الطاقة- النفط

محللون: ارتفاع المخزونات الأمريكية يحد من فرص تعافي أسعار النفط

محللون: ارتفاع المخزونات الأمريكية يحد من فرص تعافي أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط بعد خسائر أولية خلال تعاملات أمس، وذلك بعد أن أشارت الصين إلى تقدم في محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، لكن المكاسب قيدتها توقعات لزيادة جديدة في مخزونات الخام في الولايات المتحدة.
ولا يزال ارتفاع المخزونات الأمريكية يحد من فرص تعافي الأسعار، إذ يقول لـ"الاقتصادية" جون هال مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية، إن الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام ما زالت مهيمنة بقوة خاصة في ضوء ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكي المحتمل للمرة السادسة على التوالي، وهي أطول سلسلة من النمو في عام تقريبا.
وأضاف أن تعقد المشهد بشأن حرب التجارة وضع الاقتصاد العالمي في حالة ارتباك متواصل، حيث أدى النزاع التجاري بين بكين وواشنطن إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية الهشة بالفعل، ومعها آفاق الطلب على الوقود.
وأشار إلى تأكيد الإدارة الأمريكية تفاؤلها بمسار التفاوض واحتمال إحراز تقدم قريب، إلا أن المعنويات السلبية والتخوف من فشل المفاوضات ما زال لهما الكلمة العليا في السوق.
ويواصل المنتجون في "أوبك" وخارجها جهود الحد من المعروض النفطي لامتصاص حالة التباطؤ الاقتصادي التي تتزامن مع استمرار وفرة الإمدادات خاصة من الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري.
وتتأرجح أسعار النفط بين الانخفاض والاستقرار النسبي مع حدوث ارتفاع محدودة، إذ إن وفرة مخزونات النفط الخام الأمريكية تسهم على نحو كبير في تقييد الطلب وبالتالي إضعاف النمو الاقتصادي.
وشدد مختصون على تمسك المنتجين في "أوبك" وخارجها على إعطاء الأولوية في جهود التعاون إلى خفض المخزونات وإعادتها إلى المستويات الطبيعية وامتصاص الفائض الذي يضعف الأسعار وينال من استقرار السوق.
وأوضحوا، أن اتجاه المخزونات يسير في اتجاه عكسي ويقاوم خطط الاستقرار التي ينفذها المنتجون، خاصة مع توقع تسجيل مخزونات الخام الأمريكية ارتفاعا قدره 4.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، وذلك بما يعكس الاستمرار في الاتجاه الصعودي الذي شهدته السوق منذ أوائل سبتمبر الماضي مع استمرار الصيانة في عمليات التكرير.
وهنا يقول لـ"الاقتصادية" ألكسندر بوجل المحلل في شركة جي بي سي إنرجي الدولية، إن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات واسعة في الفترة المقبلة في ضوء ضعف النمو المتوقع وانكماش الطلب على النفط الخام في مقابل استمرار النمو المتسارع في الإمدادات الأمريكية من النفط الصخري.
وأشار إلى أن مخزونات الخام الأمريكية زادت بأكثر من ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع الجاري وهو أطول مستوى من المكاسب منذ نوفمبر الماضي، مبينا أن حالة تراكم المخزونات التي تسيطر على السوق في المرحلة الحالية تضغط بقوة على الأسعار وتحول دون تحقيق مكاسب سعرية واسعة وهو ما يجعل معظم التوقعات تصب في مصلحة بقاء الأسعار في مستويات متوسطة.
من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" بيتر باخر مختص شؤون الطاقة والقانون، أن الوضع في السوق ليس سلبيا على النحو المطلق بل هو متغير على نحو كبير والبعض يرى حالة المعنويات الصعودية في السوق، بسبب احتمال تسجيل تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لافتا إلى أن بعض المسؤولين الدوليين رجحوا الحد من التعريفات المقررة في ديسمبر، إذا سارت المفاوضات على ما يرام.
وأضاف، أن آمال التغلب على عثرات التجارة بين الولايات المتحدة والصين قد تنقل السوق بالفعل إلى وجهات إيجابية للغاية وسيكون لذلك تأثيرات إيجابية في أسواق المال العالمية، خاصة إذا تم بالفعل إحراز تقدم جيد ومؤثر بما يبدد المخاوف من الركود والتباطؤ الاقتصادي العالمي ولو بشكل نسبي والسيطرة على مخاطر الهبوط.
بدورها، بينت لـ"الاقتصادية" المحللة الصينية إكسوي ساهي، أن ارتفاع مستوى المخزونات النفطية الأمريكية على نحو متواصل وبوتيرة سريعة هو مصدر قلق للسوق ولتوقعات الطلب على النفط الخام ولكن تبقى هناك عوامل إيجابية متوقعة واذا اكتملت بشكل جيد ستحد من التأثيرات السلبية في السوق وفى مقدمتها التفاؤل بشأن اتفاق الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين وأيضا التوصل إلى اتفاق يخص الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
ولفت إلى أن السوق تتطلع إلى تطورات إيجابية مؤثرة على نحو واسع مع وجود مؤشرات جديدة إلى أن الولايات المتحدة والصين على وشك التوقيع على صفقة تجارية جزئية الشهر المقبل، إضافة إلى التفاهمات المستمرة بين كبار المنتجين والرغبة القوية في التمسك بتوثيق الشراكة بينهما خاصة مع اقتراب موعد الاجتماع الموسع المقبل في فيينا في ديسمبر المقبل.
من ناحية أخرى، فيما يخص الأسعار، ارتفعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 66 سنتا إلى 59.62 دولار للبرميل، بينما صعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 77 سنتا إلى 54.08 دولار للبرميل.وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس الأول، إن جهود إنهاء الحرب التجارية مع الصين تسير بشكل طيب، وإن المفاوضين من البلدين يعملون على بلورة نص اتفاق المرحلة الأولى ليوقعه زعيما البلدين الشهر المقبل في اجتماعهما في قمة "أبيك".
وكتب بنك إيه. إن. زد في مذكرة ”يسود تفاؤل حذر أسواق السلع الأولية وسط مؤشرات إلى قرب توقيع اتفاق تجارية بين الولايات المتحدة والصين“،
ويوم الثلاثاء، قلص جولدمان ساكس توقعاته لنمو الطلب العالمي للنفط لعام 2020 إلى 1.3 مليون برميل يوميا من 1.4 مليون برميل في وقت سابق.
كما قلص توقعات نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي للعام المقبل إلى 0.7 مليون برميل يوميا، مقابل توقعات سابقة عند مليون برميل يوميا.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 59.50 دولار للبرميل يوم الإثنين الماضي، مقابل 60.06 دولار للبرميل في تعاملات الجمعة الماضي.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول تراجع عقب ارتفاع سابق، وأن السلة استقرت تقريبا عن مستوى الأسبوع الماضي نفسه الذي سجلت فيه 59.95 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط