FINANCIAL TIMES

ردا على موظفة ترفض العمل تحت قيادة النساء

ردا على موظفة ترفض العمل تحت قيادة النساء

"المخادعات".. هكذا وصفت امرأة رئيساتها السابقات عندما اتصلت بأندريا كرامر، وهي محامية ومؤلفة، بعد حديث كرامر حول النساء في مكان العمل.
قالت المرأة أولئك الرئيسات كن سيئات جدا، لدرجة أنها لن تعمل من الآن فصاعدا إلا لدى الرجال فقط.
عندما سألتها كرامر عن السبب في كون النساء أسوأ بكثير من المديرين الذكور، ساد الصمت.
تقول كرامر ضاحكة: "اعتقدت أنها فقدت الوعي".
أدركت أن النساء قد عاملوها تماما مثلما فعل الرجال، لكنها حكمت عليهن بقسوة أكبر. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها كرامر وزوجها الذي يشاركها التأليف، مثل هذه القصص. اشتكى لهما عديد من النساء والرجال من "الفتيات اللئيمات"، لدرجة أن الزوجين قررا استكشاف الجحيم المزعوم من النساء الأخريات في كتابهما الجديد: "لا يتعلق الأمر بك، بل بموقع العمل: صراع المرأة في العمل والتحيز الذي بناه" It’s Not You, It’s the Workplace: Women’s Conflict at Work and the Bias that Built It.
يرى الرأي العام مدعوما بكتب تحمل عناوين -ثل الفتيات اللئيمات ينضجن، وصراع القطط، والفتيات اللئيمات في العمل، والعمل مع المخادعات، الطعن من الخلف أن كبار الموظفات قاسيات، وغير قادرات على العمل مع نساء أخريات ويتآمرن لعزلهن وإحباطهن.
يكتب المؤلفان أن هذا الرأي يفسره: "التطور، والتنشئة الاجتماعية، والاستيعاب الداخلي لثقافة كره النساء السائدة".
والحجة الرئيسة في كتابهما الجديد هي أن صراعات النساء المتكررة في العمل مع نساء أخريات لم تعد أكثر من صراعات الرجال مع الرجال الآخرين. ولا يوجد أي دليل على أنهما كما يكتبان على أن: "النساء أكثر وضاعة ولؤما، أو عدائية، أو أنهن غير جديرات بالثقة في تعاملهن مع نساء أخريات من الرجال في تعاملهم مع رجال آخرين". في الواقع، هناك أدلة كثيرة على أن "عدد النساء أكبر من الرجال في رد الصنيع والمعروف لضمان تقدم النساء (والرجال)، الذين يعملون لصالحهن في المستقبل".
ما يحدث في كثير من الأحيان، كما هو الحال مع المرأة التي اتصلت بكرامر، هو أن المرأة الطموحة تتمسك بمعايير مختلفة عن الرجل: المرأة العملية ينظر إليها على أنها قاسية، بينما يعد نظيرها المكافئ من الرجال مهنيا.
ينظر إلى صراعات النساء على أنها "تخريبية"، أو بدافع "العداوة الشخصية أو الغيرة التافهة"، في حين ينظر ببساطة إلى خلاف الرجال مع بعضهم على أنها جزء من "أماكن العمل الشاقة بطبيعتها القاسية والمتعبة".
والنتيجة هي أن النساء غالبا ما يتعرضن للعقاب، كما يكتبان، عن طريق "التقييمات الضعيفة، والإقصاء الاجتماعي، وعداء زملائهن في العمل بطرق لم يتعرض لها الرجال أبدا".
هذا لا يعني أن المديرات أو كبار الموظفات قديسات مفترى عليهن ظلما على أنه يمكن تفسير بعض تصرفاتهن -إذا كانت بالفعل سيئة للغاية- جزئيا بأنها بسبب الثقافة التنظيمية، وليس اللؤم المتأصل فيهن.
قد يرغبن في الابتعاد عن النساء الأخريات في شركة يبدو أنها تقدر قيمة الرجال.
كما أن تعاملهن مع بعضهن على أنهن شقيقات قد يبدو سخيفا إلى حد ما.
توصل الكاتبان إلى أمثلة على النساء اللائي يعاملن الرئيسات بطريقة مختلفة مثلا: مطالبتهن بتمديد المواعيد النهائية بسبب الاحتياجات العائلية بطريقة قد لا يفعلنها مع رؤسائهن من الرجال.
تقول كرامر عبر الهاتف من منزلهما في شيكاغو: "يتوقعن أن تكون المرأة أختهن وليست رئيستهن".
بصفتهما فريقا مكونا من زوج وزوجة عملا معا كمحاميين وكاتبين فإنهما يدركان جيدا الديناميات الخاصة بالجنسين في المنزل والعمل.
تقول كرامر: "إذا قلت لرجل ما أنت لا تفهم الأمر سيبحلق ويقلب عينيه غاضبا. أما إذا قال ذلك روبوت، فسيستمع. وجود صوتين يساعد".
يقول هاريس إن كبار الموظفات يخضعن للمراقبة بشكل غير عادل لأن عددهن أقل.
"عندما يكون هناك عدد قليل من كبار الرئيسات اللائي يتصرفن بقسوة، فإن ذلك ينسب إلى كل الرئيسات. ليس لدينا أي شك في أن بعض الرؤساء من الذكور هم من الحمقى، لكن لأنهم لا يمثلون جميع الرجال فلا يتعين عليهم أن يكونوا ممثلين لهم".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES