FINANCIAL TIMES

المستثمرون في الأسهم لديهم ما يدعو للبهجة

المستثمرون في الأسهم لديهم ما يدعو للبهجة

كانت هذه السنة مليئة بمفاجآت سيئة للمستثمرين، لكن هناك عدة محفزات محتملة لاندفاع أوسع في الأسهم في الأسابيع الأخيرة من عام 2019.
تتصدر قائمة رغبات المستثمرين المؤسسين، بهامش كبير، التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، وفقا لآخر استطلاع شهري جمعه "بانك أوف أمريكا ميريل لينش"، شمل 175 مؤسسة عالمية تدير 507 مليارات دولار من الأصول.
في مكان آخر من قائمة الرغبات، سيرحب المستثمرون أيضا بزيادة الإنفاق من جانب ألمانيا والصين، إلى جانب إضافة نصف نقطة مئوية أخرى من "تسهيل التأمين" من قبل الاحتياطي الفيدرالي. كذلك ينظر إلى خروج بريطاني سلس من الاتحاد الأوروبي باعتباره وقودا لدفع الأسهم إلى الارتفاع في الأشهر الستة المقبلة.
في حال اندلعت حالة من النشوة نتيجة التوصل إلى صفقة سيكون هناك مجال كبير لرد فعل قوي في السوق. وهذا يتعارض مع كثير من المراكز الدفاعية التي تهيمن على المحافظ في الوقت الحالي، ما يولد تحولات كبيرة محتملة في أسعار الأصول.
قد تتضمن النتائج ارتفاعا في عوائد السندات طويلة الأجل من جهة، وضعفا في الدولار من جهة أخرى، ولا سيما مقابل عملات الأسواق الناشئة. وستشهد الأسهم قيادة أقوى من الشركات الدورية، أو الشركات التي تتعرض للاقتصاد، ما يعني أن أسواق الأسهم في الاقتصادات الناشئة وأوروبا ستندفع أكثر من وول ستريت. ومن شأن عائدات السندات طويلة الأجل أن تفضل أيضا الشركات المالية، بدلا من الشركات الدورية الأخرى مثل الشركات الصناعية.
في الآونة الأخيرة شهدنا تلميحات لمثل ردود الفعل هذه كلما ظهرت عناوين الأخبار المتفائلة بشأن التجارة، و"بريكست"، والحوافز المالية الألمانية، لذلك يلاحظ المستثمرون أن تحولات أكبر تلوح في الأفق. في الشهر الماضي الأسهم المحلية في منطقة اليورو والمملكة المتحدة تفوقت على الأسواق الكبيرة الأخرى، في حين تلاشت إشارة الركود من سوق السندات الأمريكية. وتحرك العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات ليعود مرة أخرى إلى مستوى أعلى من سندات الأشهر الثلاثة بعد أن أصبحت هذه العلاقة سلبية في أواخر أيار (مايو).
أحد الأسئلة هو ما إذا كان انفجار التفاؤل سيؤدي إلى توليد محفظة قصيرة الأجل، أو ما إذا كان الاقتصاد العالمي مهيأ للارتفاع الذي يمتد لدورة اقتصادية طويلة بالفعل ويتجنب توقعات الركود. سوابق تحقيق نتائج أكثر تفاؤلا تشمل الانتعاش خلال أواخر التسعينيات، وارتفاع النشاط بعد أزمة منطقة اليورو والارتداد من ذعر النمو عام 2015 /2016.
الأمر المثير، بالنظر إلى عدد العوامل التي يمكن أن تسير على ما يرام، أن عددا من مديري الاستثمار يتمسكون مع ذلك بمحافظ دفاعية. كثيرون يبحثون عن الراحة في وجود مجال لتصفية مراكزهم في فترة زمنية قصيرة نسبيا، نحو 20 يوما.
هذا ينم عن نقص في الاقتناع بشأن الآفاق الاقتصادية والمالية، وهو بالكاد استنتاج مدهش بالنظر إلى أن ذكريات عام 2008 محفورة بشكل عميق كبير للغاية. كما يعكس المخاوف من أن شرخا طويل الأجل يتشكل الآن في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
بالنسبة للصفقة التجارية تندرج آراء المستثمرين في عدة فئات رئيسية. استنادا إلى استطلاع أجرته BAML الأسبوع الماضي، تعتقد مجموعة (43 في المائة) أن أية ومضات تدل على التفاؤل، مثل تلك الناتجة عن الاجتماع الأخير في واشنطن بين الفرق التجارية، متجهة نحو التلاشي. بناء على هذه القراءة، الحقيقة التي سيتأطر من خلالها العقد المقبل هي أن التنافس القتالي والحرب الباردة بين القوتين ستشكل "حالة طبيعية جديدة".
وجهة نظر منافسة (يتبناها 36 في المائة) هي عبارة عن نظرة تساعد على تفسير بعض المرونة التي شهدتها الأسهم خلال معظم هذا العام. هؤلاء يرجحون احتمال التوصل إلى اتفاق قبل أن يتحول مناخ الاقتصاد الكلي إلى شتاء. وهذا يستلزم سلسلة من المراحل نحو الاتفاق قبل الانتخابات الأمريكية في العام المقبل.
فكرة وصول صفقات الاقتصاد الكلي، بدءا من التجارة إلى التحفيز المالي الألماني و"بريكست"، تعكس شعورا لدى المستثمرين بأن المسؤولين سيسعون جاهدين لتأجيل الركود التالي. ما إذا كانت الإغاثة ستصل في الوقت المناسب لتجنب هبوط أكثر صعوبة، هو سؤال يعمل فقط على زيادة القلق الحالي بين مديري الأصول حول خيارات محافظهم.
كريستينا هوبر، من "إنفيسكو" تلخص المزاج السائد حول العلاقات التجارية، قائلة: "تراجع الضباب المحيط بعدم اليقين التجاري، لكنه أبعد ما يكون عن الانقشاع. ينبغي أن يظل المستثمرون منوعين خلال بقية العام المؤدية إلى عام 2020 ، وهو عام من المتوقع أن يكون محفوفا بالتقلبات الجيوسياسية والتجارية".
قد يكون هذا مسارا حكيما لأن هناك جانبا آخر غير مرحب به للتعامل مع النشوة، سيصل عندما تكون هناك بالفعل علامات على التقييم المرتفع للأصول. في الأسبوع الماضي حذر صندوق النقد الدولي من أن "الأسعار في أسواق الأسهم تبدو مبالغا فيها في الولايات المتحدة واليابان" وأشار إلى أن علاوات مخاطر الائتمان "يبدو أنها مضغوطة للغاية مقارنة بالأساسيات".
البيئة الحالية تمثل، كما أشار أخيرا كريس إجو، من "أكسا إنفيستمنت مانيجمينت"، تحديا لجميع المستثمرين وليس فقط فيما يخص محاولة التحقق من أفضل "مجموعة من الأصول وملفات تعريف المخاطر".
قد يكون هناك حتى الآن جزء غير مريح في هذه القصة. على حد تعبير إجو: "سيكون من المفارقات إذا كانت ردة فعل السوق على انقشاع عوامل اللبس في السياسة وفي الجيوسياسة هي أسعار فائدة أعلى، وركودا معتادا مدفوعا بالانقباض المالي".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES