أخبار

ميليشيات إيران .. إقصاء الدولة واستنزاف الشعب

ميليشيات إيران .. إقصاء الدولة واستنزاف الشعب

أكدت الصور القادمة من طهران، بمناسبة أحياء ذكرى عاشوراء، أن قادة الميليشيات العرب الموالين لها لم يدركوا بعد حجم الخطر الذي تشكله علاقاتهم بإيران على بلدانهم، حيث ظهر مقتدى الصدر القائد الشيعي بجانب المرشد علي خامنئي في إحدى الحسينيات العزائية، في الوقت ذاته الذي يعيش فيه العراق الأزمات بسبب هذا النظام الدموي، ولأن لبنان لا تختلف حاله عن حال العراق بسبب العلاقة التي تجمع بعض أطيافه مع طهران، كشف مارشال بيلينجسلي مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، أن النظام المصرفي اللبناني يعاني الحصار بسبب تصرفات حزب الله.
وأوضح بيلينجسلي أن النظام الإيراني كان يحول 700 مليون دولار سنويا إلى ميليشيات حزب الله، الأمر الذي تراجع كثيرا في الآونة الأخيرة بسبب العقوبات الأمريكية على طهران، لافتا إلى أن ميليشيات حزب الله تحاول تعويض النقص في تمويلها عن طريق التورط في الأعمال الإجرامية مثل الاتجار في المخدرات وغسل الأموال، مشيرا إلى شبكة مالية لدى الحزب في كولومبيا كانت تحول ملايين الدولارات إلى لبنان، مؤكدا أنه كما فعلت الولايات المتحدة مع إيران، من حيث تشديد العقوبات، ستفعل الأمر نفسه مع ميليشيات حزب الله، مشيرا إلى العقوبات التي طالت كيانات عديدة من بينها "جمّال بنك". وبجدية كبيرة تجاه لبنان، أكد بيلينجسلي أن بلاده ستواصل الضغط على الميليشيات والشبكات غير القانونية التي يقيمها حزب الله من أجل تمويل نشاطاته، وشدد على أن الميليشيات اللبنانية تأثرت كثيرا بالعقوبات المفروضة على طهران، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى تقليص ما تقدمه للحزب اللبناني، مستشهدا بحديث زعيم ميليشيات حزب الله بشأن المطالبة بالتبرعات لمصلحة الحزب، ودلالاتها على صعوبة الأوضاع المالية التي يعيشها.
وأكد مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب أن الولايات المتحدة ستستمر في فرض العقوبات على النظام الإيراني طالما استمر في ارتكاب الانتهاكات وتمويل الإرهاب، مبينا أن إيران أصبحت تعاني كثيرا جراء العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترمب عليها منذ 2018، قائلا "نعرف أن إيران تأثرت جراء العقوبات الأمريكية، فالناتج القومي هبط بنسبة 6 في المائة، كما أن صادرات إيران من النفط تقلصت من ثلاثة ملايين برميل يوميا إلى 500 ألف برميل يوميا، وهذا ما أقر به مسؤولون في النظام الإيراني".
وطالب بيلينجسلي المجتمع الدولي بوقف شراء النفط الإيراني، الذي يمول التنظيمات الإرهابية وفيلق القدس، وقال "إن البنك المركزي الإيراني يسهل نقل الأموال إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله، أبرز وكلائه"، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، انسحب في مايو 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، وأعاد فرض العقوبات عليها، وفي مايو الماضي شدد ترمب من تلك العقوبات بسبب انتهاك إيران الاتفاق، ومواصلة برنامجها للصواريخ الباليستية والنووية، فضلا عن دعم الميليشيات الإرهابية وإثارة الفوضى والتوترات في المنطقة، فيما طالت العقوبات الأمريكية لاحقا ميليشيات حزب الله.
ولا تقتصر تصرفات ميليشا حزب الله على تهديد الأمن القومي للبنان، في مصلحة خدمة بلد آخر بدوافع طائفية، إذ تتجاوز ذلك حتى حدود تعطيل المنظومة الدفاعية للبلاد، ذلك ما قاله الرئيس اللبناني الأسبق العماد ميشيل سليمان، الذي قال في لقاء متلفز "إن استراتيجية حزب الله لا تتناسب مع الاستراتيجية الداخلية الخاصة بالدفاع عن لبنان وليس عن أي مكان آخر"، لافتا إلى أن بلاده لم تتوصل بعد إلى إقرار الاستراتيجية الدفاعية، وهي باختصار "قرار سياسي للدولة وقرار عسكري للجيش والاستفادة من إمكانات من حزب الله بإمرة الجيش عند اللزوم، وهذه بصورة مؤقتة حتى يأتي السلاح وتسليح الجيش"، مشيرا إلى أن الدولة اللبنانية يمكن أن يصبح قرارها في يدها في حال أقرت الاستراتيجية الدفاعية التي عملت من أجلها لسنوات طويلة، كما أن أحد أهم عوامل نجاح الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، هو اقتناع حزب الله بأن يكون القرار العسكري والأمني والسياسي في يد الدولة، مشددا على أن تفرد حزب الله بالشؤون الدفاعية يضعف الدولة اللبنانية ليس على الصعيد السياسي والعسكري بل حتى على الصعيد الاقتصادي. بالعودة إلى العراق الجريح بأيدي أبنائه، على قادته وصناع قراره وأولياء أمره أن يدركوا أن النسر الأمريكي يحوم حول المتورطين مع طهران، ويظهر ذلك بوضوح بعد فرض عقوبات أمريكية على قادة في ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، إلى جانب محافظين سابقين في تموز (يوليو) الماضي، إذ شملت العقوبات الأمريكية ريان الكلداني قائد كتبية بابليون التابعة للحشد الشعبي، ووعد القدو آمر لواء 30 الحشد الشعبي، ونوفل العاكوب محافظ نينوى السابق، وأحمد الجبوري (أبومازن) محافظ صلاح الدين السابق رئيس تحالف المحور.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار