FINANCIAL TIMES

طرح تطبيقات لضبط ميزانيات التمويل الشخصي

طرح تطبيقات لضبط ميزانيات التمويل الشخصي

بشرى سارة: يمكن للهاتف النقال من نوع آيفون 11 الباهظ الثمن (699 دولارا / 729 جنيها استرلينيا) أن يوفر عليك المال؛ هذا إذا قرنته بتطبيق يضبط الميزانية، بشكل جيد.
يستعد الباحثون في اسكتلندا لنشر دراسة شارك فيها 13 ألف شخص استخدموا تطبيق تمويل شخصي باسم موني داشبورد، خلال الأعوام الثمانية الماضية.
يقول مارسيل لوكاس، أحد الباحثين وأستاذ مساعد للعلوم المالية في جامعة هيريوت وات في إدنبره: "توصلنا إلى أنه إذا استخدم الناس خاصية ضبط الميزانية، فسيكونون قادرين على خفض إنفاقهم بشكل كبير".
التطبيق، ومقره في إدنبره، منصة تستخدم للوصول إلى الحسابات المصرفية ومجموعة من أدوات التخطيط والميزانية.
وهي واحدة من عديد من المشاريع المماثلة التي نشأت على جانبي الأطلسي، إلى جانب "مينت" الأداة الأصلية لإدارة الأموال في السوق الشاملة. تعد التطبيقات عادة برؤية العملاء ورؤى ثاقبة لسلوكهم المالي وتدريبهم على اتخاذ قرارات أفضل.
شعبية التطبيقات لا شك فيها. جمع تطبيق منت، الرائد الذي يعمل في الولايات المتحدة وكندا، نحو 20 مليون مستخدم في العقد الأول من عمره، وفقا لتحديث السوق لعام 2016.
أما تطبيق كريديت كارما الذي مقره في سان فرانسيسكو، فيقدم نتائج ائتمانية مجانية وأدوات صحية مالية، ويدعي أن لديه أكثر من 85 مليون مستخدم.
في بريطانيا، وصل عدد مستخدمي تطبيق موني داشبورد إلى 200 ألف مستخدم، ويهدف التطبيق إلى زيادة هذا الرقم بنحو خمسة أضعاف بحلول عام 2024.
المصارف الكبرى تدخل اللعبة أيضا. عمد كثير منها إلى تضمين عديد من أدوات الميزانية ضمن تطبيقاتها.
يدعم البعض منها، بما في ذلك بنك جيه بي مورجان تشيس، التكنولوجيا الدقيقة التي تنشئ تطبيقات لمساعدة الناس على تحسين رفاهيتهم المالية، أو تقديم المشورة في مكان العمل، مثل "آيكو" من بنك جولدمان ساكس.
يمكن مراقبة نجاح التطبيقات بطرق مختلفة. يعتمد البعض، مثل كريديت كارما، على استبيانات عن معنويات العملاء، للإشارة إلى ما إذا كان المستخدمون يشعرون بالتحسن بشأن صحتهم المالية. يأخذ آخرون عدد التنزيلات كدليل على أن التطبيقات تخدم الغرض منها.
يلقي البحث الذي أجراه لوكاس وتشاك هوارد من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا نظرة فاحصة على ما يحققه العملاء بمجرد تسجيلهم.
تتبع المنهجية الإنفاق من حسابات مستخدمي الرابط إلى التطبيق. كما تراقب عمليات السحب النقدي من أي من حسابات المستخدمين المصرفية، وتخصصها لفئات الإنفاق وفقا لأنماط الإنفاق النقدي المعتادة، كما هو موضح من قبل مكتب بريطانيا للإحصاء الوطني. يقول لوكاس "إنه يلاحظ السلوك الحقيقية".
توصل الفريق إلى أن معظم الناس "متفائلون للغاية" عندما يضبطون ميزانياتهم، والأغلبية لا يحققون أهدافهم. ومما يبعث على التفاؤل أكثر، أن هناك علامات على تحقيق وفورات حقيقية، في بعض المجالات الرئيسية التي بحث فيها الفريق.
فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب، يخفض مستخدمو التطبيق عادة إنفاقهم بنسبة 17 في المائة في الشهر الأول، و 14 في المائة أخرى في الأشهر الستة التالية.
ينفق الناس أقل على البقالة والوقود في الأشهر القليلة الأولى، لأنها تكبح جماح الإنفاق المحلي وتحوله إلى وسائل النقل العام، ولكن بعد ذلك يرتد المبلغ مرة أخرى إلى ما كان عليه.
يقول لوكاس: "إنها الفئة الوحيدة التي نرى فيها هذا التأثير المتأرجح، حيث يبدأ الناس في الإنفاق مرة أخرى بعد شهرين".
في الولايات المتحدة، توصلت منصة سمارت دولار، وهي أداة لوضع ميزانيات عوائد الموظفين، إلى أن مستخدميها يوفرون أو يسددون ديونا قدرها 16200 دولار في عامهم الأول.
يقول برايان هاملتون من منصة سمارت دولار إن الأشخاص الأكثر استجابة للتغيرات هم "الأشخاص الذين يدركون أنهم يكسبون مبالغ أكبر بكثير من المال، إلى درجة أنه لا يمكن أن يتعرضوا للإفلاس".
تستخدم راشيل كروز، مؤلفة الكتب الأكثر مبيعا والمتخصصة في التمويل الشخصي، منصة إيفري دولار لضبط الميزانية مع العملاء.
وتقول إن التطبيق يمكن أن يساعد كلا من المهووسين الذين يستمتعون بالتخطيط لإنفاقهم، و"الأرواح الحرة" الذين لا يرغبون في أن يتم تقييدهم.
وتقول: "ضبط الميزانية لا يحد من حريتك. إنه يمنحك الحرية في الواقع لأنك تمنح نفسك إذنا بالإنفاق".
وتقول إنه بمجرد أن يغير العملاء طرق إنفاقهم - ومعظمهم يسددون ديونهم غير المرتبطة بالقروض العقارية في غضون 18 إلى 24 شهرا - فإن التغييرات تظل قائمة.
وتقول: "لا يوجد شعور في العالم يساوي كونك خاليا من الديون. بمجرد أن تواجه هذه الحرية، لن ترغب أبدا في العودة إلى الشعور وكأنك عبد للديون".
باعتباره أكبر مصرف في أمريكا، يمتلك بنك جيه بي مورجان مجموعة من البيانات حول كيفية إدارة الأسر الأمريكية - أو عدم إدارتها - لإنفاقها.
تقول كولين بريجز، رئيسة قسم الابتكار المجتمعي في المصرف، إن تحليل تلك البيانات يكشف أن "معظم الأسر تعاني نقصا في المدخرات، والدخل غير النظامي، ومبالغ عالية من الديون، وسوء الائتمان في العادة".
أظهرت الأبحاث الحديثة التي أجراها معهد جيه بي مورجان تشيس أن أكثر من نصف الأمريكيين لا يمكنهم الحصول على 500 دولار للتعامل مع حالات الطوارئ.
وتقول بريجز: "التكنولوجيا توفر حقا فرصة هائلة لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل".
منذ خمسة أعوام، أطلق بنك جيه بي مورجان شراكة مع شبكة الصحة المالية، وذلك لكي يتمكن من العمل مع شركات التكنولوجيا الفائقة في المراحل المبكرة التي كانت تصمم حلولا لمساعدة السكان، من ذوي الدخل المنخفض. في أيار (مايو) الماضي، أكد المصرف التزامه وتعهده بمبلغ 25 مليون دولار أخرى.
حتى الآن، تقول بريجز إن جهود المصرف تركز على مجالات تراوح بين أدوات ضبط الميزانية التقليدية إلى "أساليب المقامرة"، مثل تحفيز العملاء على الادخار عن طريق إدخالهم في سباق اليانصيب أو تقديم تذكرة للكشط.
يقدم البعض "الحوافز غير النقدية"، مثل شارات لتحقيق أهداف الادخار، على غرار تلك التي تقدمها شركات اللياقة البدنية.
تعمل إحدى الشركات الأخرى التي دعمتها في "ألعاب التعليم المالي"، حيث يستخدم الأشخاص الصور الرمزية للتنقل في الوحدات النمطية حول كيفية إدارة أموالهم بشكل جيد.
تعتقد بريجز أن معظم الناس يريدون أن يكونوا مسؤولين ماليا. كما تقول: "نحن نعمل مع كثير من الاقتصاديين السلوكيين الذين يساعدوننا على التفكير حول الطريقة التي نستطيع بها سد هذه الفجوة في مجال النية".
يمكن للمصارف، بالطبع، أن تستفيد من الأشخاص غير المسؤولين ماليا الذين يسجلون عليهم رسوم السحب الكبيرة على المكشوف، ويتركون أموالهم في حسابات أسعار فائدة صفرية.
تقول بريجز: "تغيير الطريقة التي ترى بها المصارف العلاقة معها هو هدفنا. نحن نحرص على وضع الصحة المالية على رأس أولوياتنا".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES