FINANCIAL TIMES

التكالب على سندات حكومة اليابان يفاقم مخاوف التداول

التكالب على سندات حكومة اليابان يفاقم مخاوف التداول

كل مستثمر لديه عملية تداول واحدة يندم عليها أكثر من أي شركة أخرى.
العملية "المعرضة لخطر الترمل" أي التداول الأكثر خطرا، بسبب احتمالية تعريض المستثمر لخسارة كبيرة. الأكثر شهرة في الأسواق المالية -استثمار أحبط أجيالا من مديري الأموال- ألا وهو المراهنة ضد السندات الحكومية اليابانية.
تراجعت العائدات إلى مستويات مثيرة للدهشة خلال العقود الثلاثة الماضية، حتى مع ارتفاع الديون الحكومية، ما أدى إلى إغراء المتداولين مرارا وتكرارا إلى "البيع المكشوف" للديون اليابانية.
ومع ذلك، انخفضت العائدات مرة تلو الأخرى إلى مستوى أدنى، ما تسبب في خسائر مؤلمة للأجيال المتعاقبة من مديري الأموال.
بعض المستثمرين بدأوا الآن في التفكير فيما يمكن أن يكون تداولا مدمرا في هذه الحقبة: الاستناد على التكالب الشرس واسع النطاق على السندات الحكومية، والمراهنة على أن انتشار التشاؤم حول النمو العالمي قد أصبح مبالغا فيه.
قال كريسبين أودي، رئيس "أودي لإدارة الأصول" الذي بنى مراكز مكشوفة كبيرة، عبر عمليات بيع مكشوفة كبيرة لسندات الحكومة اليابانية وحكومة بريطانيا: "هناك كثير من الضغوط التضخمية خلف ضغوط الانكماش الاقتصادي".
يشير عديد من المستثمرين إلى أن تكلفة السندات العالية لا يعني أنها لا يمكن أن تصبح أكثر تكلفة.
على أن من الواضح أن الدين الحكومي نادرا ما كان مرتفع الثمن بهذا الشكل إن كان قد حدث ذلك من قبل أصلا.
كليفورد أسنس، الرئيس التنفيذي ومؤسس "آي كيو آر كابيتال مانجمنت" في نيويورك، بنى مقياسا لتقييم سوق السندات يجمع ما يسمى "منحنى العائد" الأمريكي -الشكل الذي تشكله عوائد سندات الخزانة بمختلف آجال الاستحقاق- والعوائد الحقيقية أو تلك المعدلة للتضخم. استنتاجه كان أن: السندات "مكلفة للغاية".
في تقرير الأسبوع الماضي، أشار آسنس إلى أن مقياسه الممزوج هو في أدنى مستوى له منذ 64 عاما مع عدم رؤية القيمة محفوظة لشهرين في أواخر السبعينيات.
كتب آسنس: "هذا امر مضطرب نظرا إلى قدر الأوقات التي مررنا بها".
وأضاف: "عندما يصل شيء مهم مثل عائد السندات الأمريكية إلى أقصى درجاته التاريخية، فإن الأمر يستحق مناقشته على الأقل، فهو ليس مجرد عملية بيع مكشوف كبيرة أوتوماتيكية".
يشير آسنس وهو يضع في اعتباره التداول الأكثر خطرا سيئ السمعة، إلى أن سندات الحكومة اليابانية "غالية الثمن بشكل لا يصدق، لأن عديدا من المتداولين اليوم عديمو الخبرة".
ومع ذلك، بدأ بعض مديري الأموال في الحد من تعرضهم إلى المخاطر، أو حتى بناء بعض المراكز المكشوفة الحذرة (عبر عمليات بيع مكشوفة حذرة).
تراهن "بلوباي لإدارة الأصول"، التي تدير أصولا بقيمة 64 مليار دولار، ضد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل والسندات البريطانية ذات الأعوام العشرة.
قال مارك داودينج، كبير مسؤولي الاستثمار في "بلوباي": "نعتقد أن العائدات منخفضة للغاية في الولايات المتحدة، ونشعر أن مخاطر الركود مبالغ فيها".
وأضاف "في بريطانيا، تبدو العوائد منخفضة أيضا، إذ نرى حافزا ماليا وانتخابات محتملة قد تؤدي إلى تغيير الحكومة".
لا يزال عديد من المستثمرين حذرين من المراكز المكشوفة الصريحة، وعمليات البيع المكشوف الصريحة في الديون الحكومية، حذرين من الدروس المستقاة من اليابان، لكن عديد من المجموعات الاستثمارية الكبيرة عادت إلى الحد من تعرضها لها مثل "بيمكو"، و"بارينجز"، و"أليانز جلوبال انفستورز"، و"فيديليتي إنترناشيونال".
قال أندريا إيانيلي، مدير الاستثمار في "فيديليتي" في لندن: "ما زلنا إيجابيين فيما يتعلق بسندات الخزانة الأمريكية، على الرغم من أننا جنينا الأرباح بالنظر إلى حجم التحركات التي شهدناها أخيرا".
كان لدى "بارينجز" مركز ضخم في الدين الحكومي العام الماضي، نسبة إلى المؤشرات المرجعية لكنها قللت بشكل كبير من مراكزها في الأسواق الرئيسة، فأصبح لديها الآن تعرض "ضئيل للغاية"، وفقا لكريستوفر ماهون، مدير أبحاث تخصيص الأصول في إدارة الأصول بقيمة 325 مليار دولار في لندن.
قال مايك ريدل، مدير المحافظ لدى "أليانز جلوبال إنفيستورز": "عندما تحصل على مثل هذه الخطوة الواضحة خلال فترة زمنية قصيرة، فهناك دائما خطر أن تعود بسرعة إلى وضعك السابق".
قال ريدل: "كل أموال الزخم ستكون سندات طويلة. إذا بدأت في رؤية البيانات الأوروبية وهي تتحسن أو أسعار السلع الأساسية وهي ترتفع، فإننا سنشعر بالقلق الشديد من خطر حدوث نوبة غضب أخرى (مثل تلك التي كانت موجودة في سوق سندات الحكومة الألمانية أوائل عام 2015).
ذلك سيجعلني متوترا للغاية لأنني في مركز دائن / سندات طويلة".
من المؤكد أن هذا العام شهد ارتفاعا قويا في الدخل الثابت، ما أدى إلى انخفاض عائدات مؤشر بلومبيرج باركليز المتعدد وهو أوسع مقياس لسوق السندات يتتبع أكثر من 58 تريليون دولار من الديون، من مستوى مرتفع بلغ 2.5 في المائة في الخريف الماضي، إلى أدنى مستوى عند 1.4 في المائة عام 2016.
إن التوقعات الواسعة بأن أسعار الفائدة وعوائد السندات تتجه نحو الانخفاض واضحة، كما ظهر في أحدث دراسة استقصائية شهرية للمستثمرين من "بنك أوف أميركا".
بلغ العدد الصافي لمديري الصناديق الذين يعتقدون أن السياسة النقدية ستخفف أكثر إلى أعلى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008.
ومع ذلك في الوقت نفسه هناك مخاوف بشأن ما إذا كان يمكن الحفاظ على التكالب القوي على السندات.
يشير استقصاء "بنك اوف امريكا" إلى أن المستثمرين يعتقدون أن شراء سندات الخزانة الأمريكية هو التداول الأكثر ازدحاما في الأسواق المالية في الوقت الحالي، في حين أن جزءا كبيرا يعد أن ديون الحكومة والشركات عالية الجودة معرضة للفقاعة.
قال جيمس سويني، كبير الاقتصاديين الأمريكيين وكبير مسؤولي الاستثمار في الأمريكتين لدى "كريدي سويس": "ترتفع العوائد ارتفاعا مفرطا".
وأضاف: "إذا كان لدينا انتعاش في النشاط الصناعي، قد يكون ناجما عن بعض الأخبار الجيدة على صعيد التجارة، من المحتمل أن يكون لدينا انعكاس خطير في العائدات. على أن ما يبدو هو أن هناك الآن فرصة للذهاب نحو الاتجاه الآخر".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES