تقارير و تحليلات

تعافي السندات الأمريكية يقود إلى ارتداد عوائد الصكوك السعودية في تداولات السوق الثانوية

تعافي السندات الأمريكية يقود إلى ارتداد عوائد الصكوك السعودية في تداولات السوق الثانوية

تعافي السندات الأمريكية يقود إلى ارتداد عوائد الصكوك السعودية في تداولات السوق الثانوية

قاد تعافي عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال الشهر الماضي إلى ارتداد العائد الخاص بأدوات الدين السيادية السعودية من الصكوك في تداولات السوق الثانوية، الأمر الذي انعكس على عوائد طرح أيلول (سبتمبر) من الصكوك الحكومية.
وينتظر أن يتأثر طرح هذا الشهر بالتحركات السريعة والمتغيرة لعوائد الخزانة الأمريكية، بحكم ربط العملة بالدولار.
أظهر رصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، أن معظم عوائد الصكوك الحكومية سجل ارتدادات من قيعانه التي سجلها هذا العام، منذ مطلع سبتمبر الماضي حتى الآن.
بحسب الرصد، ظهر هذا الأثر في "العائد النهائي" الخاص بالصكوك العشرية الحكومية التي أعيد فتحها في سبتمبر التي أصبح "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" الخاص بها عند 2.63 في المائة مقارنة بـ2.45 في المائة خلال أغسطس، بعد طرحها أمام المستثمرين.
تأتي تلك التغيرات الطفيفة على حركة أدوات الدين الحكومية في السوق الثانوية بعد أن أخذت أسعار الصكوك الحكومية تتداول عند مستويات قياسية "أي بعلاوة سعرية" منذ بداية أبريل حتى نهاية أغسطس، وانعكس أثرها على إحداث انخفاضات في مقياس "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" خلال تلك الفترة قبل أن يحصل الارتداد مع بداية شهر سبتمبر الماضي.

علاقة عوائد الخزانة الأمريكية
يظهر الرصد كيف ارتفعت عوائد سندات الخزانة العشرية الأمريكية من 1.55 في المائة خلال موعد طرح الصكوك العشرية السعودية في منتصف أغسطس مقارنة بالمستويات التي سجلتها سندات الخزانة العشرية الأمريكية في 13 سبتمبر "1.90 في المائة"، خلال مرحلة موعد إعادة فتح الصكوك العشرية للسعودية الشهر الماضي.
ويظهر الرصد من هذه المقارنة أن عوائد السندات العشرية للخزانة الأمريكية ارتفعت بمقدار 35 نقطة أساس أي بنسبة 22.5 في المائة، مقارنة بارتفاع بمقدار 18 نقطة أساس أي بنسبة 7.3 في المائة مع الصكوك العشرية السعودية في سبتمبر.

طرح صكوك ادخارية
تطرح حكومة السعودية اليوم الأحد إصدارها الشهري من الصكوك الادخارية الخاص بشهر أكتوبر، الذي تبدأ فيه استقبال طلبات المستثمرين في أدوات الدخل الثابت.
يأتي الإصدار في وقت دخلت فيه الإصدارات السيادية حول العالم "ولا سيما ذات التصنيف الائتماني المرتفع" مرحلة تدني مستويات العائد، وستتم تسوية الإصدار يوم الأربعاء من هذا الأسبوع.
ولا يعرف حتى الآن إذا ما كانت جهة الإصدار السيادية تنوي إعادة فتح إصدار سابق أو طرح إصدار جديد بالكامل أو مزيج بين المنهجيتين.
ويُنتظر بعد أن تتم التسوية بعدة أيام أن تتوافر بيانات عوائد شرائح الإصدار من الموقع الإلكتروني لمكتب الدين العام.

العائد حتى تاريخ الاستحقاق
يستعين العاملون في أسواق الدخل الثابت بمقياس "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" Yield to Maturity (YTM)، ذلك من أجل حساب العائد المستقبلي لأداة الدين، في حال الاحتفاظ بها إلى أن يحين أجل إطفائها.
ويحدد هذا المقياس مدى جدوى الاستثمار من عدمه، ويكثر استخدام هذا المؤشر "بين المستثمرين" من أجل إجراء مقارنات بين العوائد السنوية لأدوات الدين، بغض النظر عن آجال استحقاقاتها.
على سبيل المثال، يقف العائد حتى تاريخ الاستحقاق للصكوك العشرية التي يحين أجل استحقاقها في أكتوبر 2028 عند 3.04 في المائة مقارنة بـ4 في المائة في 3 يناير من العام الجاري.
ويعود سبب انخفاض هذا العائد إلى العلاوة القياسية للصك في السوق الثانوية، مقارنة بالقيمة الاسمية ألف ريال.

توسيع الهامش الائتماني
في الإطار ذاته، يتبين أن "العوائد حتى تاريخ الاستحقاق" حافظت على نطاق انخفاضاتها القياسية "بعد طرح الشهر الماضي" التي أصبحت تراوح الآن بين 16.8 و44.8 في المائة مقارنة بأعلى "عائد " تاريخي تم تسجيله منذ طرح برنامج الصكوك الحكومية في منتصف 2017.
أظهر الرصد الخاص بالتداولات الثانوية للسوق الذي تدرج فيه أدوات الدخل الثابت لدى "تداول" أن معظم الإصدارات السيادية البالغة 29 إصدارا من الصكوك تتداول فوق مستويات القيمة الاسمية.

متغيرات الساحة الائتمانية
يأتي الإصدار الحكومي في وقت تشهد فيه الساحة الائتمانية على الصعيدين المحلي والدولي تغيرات حادة في معدلات أسعار الفائدة، فهذا هو الإصدار الثالث الذي يأتي منذ أن قامت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" في أواخر يوليو بتخفيض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس "على الريبو والريبو العكسي".
أما على الصعيد العالمي، فالإصدارات الحكومية تتأثر بشكل أو بآخر "على الجانب التسعيري" بالتغيرات الجارية على عوائد الخزانة الأمريكية "التي سجلت عوائدها ارتفاعات خلال الـ50 يوما الماضية"، إضافة إلى ذلك فإن أسواق الدخل الثابت أخذت تُسعر احتمالية قيام "الفيدرالي" بمواصلة خفض الفائدة الأمريكية لهذا العام.

الصكوك الخمسية
بعائد نهائي وصل إلى 2.03 في المائة، سجلت شريحة الصكوك الخمسية مع طرح شهر أغسطس لهذا العام، أقل عائد تاريخي "حتى تاريخ الاستحقاق" يأتي مع إعادة فتح إصدار، منذ بدء العمل ببرنامج إصدارات الصكوك الحكومية المقومة بالريال في منتصف 2017، أي أن هذا العائد هو الأدنى منذ سنتين بالتحديد منذ إصدار أغسطس 2017 الذي كان بعائد 2.70 في المائة.
وأشار رصد الصحيفة إلى أن مقدار نسبة الانخفاض في "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" مقارنة بأعلى عائد تاريخي لهذه الشريحة بلغ الآن 44.8 في المائة.

الصكوك السبعية
مع إصدار شهر يوليو لهذا العام، سجلت الصكوك السبعة أدنى "عائد حتى تاريخ الاستحقاق" في تاريخها، حيث أعيد فتح الإصدار عند 2.38 في المائة مقارنة بأعلى عائد سجلته في أكتوبر 2018 هو 3.88 في المائة أي أن إعادة فتح الإصدار قد جلبت معها انخفاضات بمقدار 38.6 في المائة "ذلك عند مقارنة أعلى وأدنى عائد".
ورغم أنه أعيد فتح الصكوك السبعية لأحد إصدارات عام 2017 إلا أن ما تبقى منها من آجال يصل إلى خمس سنوات، لذلك نظريا إن هذا هو أول إعادة فتح لصكوك سبعية لهذا العام، إلا أنه فعليا من وجهة نظر المستثمرين إن إعادة الفتح أقرب ما تكون إلى صكوك خمسية.

الصكوك العشرية
خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، استمرت عوائد الصكوك العشرية في تسجيل أدنى عائد تاريخي لها "حتى تاريخ الاستحقاق" منذ بدأ العمل ببرنامج إصدارات الصكوك الحكومية.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة من مكتب الدين العام في وزارة المالية المتعلقة بإصدار شهر أغسطس، أن "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" للصكوك العشرية "إعادة فتح إصدار سابق" قد سجل 2.45 في المائة.
ويشير الرصد إلى أن مقدار نسبة الانخفاض مقارنة بأعلى عائد تاريخي لهذه الشريحة يبلغ الآن 39.6 في المائة.

شريحة الـ 12 و15 سنة
أما شريحة الـ12 سنة التي طُرحت للمرة الأولى في فبراير عند 4.10 في المائة، فبلغ "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" الخاص بالإصدار القديم الذي أعيد فتحه في سبتمبر 2.93 في المائة.
وأظهر الرصد أن مقدار نسبة الانخفاض في "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" مقارنة بأعلى "عائد" تاريخي لهذه الشريحة قد وصل إلى 28.5 في المائة.
واستمرت ظاهرة الهبوط القياسي لعوائد الصكوك الحكومية لتصل إلى شريحة 15 سنة التي طُرحت في مارس من هذا العام للمرة الأولى بعائد 4.01 في المائة، قبل أن تتم إعادة فتح الإصدار في شهر أغسطس بعائد حتى تاريخ الاستحقاق بلغ 2.94 في المائة.
وأشار الرصد إلى أن مقدار نسبة الانخفاض مقارنة بأعلى "عائد" تاريخي لهذه الشريحة قد بلغ الآن 26.6 في المائة.

الصكوك الثلاثينية
بعد توقف دام أربعة أشهر من مايو إلى أغسطس، عادت الصكوك الثلاثينية لأسواق الدين المحلية، بعد طرحها للمرة الأولى في أبريل من هذا العام بعائد 4.64 في المائة.
وهبط "العائد حتى تاريخ الاستحقاق" في إعادة الفتح التي تمت في سبتمبر إلى 3.86 في المائة، علما بأن مقدار نسبة الانخفاض مقارنة بأعلى عائد تم تسجيله هو 16.8 في المائة.

* وحدة التقارير الاقتصادية

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات