ثقافة وفنون

أطاريح

أطاريح

في كتابه "أطاريح" ينثر "متعب القرني" مجموعة من المكاتيب الفوضوية الحرة، والمواقف الفلسفية المرة، سترافق كاتبها فيها بصفتك قارئا ناقدا، وعابرا راصدا، بين موافق منكب عليها ومفارق متنكب عنها، لأنها باختصار رؤى ومرئيات شخصية، وقواطع وظنيات دينية، وتقلدات واجتهادات فكرية، وتمنطقات وتحذلقات فلسفية، لا يحمل مؤلفها هم الدعوة لها كحقائق، لأن الحقيقة الواحدة عصية على التحديد، كما لا يشتغل فيها بهدم معتقدات الناس وهز ثقتهم بثقافتهم وكسر ما بينهم من حواجز وعوائق، لأن المسلّمات الثقافية والدينية ضعيفة الإقبال على التبدل والتجديد. إنما رماها كأطاريح مستقلة، لا مستكثرة في الطرح والعرض ولا مقلة، في مواضيع مشتتة فكرا وثقافة ودينا وسياسة، ليست من الإنشاء الشخصي المتعالي عن فوائد السابقين بل بنيت على ما أقامه السلف، واعتمدت على ما قومه الخلف، تحاكيهم في بعض رؤاهم وتماحكهم، وتتعقب خطواتهم وخطراتهم وتعاقبهم وتمثل بهم في كثير من آرائهم ونظراتهم وتماثلهم، سعت من كل ما قرأت، وجمعت ونظمت، أن تشكل من هذه الفوضوية الفكرية المتعالية نسيجا منتظما في الفكرة والموضوع والبنية والمشروع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون