الناس

بعد 800 عام من الغزو .. علماء يكتشفون آثار مدينة «غرقت في الدماء»

بعد 800 عام من الغزو .. علماء يكتشفون آثار مدينة «غرقت في الدماء»

اكتشف الباحثون آثارا جديدة لمدينة روسية غرقت في دماء سكانها قبل أكثر من 800 عام، حيث لم يسلم أحد تقريبا من بطش جنود المغول، بعد غزوهم "ياروسلافل" الروسية عام 1238.
وذبح المغول مئات بوحشية وألقوهم في مقابر جماعية، واكتُشف أكثر من 300 جثة في تسعة قبور متفرقة، احتوى أحدها على أجيال من عائلة واحدة، وفقا لـ"وكالة الأنباء الروسية".
واتضح أن المغول دفنوا الضحايا من دون وضع أي علامات تدل على أصلهم، وحلل علماء معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا جينات أحد المقابر الذي احتوى على 15 جثة، وأثارت ثلاث جثث اهتمامهم. ووجد العلماء أن هذه الجثث الثلاث لأقارب، امرأة وابنتها وحفيدها، كما أن عمر المرأة كان على الأقل 55 عاما قبل قتلها، وعمر ابنتها بين 30 و40 عاما، وعمر حفيدها أقل من 20 عاما، وتوضح الصور التي نُشرت أخيرا الإصابات على جماجم الضحايا.
وما حدث هو أن باتو خان ​​حفيد جنكيز خان، قام بتدمير المدينة بعد فترة طويلة من التقدم في غزو روسيا، وياروسلافل تعد منطقة أثرية، فرغم المذبحة نجا عدد من المباني والمعالم إلى الآن.
كما اكتشف العلماء تسوس أسنان إحدى الجثث، الناجم عن أكل العسل والسكر، اللذين كانا متاحين للعائلات الثرية آنذاك. وقد دمر حفيد جنكيز خان بلدات أخرى مماثلة لياروسلافل واحتل في النهاية عشر مناطق في روسيا الحالية.
إضافة إلى أنه في خمسة أعوام فقط، قضى على 7 في المائة من سكان روسيا، وعندما رفض الأمير الروسي الخضوع للمغول، قام حفيد جنكيز خان بإحراق العاصمة بكل من فيها.
وقالت آسيا إنجوفاتوفا نائبة مدير معهد الآثار في الأكاديمية الروسية للعلوم ورئيسة حفريات ياروسلافل "كان غزو باتو خان أكبر مأساة حدثت للبلاد في ذلك الوقت، من حيث القسوة والدمار، وليس من الصدفة أن أحداث الاحتلال دخلت في حكايات الفولكلور الروسي".
وأضافت معلقة على موت الضحايا الثلاث، "بقيت جثثهم ملقاة في الثلج لفترة طويلة إلى حد ما، وفي نيسان (أبريل) أو أيار (مايو)، بدأ الذباب في التكاثر على البقايا، وفي أواخر أيار (مايو) أو أوائل حزيران (يونيو)، دُفنوا في حفرة داخل منزل، وهو المكان الذي ربما كانوا يعيشون فيه".
ووصفت العالمة المدينة بعد الهجوم، بأنها "مدينة غارقة في الدماء، وبالطبع هذا ما تدل عليه بقايا مئات الجثث والمقابر الجماعية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس