FINANCIAL TIMES

توتر علاقات طوكيو وسيئول .. أكبر حليفين لأمريكا في آسيا

توتر علاقات طوكيو وسيئول .. أكبر حليفين لأمريكا في آسيا

توتر علاقات طوكيو وسيئول .. أكبر حليفين لأمريكا في آسيا

في تشرين الأول (أكتوبر) 1998، زار رئيس كوريا الجنوبية آنذاك كيم داي يونج اليابان، لتلقي الاعتذار من الحكومة في طوكيو.
نشأ كيم داي يونج تحت الحكم الاستعماري الياباني، واضطر إلى تبني اسم ياباني، وخدمة شركة يابانية. لقد كان يعرف مرارة الهيمنة الأجنبية.
في بيان تم التفاوض عليه بين الجانبين، تحدث رئيس الوزراء الياباني كيزو أوبوتشي – وهو محافظ من التيار السائد - عن "الندم العميق والاعتذار الصادق" عن الضرر الذي تسبب فيه بلده أثناء احتلاله الوحشي من عام 1910 إلى عام 1945 لكوريا الجنوبية.
كيم، وهو واحد من أوائل الرؤساء الديمقراطيين الحقيقيين في كوريا الجنوبية، قبل الاعتذار.
وقال: "من الطفولية اعتبار التبادلات والتعاون على مدى 1500 عام غير ذات أهمية، بسبب الفترات المؤسفة التي بلغ مجموعها أقل من 50 عاما".
حصل كيم في وقت لاحق على جائزة نوبل للسلام عن عمله في المصالحة مع كوريا الشمالية وجيران آخرين.
سرعان ما أزالت كوريا الجنوبية الحظر المفروض على الأفلام اليابانية، وازدهرت السياحة.

بادرة الاستضافة المشتركة لكأس العالم
وفي عام 2002 أصبح البَلدان أول بلدين على الإطلاق يشتركان في استضافة كأس العالم لكرة القدم في نفس الوقت. كان قادة البلدين يرجون أن تتلاشى مرارة الاستعمار، بلطف وتذهب مع الماضي.
اليوم، هذه الآمال تظل في حالة يرثى لها: يبدو أن اليابان وكوريا الجنوبية غير قادرتين على الهروب من أحداث النصف الأول من القرن العشرين.
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في عهد الرئيس مون جاي-إن، حطمت كوريا الجنوبية الوضع الراهن بفشلها في التدخل، بعد أن منحت محاكمها تعويضات ضد شركات يابانية لاستخدامها العمل القسري في زمن الحرب، في مواجهة معاهدة عام 1965 التي حلت جميع المطالبات المتعلقة بالاحتلال.
بالمثل، مزق شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، بتمزيق قواعد اللعبة الدبلوماسية عن طريق نقل الخلاف إلى المجال الاقتصادي، وفرض قيود على الصادرات من المواد الكيميائية الحيوية لصناعة أشباه الموصلات الكورية.
النزاع يتصاعد، مع عدم وجود مخرج واضح. استجابة لضوابط التصدير، توقفت سيئول عن اتفاق لتبادل المعلومات الاستخبارية مع اليابان.
ما زال يلوح في الأفق تهديد المحاكم الكورية بتصفية أصول الشركات اليابانية، ما سيؤدي إلى ردة فعل انتقامية من طوكيو.
العلاقات الاقتصادية والأمنية بين أهم حليفين للولايات المتحدة في آسيا - كلاهما يشكل صلة حيوية في سلسلة الإمداد بالتكنولوجيا العالمية - معرضة لخطر الانهيار التام، والصناديق الكورية تهدد بمراجعة المقتنيات في الشركات اليابانية، ويقاطع المستهلكون العلامات التجارية اليابانية، وقد وضعت الحكومة في سيئول خطة بقيمة 6.5 مليار دولار لتقليل اعتمادها على قطع الغيار والمواد والمعدات اليابانية.
التأثير المحتمل في شركات تصنيع شرائح الكمبيوتر في كوريا الجنوبية، أثار مخاوف من حدوث انقطاع عالمي.
ما أسباب التوتر؟
السؤال هو كيف وصل الأمر إلى هذا. انتهت الحرب العالمية الثانية قبل 74 عاما وهي تغيب الآن من الذاكرة الحية.
اليابان وكوريا الجنوبية، اللتان تعدان الآن من بين أغنى الديمقراطيات في العالم، هما مختلفتان الآن تماما عما كانتا عليه آنذاك. ومع ذلك تبقى علاقتهما محفوفة بالمصاعب بشكل غير عادي.
علاقات اليابان على ما يرام مع تايوان التي احتلتها، ومع بلدان جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا والفلبين، التي عانت من احتلال لا يرحم، على غرار شطري كوريا.
مطالب بالتعويض عن الحرب في بعض الأحيان تفسد علاقات ألمانيا مع بلدان مثل اليونان، ولكن دون استبعاد الآخرين، بينما نادرا ما يعوق تراث بريطانيا الاستعماري - الذي يتضمن كثيرا من السلوك الوحشي - دبلوماسيتها الحالية.
هناك شيء يجعل العلاقة بين اليابان وكوريا الجنوبية استثناء. أسباب ذلك معقدة، ولكن في سيئول، أكثر من طوكيو، يمكن العثور على الإجابات.
شركة ماريموند للتصميم في كوريا الجنوبية تصنع إكسسوارات لأزياء مزينة بالورود، لتمثيل "نساء المتعة" رمزيا، وهن اللواتي أجبرن على الاستعباد الجنسي للجنود اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، تبرعت بجزء من أرباحها لمجموعات مناصرة لذلك.
قفزت مبيعات الشركة بأكثر من خمسة أضعاف من عام 2015 إلى عام 2017، بعد أن انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة الممثلة "باي سو جي"، نجمة موسيقى البوب الكورية، وهي تحمل إحدى أغطية الهاتف التابعة للشركة وسط ضجة علنية حول أحدث محاولة لتسوية الحسابات التاريخية: اتفاقية عام 2015، التي تنطوي على اعتذار وتعويض آخر، أعلنتهما كل من طوكيو وسيئول بأنه "قرار نهائي لا رجعة فيه" لهذه القضية.
الآن يتم عرض المنتجات بانتظام من قبل أكبر مشاهير البوب الكوريين، بما في ذلك فرقة بي تي إس الموسيقية للأولاد BTS. تقول الرئيسة التنفيذية للشركة رينا هونج في المظاهرة الأسبوعية خارج السفارة اليابانية في سيئول: "العملاء يشكروننا، قائلين إنهم يريدون أن يفعلوا شيئا للجدات. طلاب المدارس الابتدائية ساندوا الجدات هنا اليوم – هذا كان أمرا غير وارد على الإطلاق حين كنت في المدرسة".
أحد العوامل الحاسمة وغير المتوقعة إلى حد كبير في دعم موقف مون المتشدد بشأن اليابان، يتمثل في تبني جيل جديد من الكوريين الجنوبيين قضايا نساء المتعة والعمل القسري على نطاق واسع.
قليلون هم الذين يتحدثون ضد النساء أو مطالبهن، وقبل انتخابه في عام 2017 شن مون حملة حول تعهد بإعادة التفاوض على اتفاقية 2015.

ما غاب عن خيال ساسة اليابان
تقول لورين ريتشاردسون، وهي خبيرة في العلاقات الكورية اليابانية في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن صانعي السياسة والقادة اليابانيين المتعاقبين لم يتخيلوا مطلقا أن يواصل المجتمع الكوري الجنوبي كله القتال.
تقول السيدة ريتشاردسون "لم يخطر على بالهم قط أن الجيل الثاني سيتولى شأن ضحايا الجيل الأول؛ كان هناك دائما شعور - يبدو منحرفا بالفعل – يقول إنه حين يكون الضحايا خارج الطريق، سيتم تسوية الأمر".
السؤال الأعمق هو لماذا يبدو جيل جديد من الكوريين الجنوبيين مصمما على تحميل الشباب الياباني المسؤولية، تصرفات أجدادهم.
يشير المؤرخون إلى عدد من العوامل الفريدة لكل من كوريا الجنوبية واليابان.
الأول: وربما الأكثر أهمية، هو تاريخ كوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية - الذي مزقته أولا حرب أهلية وحشية مع الشمال، ثم التقسيم ثم الحكم العسكري القمعي قبل أن تصل الديمقراطية أخيرا في عام 1987.
يقول المؤرخ بروس كومينجز إن "الرعب الحقيقي" لحكم اليابان كان أن الكوريين - الذين شغلوا على نحو متزايد الأدوار البيروقراطية والشرطية والقضائية خلال الفترة الأشد قسوة من فترة الحرب - كان عليهم حشد مواطنيهم ونسائهم للعبودية.
وكتب في كتابه "مكان كوريا في الشمس": "حطمت اليابان نفسية كوريا، وحرضت الكوريين على الكوريين بعواقب تستمر حتى عصرنا الحاضر".
لم يكن لدى كوريا الجنوبية وضع الاختتام النفسي لحرب التحرير لتسوية الحسابات مع اليابان.
بدلا من ذلك، تدفقت حريتها من هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. وما يعمل على تعميق الفجوة الداخلية هو النجاح والبروز في كوريا الجنوبية المعاصرة للعائلات الغنية والقوية، التي يزعم أنها استفادت من الوقوف إلى جانب الزايباتسو اليابانية، أو التكتلات، والتي غالبا ما كان يستهزأ بها لأنها من "المتعاونين" مع الاستعمار.
ترتكز هذه الانقسامات الآن على السياسة الحزبية في كوريا الجنوبية، مع انتقاد التقدميين للمحافظين، الذين ينحازون إلى مون، كونهم "موالين لليابان".

وضع صعب لمون
بالنسبة إلى مون، فإن مهاجمة اليابان هي مهاجمة لخصومه السياسيين وتعزيز لدعمه الأساسي. يقول أحد الدبلوماسيين في سيئول: "يستخدم مون حجة السياسة الخارجية لاستهداف قضية سياسية داخلية". يقر المطلعون من حزب مون الحاكم بأن القضية تلعب دورا جيدا لحكومة تكافح من أجل الوفاء بوعودها بشأن الاقتصاد وكوريا الشمالية.
بالنسبة إلى كثير من الكوريين، تعكس تصرفات مون إيمانهم الراسخ بأن الاتفاقات الموقعة بين سيئول وطوكيو - وخاصة اتفاقية 1965 الحاسمة التي طبعت العلاقات - لم تحصل قط على موافقتهم، وبالتالي تفتقر إلى الشرعية.
تم التوقيع على معاهدة 1965 من قبل الحاكم الاستبدادي بارك تشونج هي، وأثارت غضبا شعبيا في الوقت الذي أوصى فيه المسؤولون الأمريكيون بارك بفرض الأحكام العرفية ردا على ذلك. تم توقيع تسوية عام 2015 حول نساء المتعة من قبل ابنته بارك كون هيه، الرئيسة التي كانت قبل مون، التي تم عزلها وسجنها بعد احتجاجات جماعية على الفساد.
تقول ريتشاردسون: "كثير من الناس الذين ينظرون إلى هذه التطورات يعيدونها إلى معاهدة 1965. هذا ما وضع الأساس لما يجري الآن، لأن هذه المعاهدة كانت قنبلة موقوتة في الأساس؛ إذ لم يكن لديها دعم شعبي".
ليس أن توقيع حكومة كوريا الجنوبية لاتفاقية عام 1965 كان يفتقر إلى الشرعية فحسب، بل إن الحكومة كانت أيضا تفتقر إلى النفوذ والدعم.
كانت الصين عالقة في الثورة الثقافية، وكان الاتحاد السوفييتي حليفا لكوريا الشمالية في فترة الحرب الباردة، وكانت اليابان – في ذروة نموها الاقتصادي الصاعق – لا غنى عنها من أجل تطور كوريا الجنوبية.
يقول هاجيمي إيزومي، وهو أستاذ مختص في كوريا في جامعة طوكيو الدولية: "بعد 50 سنة، كوريا الجنوبية هي الآن في وضع أقوى بكثير من قبل. والصين الآن هي أقوى الشركاء الضروريين لها، وليست اليابان.
يقول الكوريون في أنفسهم: لماذا ينبغي علينا احترام اتفاقية عام 1965 التي أبرمت حينما لم نكن طرفين متكافئين؟

اتفاقية 1965 في قلب التوتر
بالتالي، بالنسبة إلى كوريا، فإن تاريخها مع اليابان شهادة على قائمة طويلة من الصدمات الوطنية التي لم تعالج بشكل صحيح.
ولأنه يمكن أن يكون من المربح سياسيا استغلال القضية، بأي شكل كان، فإنها تطل برأسها مرارا وتكرارا. إلا أن ذلك يتجاهل كيف يؤثر الإحباط الكوري في اليابان.
في التسعينيات، عندما كانت كوريا الجنوبية ديمقراطية جديدة وظهرت معاناة نساء المتعة لأول مرة، عندما حطمت عدة نساء عقودا من الصمت للتحدث علنا عن القضية، كان معظم اليابانيين مستعدين لمعالجة تاريخهم.
وأدى هذا إلى اعتذارات مثل اعتذار أوبوتشي وإنشاء صندوق المرأة الآسيوية في عام 1995، للبحث في تاريخ نساء المتعة وتعويضهن، بتمويل من تبرعات من الشعب الياباني كطريقة لتجاوز معاهدة عام 1965. كانت الاعتذارات متكلفة، لكنها قدمت – وقبلت.
من وجهة نظر اليابان، هذه الجهود كانت بلا نتيجة. النشطاء الكوريون حثوا نساء المتعة السابقات على عدم أخذ المال من الصندوق، لأنه لم يأت مباشرة من الدولة اليابانية.
أيا كان الاعتذار الذي قدمته طوكيو، فإنه لم يعد صادقا. كلما يتم حل مشكلة، تظهر مشكلة جديدة: إذا لم تكن نساء المتعة، فهي السخرة أو علم الشمس المشرقة.
"كيف يمكن أن نتفاوض أكثر مع بلد يتجاهل الاتفاقات السابقة، ولا يحرك مرمى الهدف فحسب، بل ويدمر أيضا؟" كما يقول يوشيتاكا شيندو، عضو البرلمان الياباني ووزير الاتصالات السابق المعروف بموقفه الثابت، بشأن الخلافات الإقليمية مع البلدان المجاورة لليابان، بما في ذلك كوريا الجنوبية.
ببطء، تعب الشعب الياباني من المطالب الكورية بالاعتذار. هذا العام، نسبة اليابانيين الذين لديهم انطباع سلبي عن كوريا الجنوبية، تجاوزت نسبة أهل كوريا الجنوبية الذين لديهم وجهة نظر سلبية عن اليابان، في استطلاع سنوي أجرته مؤسسة جينرون إن بي أو الفكرية.
اليابان نفسها تغيرت أيضا. في التسعينيات، كان اليسار المسالم لا يزال قويا، والأشخاص الذين لديهم ذكريات الحرب تولوا السلطة.
منذ ذلك الحين، كان هناك رد فعل وطني عنيف ضد الاعتذارات التي قدمت في الأصل، خاصة بعد أن اضطرت صحيفة "أساهي" الليبرالية إلى التراجع عن سلسلة من المواضيع الزائفة، عن نساء المتعة.

القشة الأخيرة
في كتابه الأكثر مبيعا في عام 2017: دعونا نعتذر لكوريا الجنوبية Let’s Apologise to South Korea، يقول الروائي القومي ناووكي هياكوتا بسخرية: إنه يعتذر عن بناء السكك الحديدية في كوريا الجنوبية، ونشر التعليم الأساسي، وإنهاء الممارسات الإقطاعية. يقول القوميون في اليابان إن النسخة الكورية من التاريخ غير عادلة – حيث يشيرون، على سبيل المثال، إلى أن كثيرا من نساء المتعة كن يابانيات – على الرغم من أن وجهات نظرهم غالبا ما تنحرف إلى الرجعية أو الإنكار أو التقليل من شأن الأفعال الشريرة لليابان في العصر الإمبراطوري.
اتفاقية نساء المتعة لعام 2015، التي تم التوصل إليها مع بعض التكلفة السياسية بالنسبة إلى آبي، التي تخلى عنها مون على الفور، كانت القشة الأخيرة.
طوكيو غير مهتمة بالتوصل إلى تسوية أخرى. يقول شيندو، "يعتقد الكوريون أن بإمكانهم زيادة الضغط وأن اليابان ستستجيب دائما. إنهم لا يفهمون مستوى الإحباط والغضب في اليابان". وفقا لدبلوماسيين، هناك حوار مستمر بين وزارتي الخارجية، لكن لا يوجد اتصال على المستوى المهم فعلا: بين مون وآبي. مع غياب الولايات المتحدة عن الدور التقليدي للوسيط بين حلفيهما المنقسمين، من الصعب إيجاد مخرج، بينما لا يزال الزعيمان في منصبهما.
المزيد من الصراع سيكون مؤلما لكلا الجانبين. الاقتصادان متكاملان بشكل وثيق ويواجهان تحديا شبه متطابق من صعود الصين. يقول إيزومي: "اعتقد أنه من المهم أن يعيد كلا الجانبين تأكيد حاجتهما إلى بعضهما البعض. هذا صحيح اقتصاديا بشكل خاص".
بصرف النظر عن الخلافات التاريخية، أصبح الكوريون واليابانيون الشباب أقرب من أي وقت مضى.
فِرق موسيقى كي بوب K-pop التي تحمل تذكارات شركة ماريموند، تتمتع بمتابعة ضخمة في اليابان. كما يتصدر الروائيون اليابانيون قوائم المبيعات في كوريا الجنوبية.
تقول فتاة في العشرينيات من العمر وهي من عائلة كورية يابانية، طلبت عدم الكشف عن هويتها: "الكوريون وطنيون للغاية. يحبون بلدهم فعلا. إذا تظاهر أحدهم، عندها سيتحدث الجميع علنا. الشعب الياباني رائع جدا. إذا تحدثت علنا عن شيء كهذا، فسيتساءلون عما إذا كنت قوميا، أو ما إذا كنت يمينيا؟".
وتقول إنه ليس هناك من أصدقائها في أي من البلدين من يربط الحجة التاريخية بالأفراد على الجانب الآخر.
ومع احتمال أن يسوء النزاع قبل أن يتحسن، فربما يكون هؤلاء الشباب أفضل أمل للتوصل إلى حل بين البلدين المتجاورين.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES