الرياضية. اشترى جو تساي، المؤسس المشارك لمجموعة علي بابا الصينية للتجارة الإلكترونية، حصة أغلبية في فريق كرة السلة "بروكلين نتس" هذا العام على أساس تقييم يبلغ 2.35 مليار دولار. وتبلغ الرسلمة السوقية لمانشستر يونايتد -المنافس المحلي لمانشستر سيتي- المدرج في بورصة نيويورك 2.8 مليار دولار. (القيمة السوقية لريال مدريد 4.2 مليار دولار).
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES