Author

البيروقراطية وفشل التكامل الطبي

|

تشرفت خلال العام الفائت بعمادة كلية الطب، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي أنشئت قبل نحو عشرة أعوام، وقد تخرج عديد من الدفعات التي يمارس خريجوها الطب حاليا في مختلف مستشفيات المملكة. عندما تسلمت هذه المهمة كانت العقبة الأصعب -التي لا تزال- هي التدريب السريري للطلاب. فخلال دراسة الطالب فإنه يمر بمرحلتين أساسيتين، الأولى وهي العلوم الأساسية، والثانية وهي التدريب السريري، ولذلك فإن أي كلية طب ترتبط ارتباطا مباشرا بمستشفى تعليمي لصقل مهارات الطلاب السريرية تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس في الكلية. كان مستشفى شمال الرياض -الدرعية حاليا- هو الخيار الأنسب للكلية بحكم النقص الشديد في عدد الأطباء، إضافة إلى موقعه الجغرافي الجيد نسبيا بالنسبة لجامعة الإمام. وبالفعل بدأت المفاوضات مع مسؤولي وزارة الصحة للمساهمة في تشغيل هذا المستشفى للاستفادة منه في الجانب الأكاديمي، إضافة إلى خدمة المنطقة المحيطة بالمستشفى. حتى كتابة هذا المقال لم يحدث أي جديد في هذا الشأن وما زال مستشفى شمال الرياض بعد أعوام من إنشائه لا يؤدي الدور المتوقع منه. وعلى الجانب الآخر ما زالت كلية الطب في جامعة الإمام ليس لديها مستشفى تعليمي على الرغم من وجود أكثر من 150 طبيبا مؤهلا بشهادات عليا وتخصصات دقيقة بإمكانهم القيام بجانب كبير من الخدمات الصحية في هذا المستشفى.
أعتقد أن فشل التكامل بين عديد من الجهات الحكومية أمر يستحق المراجعة والمعالجة. عادة ما يكون هذا الفشل -في نظري- هو بسبب عديد من العوائق البيروقراطية، إضافة إلى وجود بعض الاختلاف على طريقة إدارة المشروع. أتمنى أن يكون هناك جهاز حكومي مستقل لدراسة وتنفيذ التكامل التام بين الجهات الحكومية، عبر البحث عن الفرص المتاحة في الجهات المختلفة، بهدف زيادة الكفاءة وتقليل المصروفات، ما يعود على بلادنا بالخير وفق خطة التحول 2020 و"رؤية المملكة 2030"، التي من أهم مبادئها رفع كفاءة الإنفاق الحكومي.

 

إنشرها