ينتقص من الهيبة، لكنه حكيم. السير جيمس غير عاطفي تجاه التجارب غير الناجحة. أخبرني ذات مرة عن محاولة شركة دايسون الفاشلة لصنع الغسالات، قائلا "لم أفرض سعرا كافيا. تعلمت هذا الدرس". من الأفضل أن الاعتراف بالهزيمة الآن وليس بعد تبديد مئات الملايين.
كي يزدهر أي عمل تجاري، يجب أن يتم اتخاذ قرارات صعبة. هذا لا ينطبق فقط على المشاريع الجديدة بل على استراتيجية الشركة. تمت إقالة جون فلينت من منصب الرئيس التنفيذي لـ"إتش إس بي سي" في آب (أغسطس) لأن مارك تاكر، رئيس مجلس إدارة المصرف، اعتقد أنه كان يتجنب الخيارات الصعبة. كتب رام شاران، مستشار الاستراتيجيات المخضرم: "مهمة الرئيس التنفيذي، كما يعلم الجميع، هي اتخاذ القرارات".
ينطبق هذا بشكل خاص عندما تواجه الصناعات بأكملها اختلالا في نماذج أعمالها. مانفريد نوف تولى منصب رئيس قسم خدمات مصرفية الأفراد في "دويتشه بانك" مع تحذير بأن لديه "قليلا من الصبر" بشأن توفير 1.4 مليار يورو من التكاليف السنوية. لا بد أنه مدرك تماما أن المديرين التنفيذيين ليس لديهم وقت طويل في مصرف دويتشه لإثبات أهميتهم.
قارن ذلك بشركة بوينج التي اتهمت الأسبوع الماضي بالتردد لأنها انتظرت طويلا للفصل بين دور رئيس مجلس الإدارة ودور الرئيس التنفيذي في أعقاب حادثتي تحطم مميتتين لطائراتها طراز 737 ماكس. بعد أن طمأن المستثمرين هذا العام بأنه لا حاجة له إلى أن يحل محل دينيس مويلنبرج في رئاسة مجلس الإدارة، غير ديفيد كالهون، المدير المستقل الرئيسي في شركة بوينج، المسار.
التردد شائع في الشركات التي تواجه إمكانيات لا تعد ولا تحصى، عندما يكافح المسؤولون التنفيذيون لتقييم بدائلهم لاستراتيجية مستقبلية. كثير من المديرين يشعرون بالإحباط من الوتيرة الفاترة لعملية صنع القرار في الشركات. شركة ماكينزي الاستشارية، أجرت مسحا شمل تنفيذيين اشتكوا من "الاعتماد المفرط على الإجماع" من أمور أخرى مثيرة للضيق.
الخطأ لا يقع دائما على المديرين التنفيذيين. يشعر بعض المديرين بالارتياح لاتخاذ القرارات البسيطة، لكنهم يكافحون عندما تتم ترقيتهم إلى مستوى يواجهون فيه حالة من الغموض والشك. حينها يحتاجون إلى استخدام تقديرهم، وليس الرجوع إلى البيانات.
ترددهم يمكن أن يعدي الرئيس التنفيذي. "إنها ليست ديمقراطية. لقد رأيت أن بعض المديرين التنفيذيين أصبحوا سجناء تقاريرهم المباشرة. إنهم يستسلمون لنقاشات لا نهاية لها، أو ربما يريدون فقط أن يكونوا محبوبين"، كما كتب البروفيسور شاران في مقال منشور في مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو" تحت عنوان لاذع هو "لا يمكنك أن تكون ضعيفا".
نويل كوين، الذي تمت ترقيته الآن من رئيس الخدمات المصرفية التجارية إلى رئيس تنفيذي مؤقت في "إتش إس بي سي" يستخدم "قاعدة الثواني الخمس" لحث التنفيذيين الذين يقدمون تقارير إليه للوصول إلى قرارات.
بعد أن يلخصوا البدائل والخيارات لأي استراتيجية، يخبرهم أن يتوقفوا بضع ثوان ويختاروا واحدا. بعد ذلك بفترة يسمح للتنفيذيين بالتفكير أكثر في خياراتهم الغريزية وتغيير رأيهم إذا رغبوا في ذلك. استخدام الحدس بعد النظر في الأدلة يساعد على تجنب أن يكون المرء عاجزا عندما يواجه سؤالا لا تكون له إجابة سهلة.
هناك مكافآت لكونك حاسما، تتجاوز مخاطر انحراف الشركة وفقدان وظيفتك. ينجذب المستثمرون ووسائل الإعلام إلى قصص واثقة ولا يحبون عدم اليقين. لا جدوى من تحديد يوم للاستراتيجية إذا لم تتمكن من الاستقرار على استراتيجية، أو قول كيف سيتم تنفيذها.
دانييل كانيمان، عالم النفس الحائز على جائزة نوبل، لاحظ أن "المديرين يفكرون في أنفسهم وكأنهم قباطنة سفن على بحر عاصف" يستجيبون بمهارة للعناصر المحيطة بهم. من الأفضل اختيار وجهة والإبحار نحوها بدلا من مجرد التجول.
كانيمان فاز بجائزة نوبل في الاقتصاد لبحوثه في التحيزات القائمة على المعرفة التي تؤثر في الخيارات البشرية. اتخاذ قرارات سريعة، حتى لو كانت تستند إلى التجربة والخبرة، يعد أمرا ذا قيمة لكنه ليس مضمونا. كما لاحظ أن "الحدس يبدو نفسه تماما عندما يكون خاطئا وعندما يكون صحيحا، هذه هي المشكلة".
أولئك الذين ينظرون في تحد من جميع الزوايا ويتصرفون بحكمة وحسم ربما يخطئون أيضا. كتب كانيمان: "حتى المديرين ذوي الخبرة العالية والكفاءة العالية وحسن النية معرضون للخطأ". من بين المصائد "تأثير الهالة" والاعتقاد بأن المسؤول التنفيذي الذي نجح من قبل سيجعل أي مشروع ناجح.
يترتب على ذلك أن القادة ينبغي ألا يكونوا أسرى قراراتهم، أو الانحياز إلى ما ينسجم مع اعتقادهم المسبق بأن المسار الذي تم اختياره يجب أن يكون صحيحا. كان السير جيمس نبيها بما يكفي للتخلي عن سيارته الكهربائية، على الرغم من إفصاحه عن إيمانه بها علنا وتعيين 500 موظف. بعد أن اجتاز مرحلة حاسمة، عاد عندما اكتشف وعورة الطريق بعد مسافة من حيث هو الآن.
الأمر أكثر صعوبة عندما يضع قائد ما الشركة بأكملها في مسار آخر، فقط ليكتشف المتاعب والصعوبات. قد يحتاج الأمر إلى خلف يأتي ويقلب هذه الخيارات. لكن القرارات على الأقل ستثبت أنها صحيحة بعض الأحيان، أما التردد فهو خاطئ دائما.
أضف تعليق