FINANCIAL TIMES

«كريم» توسع خدماتها في الخليج وشمال إفريقيا

«كريم» توسع خدماتها في الخليج وشمال إفريقيا

نظرا إلى تركيز الشرق الأوسط منذ فترة طويلة على صناعة النفط، فربما يكون من غير المفاجئ أن المنطقة لم تلد "وحيدة قرن" - مجموعة تكنولوجية قيمتها مليار دولار أو أكثر- إلا في عام 2016.
من خلال الاستفادة من سكان المنطقة الشباب الذين يتمتعون بذكاء تكنولوجي، أصبحت "كريم"، وهي مجموعة تتخذ من دبي مقرا لها، الطفل المدلل لقطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شركة كريم التي تأسست في عام 2012 - بعد ثلاثة أعوام من تأسيس "أوبر" في الولايات المتحدة - أصبحت تنافس نظيرتها الدولية في جميع أنحاء الخليج وشمال إفريقيا وباكستان، مستفيدة من معرفتها بالمنطقة والتغيرات الإقليمية.
النجاح الكبير لـ"كريم" كان هو التحدي الذي واجهته "أوبر"، لدرجة أن المجموعة الأمريكية وافقت في آذار (مارس) الماضي على شراء "كريم" مقابل 3.1 مليار دولار في أكبر عملية استحواذ تكنولوجي في المنطقة. من المتوقع إغلاق الصفقة في كانون الثاني (يناير).
ومع أن "كريم" تستعد لتصبح شركة تابعة مملوكة بالكامل لـ"أوبر"، إلا أنها ستستمر في العمل تحت علامتها التجارية الخاصة، بقيادة مدثر شيخ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي.
المجموعة ركزت أنظارها على أن تصبح تطبيق متجر جامع لمجموعة واسعة من الخدمات، مع توسعها في النقل الجماعي والتوصيل، إلى جانب منصة دفع خاصة بها تربط قاعدة عملائها الكبيرة معا.
مع عملها في أكثر من 100 مدينة في 14 بلدا، من المغرب إلى باكستان، تتمتع المجموعة بأكثر من 33 مليون عميل، ويمكنها توظيف أكثر من 1.2 مليون "كابتن"، حسبما تطلق على سائقيها. قالت "أوبر" عند الإعلان عن عملية الاستحواذ: "هذه الصفقة تجمع بين القيادة العالمية لشركة أوبر وخبرة كريم الفنية، مع البنية التحتية التكنولوجية الإقليمية وقدرتها المثبتة على تطوير حلول محلية مبتكرة".
بسبب ما تتمتع به شركة كريم من مكانة محلية، دخلت في أسواق صعبة، مثل فلسطين والعراق، حيث أدى افتقار المنطقة لبنية تحتية عالية الجودة إلى فتح باب فرص للشركة. يقول شيخ: "الابتكار هو لب ما نقدمه في شركة كريم وكان له دور حاسم في نجاحنا في كسب الأسواق المحلية".
منذ إطلاقها كانت "كريم" تدير مراكز اتصال على مدار 24 ساعة باللغتين العربية والإنجليزية، قبل تقديم خيارات الفرنسية والتركية والأردية. في الأصل كانت خدمة شركات، ثم توسعت المجموعة لتشمل خدمات عند الطلب ورحلات مجدولة.
الشركة تجاوزت خدمة سيارات الأجرة إلى مجالات نقل أخرى، فأطلقت خدمة الحافلات في القاهرة، ورحلات نقل بين جدة ومكة للحجاج في السعودية.
وتعمل "كريم" أيضا على تطوير خدمات "الميل الأخير" في النقل لتوسيع شبكاتها. استحوذت على شركة لمشاركة الدراجات في أبو ظبي هذا العام ولديها خطط لإطلاق خطة مماثلة في دبي.
خدمة توصيل الطعام تم إطلاقها في جميع أنحاء المنطقة، مع إضافة خدمة توصيل الأدوية وأغراض البقالة في وقت لاحق من هذا العام وفي أوائل عام 2020. "شركة أوبر قدمت الأنموذج وشركة كريم كانت قادرة على المنافسة بفاعلية مع شركة أوبر من خلال كونها أكثر فطنة ومن خلال توطين أفضل" حسبما يقول ربيع خوري، شريك في "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط"، وهي مجموعة إقليمية لرأس المال المغامر.
لكن مثل "أوبر"، نظيرتها السابقة ومالكتها المحتملة، نمو "كريم" لم يكن سلسا. مثلا، تعرض بعض سائقيها إلى الاحتجاز للعمل دون رخصة.
وأثبتت السعودية، في خضم التغيير الاجتماعي والاقتصادي، أنها أرض خصبة لاختبار تطبيقات طلب سيارة الأجرة عبر الإنترنت. في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تحويل المواطنين إلى القطاع الخاص الأكثر إنتاجية بعيدا عن الوظائف الحكومية، يكسب اليوم نحو 515 ألف شخص دخلا من خلال منصة كريم في المملكة، حيث 97 في المائة من السائقين مواطنون.
"كان هناك طلب كبير على تحسين خدمة سيارات الأجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (...) بسبب وجود سيارات قديمة متسخة، وخدمة غير موثوقة مع حواجز لغوية وسائقين غير مؤهلين"، حسبما يقول خوري.
خيار الدفع نقدا - وهو أمر حيوي بالنسبة لمناطق الشرق الأوسط غير المرتبطة، نسبيا، بحسابات مصرفية - تم إطلاقه في المملكة في عام 2015. وتوسيع نطاق استخدام نظام الدفع الخاص بها لتقديم خدمات مالية أوسع هو المرحلة التالية في استراتيجية التطوير لشركة كريم. وتسعى الشركة إلى توسيع خدماتها المالية عبر الهواتف المحمولة في منطقة لا يملك ثلاثة أرباع السكان فيها حسابا مصرفيا.
سكان منطقة الشرق الأوسط الشباب - 40 في المائة منهم تحت سن 25 - ساعدوا على دفع ملكية الهواتف المحمولة إلى نحو ثلثي السكان بشكل عام، وما يصل إلى ثلاثة أرباع في دول الخليج.
مع وجود 2 في المائة فقط من التجارة عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، تعد الشركة واحدة من كثير من الشركات التي تستهدف ما ترى أنه فرصة لسوق المستهلكين عبر الإنترنت بقيمة تبلغ 500 مليار دولار.
يقول شيخ: "فيما نتقدم نحو أن نصبح ’تطبيقا خارقا‘ في المنطقة على نحو يومي، سيلعب الابتكار دورا أكبر في توفير الخدمات المناسبة لتبسيط وتحسين مزيد من الأحوال المعيشية في منطقتنا - سيكون ذلك مفتاح نجاح شركة كريم".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES