اتصالات وتقنية

هل يمثل الاقتراب من عصر الروبوت خطرا على المجتمع والاقتصاد؟

هل يمثل الاقتراب من عصر الروبوت خطرا على المجتمع والاقتصاد؟

يتجه العالم بسرعة نحو زيادة رقمنة الخدمات وتعزيز الحصول عليها في كل وقت وأي مكان، إذ يعتمد عديد من الأفراد وقطاعات الأعمال اعتمادا كبيرا على الأتمتة، وفي خطوتها الأولى لاستخدام الأنظمة الروبوتية، ومع أن عديدا من المستخدمين يرون هذا الأمر إيجابيا إلا أنه ينبغي عدم التقليل من شأن التأثير الاجتماعي للروبوتات في الناس، والشعور الذي ينتابهم بعدم الأمان.

تأثير الروبوت في الصعيد الاجتماعي

مع أن أنظمة الروبوت المتطورة ما زالت في مرحلة البحث والتجربة في الوقت الحالي، خاصة من حيث الجوانب المتعلقة بالأمن الإلكتروني، إلا أن الأبحاث التي أجرتها شركة كاسبرسكي وجامعة غنت وجدت بعدا جديدا وغير متوقع للمخاطر المرتبطة بالروبوتات؛ يتمثل في التأثير الاجتماعي الذي تحدثه في سلوك الناس، إذ توصلت الأبحاث إلى أن الروبوتات يمكنها استخلاص المعلومات الحساسة بشكل فعال من الأشخاص الذين يثقون بها، من خلال إقناعهم باتخاذ إجراءات غير آمنة، كالتأثير في رغبة الناس في منحهم صلاحية الوصول إلى مرافق مؤمنة، لم يكونوا ليمنحوها أناسا مثلهم، على سبيل المثال.
انصب تركيز البحث على تأثير روبوت اجتماعي محدد جرى تصميمه وبرمجته للتفاعل مع الأشخاص عبر قنوات شبه بشرية، مثل الكلام أو الإيماءات، بمشاركة نحو 50 شخصا، وبالنظر إلى افتراض التجربة البحثية إمكانية اختراق الروبوتات الاجتماعية والسيطرة عليها من قبل مهاجم.
وحذرت الدراسة من المخاطر الأمنية المحتمل حدوثها التي قد تؤثر تأثيرا فعالا في المستخدمين لاتخاذ إجراءات معينة، حيث يمتلك العالم ثقة كبيرة بالروبوتات في الوقت الحالي يمكن استغلالها عبر اتخاذ إجراءات أو الكشف عن المعلومات، خاصة مع ازدياد شبه الروبوت بالإنسان، الأمر الذي يكسب الأول قدرة أكبر على الإقناع، وهو ما قد ينطوي على مخاطر أمنية كبيرة يميل الناس إلى عدم التفكير فيها، مفترضين أن الروبوت خير وجدير بالثقة، لكن هذه الثقة قد تؤسس لقناة محتملة للهجمات الخبيثة، وليست الحالات التي تطرق لها سوى جزء بسيط من المخاطر الأمنية المرتبطة بالروبوتات الاجتماعية، وهو ما يدفع جميع المعنيين للمسارعة إلى التعاون لفهم المخاطر ومعالجة مواطن الضعف، الأمر الذي سيؤتي ثماره في المستقبل.

تأثير الروبوت في الصعيد الاقتصادي

يأتي تأثير الروبوت في مجتمع الأعمال بشكل كبير وخطير، حيث كشفت دراسة أجرتها شركة أوراكل مع شركة Future Workplace أن الناس يثقون بالروبوتات أكثر من المدير البشري، ووجدت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي في الروبوت غير العلاقة بين البشر والتقنية في أماكن العمل، وأنه يعمل اليوم على إعادة تشكيل الدور المطلوب من فرق الموارد البشرية والمديرين لاستقطاب المواهب والمحافظة عليها وتنميتها.
أظهرت الدراسة أن أغلب الموظفين الذين تبلغ نسبتهم 65 في المائة متفائلون ومتحمسون وشاكرون لإمكانية وجود الروبوتات كزملاء لهم في العمل، فيما يظهر 25 في المائة منهم مشاعر محبة ورضا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، كما أن الرجال ينظرون بإيجابية أكثر لدور الذكاء الاصطناعي في العمل مقارنة بالنساء، كما أن 64 في المائة من المستطلعين يثقون بالروبوتات أكثر من المدير ويتجهون إلى الروبوتات بدلا منهم، طلبا للنصح والمشورة، حيث يرى 82 في المائة من المستطلعين أن الروبوتات قادرة على تنفيذ عدد من المهمات بصورة أفضل من المدير.
عند سؤالهم عما تستطيع أن تفعله الروبوتات بصورة أفضل من المدير؟ توزعت النتائج، حيث قال 42 في المائة منهم "إن الروبوتات أفضل في اتباع خطط العمل بدقة"، بينما يرى 34 في المائة أن الروبوتات أفضل في حل المشكلات، ويرى 32 في المائة أن الروبوتات قادرة على توفير معلومات غير متحيزة.
يذكر أن الدراسة شملت آراء 8370 موظفا يعملون في مناصب إدارية ورؤساء أقسام الموارد البشرية في عشر دول حول العالم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية