FINANCIAL TIMES

عالم البساتين .. تفاح مطور في الجامعات ومحمي ببراءات الاختراع

عالم البساتين .. تفاح مطور في الجامعات ومحمي ببراءات الاختراع

أجرأ عملية تدشين لتفاحة جديدة خلال عقدين ستحدث قريبا مع وصول التفاحة "كوزميك كريسب" إلى محال السوبر ماركت في الولايات المتحدة. مع نمو 12 مليون شجرة في ولاية واشنطن وميزانية تسويقية عشرة ملايين دولار، لم تكن هناك تفاحة مثلها منذ ظهور التفاحة "بينك ليدي" في أستراليا.
تقول كاترين جراندي، مديرة التسويق في "بروبرايتيري فرايتي مانيجمينت"، وهي شركة أمريكية مسؤولة عن إطلاق تفاح كوزميك كريسب: "إنها مقرمشة جدا ومليئة بالعصير لدرجة أنك تضطر لمسح وجهك عند أكلها". "تخيل الإمكانات"، هو شعار المزارعين في أكبر ولاية منتجة للتفاح في الولايات المتحدة لمنافسة تفاح "برايبورن" و"جالا".
ميزانية تسويق التفاحة الجديدة ضئيلة مقارنة بالمبلغ الذي تنفقه شركة أبل على أجهزة آيفون. لكن تفاحة كوزميك كريسب، التي سميت بذلك لأن شخصا ما في مجموعة دراسة قارن البقع الفاتحة على قشرتها الحمراء اللامعة بالسماء ليلا، وهي أحدث جهد من جانب مزارعي الفاكهة للإبقاء على ولاء المستهلكين.
تحويل التفاح إلى علامة تجارية يبدو كأنه استراتيجية غريبة، حتى لو كانت تفاحة كوزميك كريسب تعد في الأغلب طبيعية مثل كوكس أورانج بيبين، وهي تفاحة بريطانية يعود تاريخها إلى عام 1830. كلتا التفاحتين مهجنة من أنواع أخرى، وليست معدلة وراثيا.
لكنّ مزارعي التفاح اكتشفوا أن من المفيد أن تكون لديهم علامات تجارية خاصة بهم. تفاحة ذا بينك ليدي، التي تم تسجيلها علامة تجارية لأول مرة في أستراليا عام 1992، تستند على كريسبس بينك، وهي صنف تم إنتاجه قبل 20 عاما. لا يزال معظم المتسوقين يعرفونها بكريسبس بينك ويتحملون سعرها العالي.
التمييز السلعي يمنح المزارعين بعض القدرة على التسعير ضد محال السوبر ماركت، بدلا من أن يكونوا دائما تحت رحمتها. على الرغم من أن المتسوقين يمكنهم التمييز بين أنواع التفاح (أكثر من الخوخ أو الدراق)، إلا أن الأصناف الشائعة متاحة بسهولة من المزارعين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي من شأنه أن يجعل تجار التجزئة قادرين على اختيار أرخص الموردين.
فائدة العلامة التجارية تعني أن WA38، نوع تم تطويره في جامعة ولاية واشنطن في عام 1997 وحصل على براءة اختراع في عام 2014، تم إطلاقها باسم كوزميك كريسب. المزارعون في الولاية زرعوا مرة أخرى بساتين من تفاحة ريد ديليشس، وهي تفاحة مبجلة فقدت شعبيتها. "لم يكن لدينا تفاحة خاصة بنا من قبل"، كما تقول جراندي.
مثل غيرها من الثمار الجديدة، تفاحة WA38 محمية ببراءة الاختراع، والجامعة تحصل على عوائد من بيع كل شجرة. لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة التي يتم التحكم بها. إنها صنف مدار - محمي من العلامات التجارية وكذلك براءات الاختراع، مع ترخيص المزارعين المحددين فقط لزراعته وفقا للمعايير الموضوعة.
حق إنتاج تفاحة كوزميك كريسب مقصور على المزارعين في واشنطن حتى عام 2024 ويمكن تمديده بعد ذلك حتى عام 2034، عندما تنتهي براءة اختراع صنف الثمرة. وتأمل الولاية في أن تكون العلامة التجارية كوزميك كريسب قد اكتسبت حينها قيمة تدوم أطول من براءاتها، كما فعلت بينك ليدي.
الرواية التحذيرية هي تفاحة هني كريسب، التي أنتجتها جامعة مينيسوتا في عام 1991 باعتبارها صنفا مفتوحا يمكن لأي شخص أن يزرعه إذا دفع رسوم الحقوق. هني كريسب تعد من بين التفاح الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، وواحدة من الأصناف المهجنة التي أدت إلى إنتاج كوزميك كريسب، لكن حماية براءة الاختراع الأمريكية انتهت في عام 2008 ولم يتم تسجيلها علامة تجارية.
هذا جعل الجامعات والمزارعين من حولها حريصين على إدارة أصنافهم الجديدة والواعدة أكثر وتسجيلها علامة تجارية. أنتجت جامعة مينيسوتا تفاحة سوييتانجو وجامعة كورنيل أنتجت تفاحة سناب دراجون. العلامات التجارية التي تتنافس الآن من أجل الاعتراف بها تشمل "بازاز" و"ريف" و"لودا كريسب" التي أنتجتها "رابطة الغرب الأوسط لتطوير التفاح".
هذه المنافسة هي أحد أسباب حجم وسرعة إطلاق تفاحة كوزميك كريسب. واشنطن تريد استخدام قدرتها الزراعية ونفوذها التسويقي لتطوير العلامة التجارية في أسرع وقت ممكن. هذا يمكن أن يعزز العوائد في الوقت الذي يكون فيه الصنف محميا ببراءة الاختراع وقادرا على التغلب على المنافسين الجدد.
هناك خطر أن تتم زراعة التفاح بحيث يقدم أقصى إنتاجية ممكنة، الأمر الذي يمكن أن يجعل الثمرة تفقد جوهرها. تفاحة كوزميك كريسب هي التعبير الأسمى عن مقاربة اليوم، بمظهرها المتناغم وتوازن الحلاوة والطعم اللاذع وسمات التفاحة الحديثة من القرمشة والطراوة.
تفاحة كوزميك كريسب تناسب المزارعين أيضا. لبها لا ينهرس أو يتحول إلى اللون البني بسهولة ويمكن تخزينها لمدة تصل إلى عام بعد الحصاد بحيث تبقى زمنا طويلا على أرفف محال السوبر ماركت. تزرع الأشجار من جذر صغير يتيح للمزارعين وضع أكثر من ألف في الفدان، في شكل صفوف مرتبة. بساتين التفاح اليوم لا تشبه كثيرا الصورة التي في أذهان الناس.
لا يمكن إلقاء اللوم على المزارعين في استجابتهم للسوق بهذه الطريقة - لديهم خيارات محدودة بالنظر إلى تفضيلات المستهلكين والقوة الشرائية لدى محال السوبر ماركت. تفاحة كوزميك كريسب مكيفة تماما وفقا لما تريده محال التجزئة والمتسوقون، وملفوفة في علامة تجارية لجعلها مربحة.
في المستقبل قد يسأم المستهلك مما تم صنعه له ولها - الاتساق المثير للأعصاب للفواكه التي لها المذاق نفسه دائما، وقرمشة تستغرق شهورا لتتلاشى. قد يفقدون طريقتهم القديمة في البحث عن التفاح في موسمه، ومتعة القضمة الأولى التي لا يمكن التنبؤ بها. حتى ذلك الحين، إليكم تفاحة كوزميك كريسب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES