الطاقة- النفط

محللون: ميثاق التعاون السعودي - الروسي يرد بقوة على الرهانات بعدم صمود اتفاق «أوبك +»

محللون: ميثاق التعاون السعودي - الروسي يرد بقوة على الرهانات بعدم صمود اتفاق «أوبك +»

وصف محللون ومختصون دوليون، ميثاق التعاون النفطي السعودي - الروسي بالنقلة النوعية التي تمهد لشراكة أوسع بين منظمة "أوبك" وخارجها، وتطور على نحو واسع الشراكة التي بدأت منذ 2016، وتمكنت وما زالت تعمل على التغلب على كثير من التحديات التي تواجه السوق بشكل متلاحق.
وقالوا لـ"الاقتصادية"، إن الاتفاقية الجديدة الخاصة بالنفط، تعكس ثقة المنتجين ببقاء النفط الخام قائدا لمزيج الطاقة في العالم، وعنصرا أساسيا في التنمية لكل اقتصاديات العالم، سواء المتقدمة أو النامية.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن الاتفاقية وبروتوكولات التعاون التي وقعت بين السعودية وروسيا في مجال الطاقة على هامش الزيارة التاريخية للرئيس بوتين إلى الرياض، ستمثل نقلة كبيرة في التعاون المشترك، وستدعم استقرار أسواق الطاقة، بعدما أرسلت رسالة إلى الأسواق مفادها أن كبار المنتجين متفائلون في وضع السوق وساعون إلى توثيق عملهم المشترك من أجل الوصول إلى تنمية الصناعة بشكل مستدام.
وتوقعت، أن يكون للزيارة نتائج إيجابية واسعة على استقرار السوق ومستقبل الشراكة بين دول "أوبك" ودول خارجها بقيادة روسيا، حيث ستكون الزيارة ملهمة لمزيد من الاتفاقات الأخرى المكملة بين "أوبك" وخارجها، فيما يرد الميثاق الموقع بقوة على من راهنوا على أن تحالف "أوبك +" لن يصمد كثيرا.
من جانبه، أوضح جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، أن الزيارة تجيء في إطار تفاهمات مستمرة ومنظومة عمل ناجحة تجمع السعودية وروسيا منذ أعوام، وأسهمت في علاج أوجه خلل ومصاعب عديدة تعرضت لها السوق في الأعوام الثلاثة الأخيرة، حيث تجاوبت روسيا مع دعوة السعودية ومنظمة أوبك لخفض الإنتاج.
وعد أن اتفاق النفط الجديد سيسهم في استعادة رسوخ الأسعار وتوازن السوق في ظل هذه المرحلة الصعبة المليئة بتأثيرات قوية للغاية تفوق قدرات أي منتج، وهي تحديات التباطؤ الاقتصادي وتداعيات حرب التجارة المتصاعدة، علاوة على تصاعد المخاطر الجيوسياسية.
ولفت إلى أنه من الإيجابي أيضا أن الاتفاقات السعودية - الروسية تطرقت أيضا إلى تعزيز الاستثمار المشترك وحماية الاستثمارات بين البلدين، لافتا إلى أنها تجيء في توقيت صحيح تحتاج فيه حركة الاستثمار، خاصة في مجال الطاقة، إلى دفعة قوية لتعويض ركود حاد استمر على مدار أكثر من ثلاثة أعوام ولم يتعاف منه بشكل كامل حتى الآن.
بدوره، قال المحلل البلغاري أندريه يانييف الباحث في شؤون الطاقة، إن زيارة الرئيس الروسي التاريخية إلى الرياض وتوقيع هذا الكم من الاتفاقيات المهمة، التي غطت كامل الأنشطة الاقتصادية، خاصة في مجال الاستثمارات النفطية، ستكون بمنزلة دفعة قوية قبل اجتماع المنتجين في "أوبك" وخارجها في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لبحث تقييم وضع السوق.
وتوقع أن يكون أداء السوق أفضل في الربع الرابع بعدما تغلبت السعودية على تداعيات هجوم 14 أيلول (سبتمبر)، ونجحت في توسيع الشراكة مع روسيا في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
وعد أن الاتفاق الذي جمع "أرامكو السعودية" وصندوق الاستثمار المباشر في روسيا، سيدعم عملية الاكتتاب العام المرتقبة في أسهم "أرامكو"، كما سيزيد من المشاريع المشتركة وأنشطة الاستحواذ وشراء الحصص المتبادلة في شركات سعودية وروسية، بما يعمق تشابك المصالح الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، وبما يعود بالفائدة على صناعة النفط وعلى صناعات البتروكيماويات وثيقة الصلة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط